Pendidikan
السَّلَامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
إنَّ الْحَمْدَ ِلله نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِيْرُهُ وَنَعُوْذُ بِالله مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيٍّئاَتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِي اللهُ فَلَامُضِلَّ لَهْ، وَمَنْ يَضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهْ، أَشْهَدُ اَنْ لَّا اِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيْكَ لَهْ وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُه لَانَبِيَّ بَعْدَهْ. أما بعد.
حَضْرَةُ الْمشَايِخِ الْكِرَامْ أَخُصُّ مُدٍيْرُ المَدْرَسَةْ.
حَضْرَةُ المُدَبِّرِيْنَ الْأَعِزَّاءْ.
حَضْرَةُ الأَصْدِقَاءٍ الَأَحِبَّاءْ.
وَأَيُّهَا الحَاضِرُوْنَ رَحِمَكُمُ الله.
أَوَّلاً، هَيَّا عَلَى شُكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِيْ قَدْ وَهَبَنَا نِعْمَةً كَثِيْرَةً وَمُوَفِّرَةً حَتَّى نَسْتَطِيْعُ أَنْ نَجْتَمِعَ فِي هَذَا المَكَانِ المُبَارَك.
وَثَانِيًا، أَدْعُوْكُمْ إِلَى تَحِيَّةِ النَّبِيِّ الكَرِيْمِ صَاحِبِ اللٌِوَاءِ الإسْلَامِيِّ سيدنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الَّذِى قَدْ رَفَعَ نَتَائِجَ الْمُسْلِمِيْنَ مِنَ الْجُهَلَاءِ إلَي الْعُلَمَاءِ وَمِنَ الكُسَلَاءِ إِلَي الفُقَهَاءِ وَالْفُصَحَاءِ.
وَآخِرًا، أَقُوْلُ شُكْرًا كَثِيْرًا إِلىَ رَئِيْسِ الجَلَسَةِ الَّذِى قَدْ أَعْطَانِي فُرْصَةً ثَمِيْنَةً لِأَنْ أَخْطُبَ أَمَامَكُمْ أَجْمَعِيْنَ تَحْتَ المَوْضُوْعِ: "طَلَبُ الْعِلْمِ بِالْجٍدِّ"
أَيُهَا الإخْوَةْ.
العِلْمُ مُهٍمٌّ جٍدًّا، لِأَنَّ بِدُوْنٍ الْعِلْمِ فَلَمْ تَكُنْ حَيَاتِنَا مُوَجَّهَةً. وَالْعِلْمُ هُوَ زَيْنُ لِمَنْ يَطْلُبُ بِهِ. كَمًا قَالَ الشَّاعِرُ:
تَعَلَّمْ فَإِنَّ الْعِلْمَ زَيْنُ لِأَهْلِهِ# وَفَضْلَ وَعِنْوَانٌ لِكُلِ مَحَامِدِ.
وَلِنَيْلِ الْعِلْمِ فَهُوَ بِالتَّعَلُّمْ، أَيْ طَلَبُ العُلُوْمِ العَامَةْ وَالْعُلُوْمِ الدِيْنِيَّة أَيْضًا. أَمَّا العُلُوْمَ العَامَّةْ مَثَلًا : الرِيَاضِيَاتْ وَاللُّغَةُ الْإِنْجِلِيْزِيَةْ وَغَيْرُ ذَلِكَ. فَالْعُلُوْمُ الدِيْنِيَّةْ مَثَلًا عِلْمُ الفِقْهِ وَالْعَقِيْدَةُ الْأَخْلَاقْ وَغَيْرُ ذَلِكَ.
أَيُهَا الحَضِرُوْنَ السُعَدَاءْ.
لِذَلِكَ إِذَا نُرِيْدً أًنْ نَفْهَمَ الْعُلُوْمً النَّافِعَةْ، فَعَلَيْنًا أًنْ نَتَعَلَّمً بِالْجِدِ أوْ بِالْإِجْتِهَادٍ فِيْ هَذِهِ المَدْرَسَةْ. لِأَنَّ لَاتَنًالَ الْعِلْمَ إِلَّا بِالْإِجْتِهًادِ. فَالْإِجْتِهَادُ أَوَّلُ الْخَطْوَةِ نَحْوَ النَّجَاحْ. وَلَا تَتَكَسَّلُوْا فَعَوٍّدُوْا أَنْفُسَكُمْ بٍتَعَلُمْ.
تَنَوُّعُ الشُّعُوْبِ وَاْلقَبَائِلِ
الـحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَـمِيْنَ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى أَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ وَالـمُرْسَلِيْنَ ، نَبِيِّنَا وَحَبِيْبِنَا مُـحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْـمَعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ ، أَمَّا بَعْدُ
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الكِرَامُ
يَقُوْلُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ الْكَرِيْمِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحُجُرَاتُ:13]
نَادَى اللهُ تَعَالَى بَنِي الْإِنْسَانِ كُلِّهِمْ، مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ وَغَيْرِهِمْ، لِيُذَكّرَهُمْ بِأُصُوْلِهِمْ وَأَسَاسِ خَلْقِهِمْ، فَهُمْ مِنْ أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَفِي الْخَلْقَةِ سَوَاءٌ، بَنُو آدَمَ وَحَوَاءَ؛ إِذْ لَيْسَ شَعْبٌ أَفْضَلُ بِجِنْسِهِ مِنْ شَعْبٍ، وَلَا قَبِيْلَةٌ أَكْرَمُ بِأَصْلِهَا مِنْ قَبِيْلَةٍ
قاَلَ السَّعْدِيُّ فِي تَفْسِيْرِهِ
يُخْبِرُ تَعَالَى أَنَّهُ خَلَقَ بَنِي آدَمَ، مِنْ أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَجِنْسٍ وَاحِدٍ، وَكُلُّهُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى، وَيَرْجِعُوْنَ جَمِيْعُهُمْ إِلَى آدَمَ وَحَوَاءَ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى بَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيْرًا وَنِسَاءً، وَفَرَّقَهُمْ، وَجَعَلَهُمْ شُعُوْبًا وَقَبَائِلَ أَيْ: قَبَائِلُ صغارًا وَكِبَارًا، وَذَلِكَ لِأَجْلِ أَنْ يَتَعَارَفُوْا
فَإِنَّهُمْ لَوِ اسْتَقَلَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ بِنَفْسِهِ، لَمْ يَحْصُلْ بِذَلِكَ، التَّعَارُفُ الَّذِي يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ التَّنَاصُرُ وَالتَّعَاوُنُ، وَالتّوَارُثُ، وَالْقِيَامُ بِحُقُوْقِ الْأَقَاِربِ
وَلَكِنَّ اللهَ جَعَلَهُمْ شُعُوْبًا وَقَبَائِلَ، لِأَجْلِ أَنْ تَحْصُلَ هَذِهِ الْأُمُوْرِ وَغَيْرِهَا، مِمَّا يَتَوَقَّفُ عَلَى التَّعَارُفِ، وَلُحُوْقِ الْأَنْسَابِ، وَلَكِنَّ الْكَرَمَ بِالتَّقْوَى
فَأَكْرَمُهُمْ عِنْدَ اللهِ، أَتْقَاهُمْ، وَهُوَ أَكْثَرُهُمْ طَاعَةً وَانْكِفَافًا عَنِ الْمَعَاصِي، لاَ أَكْثُرُهُمْ قَرَابَةً وَقَوْمًا، وَلَا أَشْرَفُهُمْ نَسَبًا، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى عَلِيْمٌ خَبِيْرٌ، يَعْلَمُ مَنْ يَقُوْمُ مِنْهُمْ بِتَقْوَى اللهِ، ظَاهِرًا وَبَاطِنًا، مِمَّنْ يَقُوْمُ بِذَلِكَ، ظَاهِرًا لَا بَاطِنًا، فَيُجَازِي كُلًّا، بِمَا يَسْتَحِقُّ
وَفِي هَذِهِ الْآيَةِ دَلِيْلٌ عَلَى أَنَّ مَعْرِفَةَ الْأَنْسَابِ، مَطْلُوْبَةٌ مَشْرُوْعَةٌ، لِأَنَّ اللهَ جَعَلَهُمْ شُعُوْبًا وَقَبَائِلَ، لِأَجْلِ ذَلِكَ
أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ الله الْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِيْنَ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الرّحِيْمِ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، وَبِهِ نَسْتَعِيْنُ عَلَى أُمُوْرِ الدُّنْيَا وَالدِّيْنِ، أَشْهَدُ اَنْ لَاإِلَهَ إِلاَّ اللهَ وَحْدَهُ لَاشَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلىَ أَشْرَفِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِيْن، سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِيْنَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلىَ يَوْمِ الدِّيْنِ. أَمَّا بَعْدُ.
حَضَرَةُ المُكَرَّم وَالمُخْتَرَمِ مُدِيْرُ المَعْهَد نور الهدى
أَيُّهَا الاَسَاتِذَةُ الكِرَامِ !
وَأَيُّهَا الإِخْوَان الاَحِبَّاءُ !
أَوَّلاً، حَمْدًا وَشُكْرًا إِلىَ اللهِ تَعَالَى الَّذِي قَدْ أَعْطَانَا رَحْمَةً وَبَركةً وَهِدَايَةً حَتَّى نَجْتَمِعَ فِي هَذَا المَكَانِ المُبَارَك. وَثَانِيًا، هَيَّا بِنَا أَنْ نُصَلِّيَ عَلىَ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم الَّذِى قَدْ أَخْرَجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوْرِ. وَآخِرًا، أَقُوْلُ شُكْرًا كَثِيْرًا إِلىَ رَئِيْسِ الجَلَسَةِ الَّذِى قَدْ أَعْطَانِي وَقْتًا ثَمِيْنًا لِأَخْطُبَ بَيْنَ يَدَيْكُمْ أَجْمَعِيْنَ تَحْتَ المَوْضُوْعِ:
"فِكْرَةُ الإِسْلاَمِ فِى الإِخْوَةِ البَشَرِيَّةِ"
إِخْوَانِي المُسْلِمُوْنَ السُّعَدَاء....
قال الله تعالى فى كتابه الكريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.. كَانَتْ تَعَالِيْمُ الإِسْلاَمِ العَالَمِيَّةُ مَذْكُوْرَةً فىِ هَذِهِ الاَيَةِ. فَالإِسْلاَمُ يَكْرَهُ التَّفْرِيْقَ فِى الِجنْسِ وَالدَّرَجَةِ وَاللَّوْنِ وَالمَكَانِ. وقال الله تعالى فى القرآن الكريم "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ " وَكَذَلِكَ فَقَدْ أَكَّدَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِيْجَادِ المَسَاوَاةِ وَالإِتِّحَادِ بَيْنَ النَّاسِ. وَفَضْلاً عَنْ ذَلِكَ فَقَدْ أَكَّدَ اللهُ وَرَسُوْلُهُ محمد صلى الله عليه وسلم عَلَى تَحْقِيْقِ حُقُوْقِ الجِوَارِ عَلَى الجَارِ الأَخَر بِدُوْنِ النَّظْرِ إِلىَ أَسَاسِ الدِّيْنِ وَالإِعْتِبَارَاتِ الأُخْرَى، بَلْ هُنَاكَ اَحَادِيْثُ أُخْرَى تَحَثُّنَا عَلىَ اَنْ نُعَامِلَ الجَارَ مُعَامَلَةً طَيِّبَةً، وَذَلِكَ يَشْمُلُ الِجَوارُ غَيْرَ الْمُسْلِمِيْنَ.
هَذَا التَّعْلِيْمُ الكَرِيْمُ لَيْسَ أَلْفَاظًا ُتُقَالُ بَلْ عَمَلٌ وَتَطْبِيْقُ يَقِيْنٍ، وَلاَ شَكَّ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدِ اتَّجَرَ مَعَ الْكَافِرِيْنَ المُعَارِضِيْنَ لَهُ فِى مَكَّةَ عَلىَ أَسَاسٍ سِلْمِيِّ.
إخواني المحترمون!
وَكَذَلِكَ كَانَ الرَّسُوْلُ صلى الله عليه وسلم يَحْفَظُ المُعَامَلَةَ الشَّخْصِيَّةَ الطَّيِّبَةَ مَعَ اليَهُوْدِيِّ فِى المَدِيْنَةِ المُنَوَّرَةِ وَلَوْ كَاُنوْا يُعَارِضُوْنَ بِعْثَتَهُ الكَرِيْمَةَ. وَقَدْ زَارَ الرَّسُوْلُ صلى الله عليه وسلم بُيُوْتَهُمْ وَشَارَكَهُمْ فِى الحُزْنِ وَالفَرَحِ. وَفَوْقَ ذَلِكَ فَقَدْ حَقَّقَ الرَّسُوْلُ صلى الله عليه وسلم مُعَامَلَةَ التِّجَارَةِ مَعَ بَعْضِهِمْ. وَنَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلاً حِكَايَةً مَشْهُوْرَةً عَنْ سَيِّدِنَا عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَالأَعْمَى العَجُوْز.
فِى يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ رَأَى سَيِّدُنَا عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب رضي الله عنه شَيْخًا أَعْمَى اَمَامَ بَيْتٍ يَتَكَفَّفُ الصَّدَقَةَ فَقَرَعَ عَاتِقَهُ بِلُطْفٍ وَسَأَلَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ أَجَابَ الأَعْمَى اليَهُوْدِيّ الجِزْيَةُ وَالفَقْرُ وَالشُّيْخُوْخَةُ. فَحَمَلَهُ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إِلَى بَيْتِهِ وَأَعْطَاهُ كُلَّ شَيْئٍ عَلَى قَدْرِ اسْتِطَاعَتِهِ لِسَدِّ حَاجَتِهِ المُسْتَعْجَلَةِ وَفَرَجِهِ وَغَيْرِهِ مِنَ الَّذِيْنَ عَاشُوْا كَعِيْشَتِهِ مِنْ دَفْعِ الجِزْيَةِ وَأَمْرِ أن أجرة محافظتهم وحمايتهم من بيت مال الدولة الإسلامية.
وَبِالإِخْتِصَار، فَالإِسْلاَم يَرَى البَشَرِيَّةَ كَأُخُوَّةٍ عَظِيْمَةٍ. وَتَحْتَ هَذِهِ الأُخُوَّةِ كَانَ جَمِيْعُ النَّاسِ مُتَسَاوِيْنَ وَلَهمْ حَقُّ سَوَاءٍ فِى الإِحْتِرَامِ والإِكْرَام كَمَا أَنَّ لَهُمْ حَقًّا فِى المُعَامَلَةِ الطَّيِّبَةِ وَالفُرْصَةِ المُتَسَاوِيَةِ.
إخواني السُّعَدَاء!
الإِسْلاَمُ يَحْتَرِمُ إِحْتِرَامًا فَائِقَ التَّنَوُّعِ فِى لَوْنِ الجِلْدِ وَاللِّسَانِ وَالنَّسَلِ وَالتَّجْرِبَةِ بَلْ فِى الإِعْتِقَادِ.وَعَلَى أَسَاسِ الأُخُوَّةِ البَشَرِيَّةِ فَكَانَ جَمِيْعُ النَّاسِ فِى العَالَمِ اَعْضَاءُ الأُمَّةِ الوَاحِدَةِ أي الأُمَّةُ الإِسْلَامِيَّة. وَعَلَى ذَلِكَ كَانَتِ الأُمَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ مُرْتَبِطِيْنَ بِرَابِطَةِ الجِنْسِ العَامِّ وَالاَهَمِّيَّةِ العَامَّةِ. وَعَلَى عَكْسِ ذَلِكَ يَكْرَهُ الإِسْلَامُ كُلَّ مُحَاوَلَةِ تَفَرُّقِ هَذِهِ الرَّابِطَةِ إِلَى الفِرَقِ الكَثِيْرَةِ إِمَّا فِى الإِعْتِقَادِ وَإِمَّا فِى الشَّعْبِيَّةِ.
لِضَيْقِ الوَقْتِ فِى إِلْقَاءِ المَسْأَلَةِ المُهِمَّةِ. فَالآن أَخْتَتِمُ خُطْبَتِي رَاجِيًا مِنَ الجَمِيْعِ تَقْوِيَةَ هَذِهِ الأُخُوَّةِ. فَاالعَفْوُ مِنْكُمْ وَآخِرًا أَقُوْلُ لَكُمْ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ و.
الحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ اْلمُصْطَفَى وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَاقْتَفَى
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الكِرَامُ
إِنَّ اسْتِقْلَالَ الْأَفْرَادِ وَالْجَمَاعَاتِ أَمْرٌ مَرْكُوْزٌ فِي النُّفُوْسِ، أَكَّدَهُ شَرْعُنَا، وَأَمَرَ بِهِ رَبُّنَا - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوْنِ ﴾ [الأنبياء: 92]
فَمَا مَعْنَى الاِسْتِقْلَالِ الْحَقِيْقِيِّ بِالنِّسْبَةِ لِلشَّعْبِ الْمُسْلِمِ؟
مَعْنَاهُ الْحَقِيْقِيِّ
أَوَّلاً : الاِسْتِقْلَالُ فِي الْعِبَادَةِ وَالتَّوَجُّهِ : الشَّعْبُ الْمُسْلِمُ لَا يَتَوَجَّهُ إِلَّا ِللهِ بِالْعِبَادَةِ وَالرَّجَاءِ
ذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبُّكُمْۚ لَآ اِلٰهَ اِلَّا هُوَۚ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوْهُ ۚوَهُوَ عَلٰى كُلِّ شَيْءٍ وَّكِيْلٌ (الأنعام : 102)
ثَانِيًا : الاِسْتِقْلَالُ فِي الْمَرْجَعِيَّةِ
أَيْ أَنَّ الْمُسْلِمَ كَمَا يَرْجِعُ فِي عِبَادَتِهِ إِلَى اللهِ يَرْجِعُ أَيْضًا فِي شَرِيْعَتِهِ وَقَوَانِيْنِهِ وَحُكْمِهِ إِلَى اللهِ وَحْدَهُ {وَاَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَآ اَنْزَلَ اللّٰهُ وَلَا تَتَّبِعْ اَهْوَاۤءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ اَنْ يَّفْتِنُوْكَ عَنْۢ بَعْضِ مَآ اَنْزَلَ اللّٰهُ اِلَيْكَۗ}(المائدة : 49)
ثَالِثًا : الاِسْتِقْلَالُ فِي الْوَلَاءِ
فَالْمُسْلِمُوْنَ وَلَاؤُهُمْ ِللهِ وَالرَّسُوْلِ وَالْمُؤْمِنِيْنَ {اِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّٰهُ وَرَسُوْلُهٗ وَالَّذِيْنَ اٰمَنُوا الَّذِيْنَ يُقِيْمُوْنَ الصَّلٰوةَ وَيُؤْتُوْنَ الزَّكٰوةَ وَهُمْ رَاكِعُوْنَ }(المائدة : 55)
رَابِعًا : الاِسْتِقْلَالُ فِي الْحُبِّ
فَالْحُبُّ فِي الاِسْلَامِ ِللهِ وَلِلرَّسُوْلِ وَلِلدِّيْنِ وَلِلْمُؤْمِنِيْنَ . قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيْهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيْمَانِ : أَنْ يَكُوْنَ اللهَ وَرَسُوْلَهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا ِللهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُوْدَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ. (متفق عليه)
خَامِساً: الاِسْتِقْلَالُ فِي الطَّاعَةِ : فَفِي الْإِسْلَامِ لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوْقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ. {يٰٓاَيُّهَا الَّذِيْنَ اٰمَنُوْٓا اَطِيْعُوا اللّٰهَ وَاَطِيْعُوا الرَّسُوْلَ وَاُولِى الْاَمْرِ مِنْكُمْۚ}(النساء : 59)
أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ الله الْعَظِيْمَ لِيْ وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِيْنَ فَاسْتَغْفِرُوْهُ إِنّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الرّحِيْمِ
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
إِنَّ الْحَمْدَ وَالشُّكْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ، اَلَّذِيْ هَدَانَا وَرَحِمَنَا ، حَتَّى نَسْتَطَيْعَ أَنْ نَجْتَمِعَ هُنَا بِالصِّحَّةِ والْعَافيَةِ
وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِنَا وَنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الَّذِيْ كَانَ قُدْوَةً لَنَا فِي جَميعِ الأُمورِ
أَيُّهَا الْحَاضِرُوْنَ
فِيْ هَذِهِ الْفُرْصَةِ ، سَأَتَكَلَّمُ عَنْ فَضِيْلَةِ طَلَبِ الْعِلْمِ
أَيُّهَا الْحَاضِرُوْنَ أَعَزَّكُمُ اللَّهُ
العِلْمُ هِيَ إِحْدَى الثَّرَوَاتِ الثَّمِيْنَةِ فِيْ حَيَاتِنَا . العِلْمُ هوَ النّورُ اَلَّذِي يَهْديْنَا إِلَى الطَّرِيْقِ الصَّحِيْحِ وَيَمْنَعُنَا عَنْ سُلُوْكِ الطَّرِيْقِ الْبَاطِلِ . العِلْمُ هُوَ الْمِفْتَاحُ لِلسَّعَادَةِ والنَّجَاحِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَ
فَطَلَبُ الْعِلْمِ هُوَ مُهِمَّةٌ رَئِيْسِيَّةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ . لِأَنَّ الْعِلْمَ يُعْتَبَرُ زَادَنَا فِي الطَّريقِ إِلَى السَّعادَةِ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ ، وَهُوَ أَيْضًا وَسِيْلَةٌ لِلتَّقَرُّبِ إِلَى اللَّهِ
:قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِيْ سُوْرَةِ الْعَلَقِ، الآيَاتِ 1-5
اِقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِيْ خَلَقَۚ ١ خَلَقَ الْاِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍۚ ٢ اِقْرَأْ وَرَبُّكَ الْاَكْرَمُۙ ٣ الَّذِيْ عَلَّمَ بِالْقَلَمِۙ ٤ عَلَّمَ الْاِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْۗ ٥
:وَقَدْ أَثْبَتَ الْحَدِيْثُ النَّبَوِيُّ أَهَمِّيَّةَ الْعِلْمِ . قَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهُ وَسَلَّمَ
طَلَبَ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ( رَوَاه ابْنُ مَاجَهُ )
يَدُلُّ هَذَانِ الدَّلِيْلَانِ مِنَ القُرْآنِ وَالْحَدِيْثِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ طَلَبِ الْعِلْمِ فِي الْإِِسْلَامِ . لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَيْنَا جَمِيْعًا أَنْ نَطْلُبَ الْعِلْمَ . وَلَا نَتَوَقَّفَ عَنِ التَّعَلُّمِ ، حَتَّى نَحْصُلَ عَلَى السَّعادَةِ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ
عَسَى أَنْ يَهْدِيَنَا رَبُّنَا وَ يُوَفِّقَنَا جَمِيْعًا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ حَتَّى نَسْتَطيْعَ أَنْ نُطَبِّقَهَا فِيْ حَيَاتِنَا . آمِيْنَ
هَذَا ، وَشُكْرًا عَلَى اهْتِمَامِكُمْ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ
0 $type={blogger}:
Posting Komentar