Kamis, 25 Juli 2024

 


الباب الأول

مقدمة

 

أ. خلفيات البحث

        الشعر أحد الفنون الأدبيّة، حيث أنّه يزيد قدراً ومكانة عن الفنون النثريّة الأخرى، مثل الخطابة، والمقالة، والمثل، والرواية، ويجري الشعر على الوزن والقافيّة، ويقوم على التركيز والتكثيف، ويظهر فيه العنصر الوجدانيّ والخياليّ بشكل أوضح من ظهورها في الفنون الأخرى، كما يمكن أنْ يكون الشعر وصفاً لمشهد طبيعيّ، أو موقف من المواقف، أو شخص من الأشخاص، أو تعبير عما يجول في النفس من خواطر، أو رأي، أو عاطفة، أو قد يكون انعكاساً للنفس الفردية، أو الجماعية، وغير ذلك من الأمور التي يُمكن أنْ يكون عليها الشعر، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الفن لا يتطور إلّا في ظل التركيز، وتحليق الخليل، وتحريك الوجدان، وتوفير الموسيقى، وبالتالي فإنَّ اجتماع ما سبق يقود إلى نهضة الشعر وتقدمه[1]      

          يتكون الشعر من خمسة عناصر، وهي كالآتي:

١. العاطفة: وتتمثل بالعواطف التي تختلج في النفس البشريّة، من مشاعر الحزن، والفرح، والغضب، والخجل، والمودة، والحب، والأُنس، وغيرها من العواطف الإنسانيّة.

٢. الفِكرة: يجب أن يقوم كل شعر على فكرة معينة، فالفكرة هي الأساس الذي يُبنى عليه العمل الفنيّ.

٣. الخيال: يحتاج الشاعر إلى توظيف الخيال في أشعاره؛ وذلك لأنَّه يُعبر تعبير تصويريّ، وليس تعبير مجرد ومباشر.

٤. الأسلوب: يتميّز كلّ شاعر بأسلوبه الشعريّ الخاص، وهذا الأسلوب بمثابة بصمة تعريفيّة، وتصويريّة للشعر والشعراء، ومن أنواع الأساليب الشعريّة: الأسلوب الأدبيّ. الأسلوب التجريديّ. الأسلوب الحكيم. الأسلوب الخطابيّ. الأسلوب العلميّ. الأسلوب المتكلف. أسلوب المولدين.

٥. النظم: وهو قدرة الشاعر على القيام بجمع اللفظ والمعنى بصورة تجعلهما يتناسبان مع بعضهما البعض[2]

 

          الأدب العربي بأنَّه جُلُّ الأعمال التي كتبت باللغة العربية سواء أكان: شعراً أم نثراً، ويضم كذلك الأدب المسرحي، والقصصي، والنقد، والرواية، وتعددت عصور الأدب ومنها الأدب في العصر الجاهلي، والأدب في الإسلام وغير ذلك الكثير[3]

          الأدب العربي في الجاهليَّة يعود موطن ومقرَّ الأدب الجاهلي إلى الجزيرة العربية، أو شبه الجزيرة العربية، إذ كانت ساحة للحروب والنزاعات والأحداث السياسية، مما ولّد أدباً تميَّز بشعره ونثره ولغته، ومن أقدم الشعراء الجاهليّين هو امرؤ القيس، بيدَ أنّه لا توجد معلومات كافية عن مبدأ العرب آنذاك في الأدب ولا عن كيفية تطوره إلى أن وصل إلى مرحلة ما قبل الإسلام. وتعددت أغراض الفن الجاهلي وتمثَّلت في: المدح والغزل، والفخر، والرثاء، والهجاء، لكن كان للغزل النصيب الأكبر[4]

          الأدب العربي في الإسلام ظهر الأدب الإسلامي في الخمسينيّات من القرن التاسع عشر مع أنَّ وجوده كان من أقدم العصور، فالأدب الإسلامي جاء لتوضيح معالم الدين الإسلامي وصورته السمحة، وذكر الدكتور عبد الرحمن باشا في تعريفه للأدب الإسلاميّ بأنَّه تعبير هادف نابع من وجدان الأديب وفق المنهاج الإسلامي والقرآن الكريم، وهذا ما يميّز الأدب الإسلامي أنَّه مستند على القرآن والسنَّة والقيم الإسلامية. وأوَّل من كتبَ فيه هو الشيخ أبو الحسن علي الندوي، وفي عام 1963م أصدر الدكتور نجيب الكيلاني كتاباً بعنوان: الإسلامية والمذاهب الأدبيَّة. ومن خصائص الأدب الإسلامي أنَّه أدبٌ هادف ذو قيمٍ راسخة ومستقلَّة فكريَّاً عن بقيَّة أنواع الأدب، وفيه من الإتقان والوعي ما يميِّزه، إذ إنَّه فن يرقى بصوره الفنية ذات الطابع الإسلامي[5]

          مصطفى لطفي المَنْفَلُوطي (1876 ـ 1924م) هو مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي أديب مصري من أم تركية قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ ،و صياغة عربية في غاية الجمال و الروعة.لم يحظى بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بصاحب له كان يترجم الروايات و من ثم يقوم هو بصيغتها و صقلها في قالب أدبي رائع . كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر الحديث

          مصطفى لطفي المنفلوطي من الأدباء الذين كان لطريقتهم الإنشائية أثر في الجيل الحاضر، كان يميل إلى مطالعة الكتب الأدبية كثيراً، ولزم الشيخ محمد عبده فأفاد منه. وسجن بسببه ستة أشهر لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي وكان على خلاف مع محمد عبده، ونشر في جريدة المؤيد عدة مقالات تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في وزارة المعارف ووزارة الحقانية وأمانة سر الجمعية التشريعية، وأخيراً في أمانة سر المجلس النيابي.

          لمصطفى لطفي لمنفلوطي أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأي وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطي تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهي المؤيد وكتب مقالات بعنوان نظرات جمعت في كتاب تحت نفس الاسم على ثلاثة أجزاء وهي النظرات. (ثلاثة جزاء). يضم مجموعة من مقالات في الأدب الاجتماعي، والنقد، والسياسة، والإسلاميات، وأيضا مجموعة من القصص القصيرة الموضوعة أو المنقولة، جميعها كانت قد نشرت في جرائد، وقد بدأ كتبات بها منذ العام 1907. العبرات. يضم تسع قصص، ثلاثة وضعها المنفلوطي وهي: اليتيم، الحجاب، الهاوية. وواحدة مقتبسة من قصة أمريكية اسمها صراخ القبور، وجعلها بعنوان: العقاب. وخمس قصص ترجمها المنفلوطي وهي: الشهداء، الذكرى، الجزاء، الضحية، الإنتقام. وقد طبع في عام 1916. رواية في سبيل التاج ترجمها المنفلوطي من الفرنسية وتصرف بها. وهي أساسا مأساة شعرية تمثيلية، كتبها فرانسوا كوبيه أحد أدباء القرن التاسع عشر في فرنسا. وأهداها المنفلوطي لسعد زغلول في العام 1920. رواية بول وفرجيني صاغها المنفلوطي بعد ترجمتها له من الفرنسية وجعلها بعنوان الفضيلة وتسرد هذه القصة عدة أحداث لعل من أهمها حب بول وفرجني لبعضهما جدا والمكافحة في سبيل أن يبقى هذا الحب خالدا للأبد. وهي في الأصل للكاتب برناردين دي سان بيير من أدباء القرن التاسع عشر في فرنسا وكتبت في العام 1788م. رواية لشاعر هي في الأصل بعنوان "سيرانو دي برجراك" للكاتب الفرنسي أدمون روستان

        وقد ألف مصطفى لطفي المنفلوطي روايته بكثرة تعليم الحياة فى توصية من شخص الرئيسي الذي يدور كالشاعر، كيف يتخذ موقف كشاعر بورح شاعرا خالصا ويشرع حقيقة الحب فيجعلها كعبرة كميلة للمجتمع، وهذه هي الرواية مبنية روحية بكثرة قيم الأخلاقية. لذلك سيهدى الكاتب عمايتعلق بأغراض المؤلف فى ايصال رسالته للقارئ بقيمة الأخلاقية فى رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي بتحليلية المضمونية

        القيم الأخلاقية فى رواية "الشاعر" تحتوى على الأخلاقية الفضيلة، فالفضيلة (ممارسة بأخلاق محمودة) هي ذو موقف بسيط ويتفكر الأهل والبلدة والمجتمع. نمو فى قلبه أن الخلق يجب أن يعمل عملا صالحا على كل مخلوق". وكما تكون فى رواية لمصطفى لطفي المنفلوطي تتصور فيها عن حوادث الشخصيات بأنواع المشكلة الحياة وكيف يحلونها بطرقهم الأفضل (الفضيلة) حتى تصير كعبرة الحياة للقارئ. واختار الكاتب الموضوع لهذا البحث على أنه " القيم الأخلاقية في رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي بدراسة تحليلية مضمونية. ومن أحوال الحديثة فى الرواية تخص على قيم الأخلاقية، ويبدى بحضور حب الشاعر الخالص ويظن الكاتب بأن تقيم الموضوع لتسهيل القارئ على فهم قصيدة الرواية ومغزى على مؤلفها.

        يرى الكاتب أن فى رواية "الشاعر" تحتوي عما يتعلق بأغراض المؤلف فى ايصال رسالته للقارئ وهي قيم الأخلاقية الساعر. ومن بيان السابق قد ظهرت أن هذه الرواية يسترعي للتحليل بأن فيها يتضمن على قيم الأخلاقية الرائعة بتهذيب الأخلاقي لبيان السبيل لتحصيل الكمال الخلقي للناس ولتعليل القارئ عن إحسان النفس ولتوصل وتنسج معاني من الحب الحقيقي للشاعر. لذلك أراد الكاتب أن يجرب البحث عن الشاعر لمصطفى لطفي المنفلوطي تحت الموضوع "القيم الأخلاقية في رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي (دراسة تحليلية فى علم الأدبية).

ب. مشكلات البحث

        بناء على خلفيات السابقة، فمشكلات البحث المهمة فى هذا البحث ما يلى !

1.    ما هي عناصر الداخلية فى رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي؟

2.    ما هي القيم الأخلاقية فى رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي؟

ج. أهداف البحث

        بناء على مشكلات البحث السابق، فأهداف البحث وهي مايلى!

1.  لمعرفة  عناصر الداخلية فى رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي

2.  لمعرفة القيم الأخلاقية فى رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي

د. فوائد البحث

        لكل البحث فوائد، ويرى الكاتب أن كثير من فوائد كبيرة من ناحية نظرية وتطبيقية فى تطوير، يرى الكاتب عن قيم الأخلاقية خآصة لبحث الأدب العربية. أما الفوائد فى هذا البحث ما يلى!

1. فوائد النظرية

        من ناحية نظرية يرجو الكاتب أن هذا البحث مفيد لزيادة العلوم عن دراسة تحليلية أدب العربي ولا سيما فى تحليل المضمون فى الرواية وتطوير اللغة العربية وأدبها.

2. فوائد التطبيقية

        ومن ناحية تطبيقية يرجو الكاتب أن هذا البحث مفيد لزيادة إرادة القراءة عن تطوير قيمة الأدبية للقرآء ولفهم المجتمع بالقيم الأخلاقية الأفضل مراجعا للإصلاحهم.

3.  فوائد العلمية

        أما الفوائد العلمية ما يلى !

أ). لزيادة المعرفة للكاتب عن علوم الأدب، وتخصص في القيم الأخلاقية في رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي (دراسة تحليلية فى علم الأدبية).

ب). لزيادة المواد في مكتبة الجامعة سلطان طه سيف الدين الإسلامية الحكومية جامبي.

ج. لتكميل الشرط من شروط اللازمة للحصول على الدرجة الجامعية الأولى (س1) في قسم اللغة العربية وأدابها جامعة سلطان طه سيف الدين الإسلامية الحكومية جامبي

 

ھ. الدراسات السابقة

        هذه الرسالة الجامعية دراسة مكتبي، لذلك لما طالع الكاتب الكتب المتعلقات بهذا البحث فوجد الكاتب الرسالة العلمية مرتبطة بهذا البحث مايلى !

1. نور حياتي، 2008، قدمته الموضوع عن رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي (دراسة تحليلية فى الموضوع والشخصية) قسم اللغة العربية وأدبها كلية الآدب بجامعة سونان كاليجاكا الإسلامية الحكومية جوكجاكارتا.

2. مرسودين، 2011، قدمه الموضوع "القيم الأخلاقية فى شعر الشافعي فى ديوان الشافعي لعبد الرحيم (دراسة تحليلية مضمونية) قسم اللغة العربية وأدبها كلية الآدب بجامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية مالانج

3. فجار هاري، 2014، قدمه الموضوع عن "القيم الأخلاقية فى رواية "الرجع" لليلاس جوداري (دراسة تحليلية مضمونية) قسم اللغة الإندونسي وأدبها كلية الأدب والفن بجامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية مالانج

 

 

الباب الثاني

 الإطار النظري

 

أ. القيمة الأخلاقية

1. ﻣﻔﻬﻮم ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ

        اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻳﻌف ﻌﻴﺎر أم أدب اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻟﺘﻘﻴﻴﺲ ﺷﻴﺊ،  ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺪم ﻛﺘﺎب ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪﻳﻦ ٢٠٠٨ : أن اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻮﺿﻮع وإذا ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك اﻮﺿﻮع ﻟﻴﻘﻴّﻤﻬﺎ ﻓﻼ ﻫﻨﺎك اﻟﻘﻤﺔ ، واﻮﺿﻮع ﻟﻪ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻹﺎﰊﻛﺎﻧﺖ أم اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺴﻠبي ﻣﻌﻠﻖ ﻣﻦ اﻘﻴﻢ[1].  ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع وﻫﻲ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﺎدة و اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻀﺮوري و اﻟﻘﻴﻤﺔ


اﻟﺮوﺣﻴﺔ. وأﻣﺎ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﺎدة ﻫﻲ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ اﻔﻴﺪ ﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻨﺎس وﻫﺬ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﺑﺄﻻت اﻟﻘﻴﺎس ﻮ: اﻟﺜﻘﻞ و اﻄﻮل و اﻟﻮاﺳﻊ وﻏﻫﻢ. وأﻣﺎ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻀﺮوري ﻫﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء اﻔﻴﺪ  ﻟﻠﻨﺎس اﻋﻤﺎل اﻟﻧﺎﻣﺞ و اﻟﻨﺸﺎط وأﻣﺎ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء اﻔﻴﺪ ﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء اﻔﻴﺪ ﻟﺮوﺣﻴﺘﻬﻢ، ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺪرة اﻟﻨﺎس واﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺼﻼح ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻨﺎس. وإن اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻻﻳﻘﻴﻢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﻻت اﻘﻴﻢ ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺤﺪم اﻟﻘﻴﻤﺔ اﺎدة ﺑﻞ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﻌﻘﻞ اﻷدب و ﺑﺮوﺣﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. واﻟﻘﻴﻤﺔ ﺗﻘﺎل ﻛﺤﺎﺻﻞ اﻟﻘﻴﻤﺔ أو اﻹﻋﺎﻳﺎرات ﺣﺴﻦ أم ﺳﻴﺄ،  ﺳﻨﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻛﺄﺳﺎس ﻫﺪف اﻟﻨﺎس اﻋﻤﺎل ﺷﻲء أم ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻪ، وإن اﻘﻴﻘﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻷﺧﻼﻗﻲ و ﻠﻚ ﻗﻮة ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻷﺧﻼﻗﻲ أي ﻟﻪ ﺣﻴﺎة ﺑﺎﻟﻘﻴﻤﺔ و اﻟﺴﻠﻮك[2]

        إن ﻛﻠﻤﺔ اﻷﺧﻼق ﻣﻦ ﻟﻐﺔ اللتني " Mores "و ﻛﺎن Mores   ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ " Mos " ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷدب واﻟﺸﻌﻮر اﻟﺒﺎﻃ وﻳﺘﺠﻪ ﻻﻋﻤﺎل ﺷﻲء ،  وأﻣﺎ ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻌﺎم ﻟﻐﺔ اﻹﻧﺪوﻧﻴﺴﻲ ﻣﻦ و.ج. س ﻓﻮروادارﻣﻨﺘﺎ ﻟﻪ ﺗﻌﻠﻴﻖ أن اﻷﺧﻼق ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﺴﻨﺔ أم اﻟﺴﺌﺔ أي اﻷﺧﻼق ﻫﻮ اﻟﻘﻴﻢ و اﻟﺴﻠﻮك المجتمع ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ،  وﻫﺬاﻛﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻧﻘﻮل أن ﻋﻤﻞ اﺮء ﺑﻼ أﺧﻼق وﻫﺬا ﻳﻘﺼﺪ أن ﻋﻤﻠﻪ ﺎﻟﻒ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ و اﻟﺴﻠﻮك اﻷﺧﻼﻗﻲ اﺘﻔﻖ المجتمع  [3]     .          وأﻣﺎ اﻷﺧﻼق اﻟﻠﻐﺔ ﺻﻔﺎت ﻟﻠﻨﻔﺲ اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ،  والتي ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮخ واﻟﺜﺒﺎت. وأنها ﺧآﺻﺔ ﺑﺴﺠﺎﻳﺎ اﻟﻨﻔﺲ وﻗﻮاﻫﺎ اﻟ ﻜﻦ وﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﺴﻦ واﻟﻘﺒﻴﺢ. واﻷﺧﻼق اﻹﺻﻄﻼح ﻟﻴﺤﻲ ﺑﻦ ﻋﺪي "إن اﻠﻖ ﻫﻮ ﺣﺎل اﻟﻨﻔﺲ  ، ﻳﻔﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن أﻓﻌﺎﻟﻪ ﺑﻼ روﻳﺔ وﻻ اﺧﺘﻴﺎر  ، واﻠﻖ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻏﺮﻳﺰة وﻃﺒﻌﺎ ،  و ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﻜﻮن إﻻ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ واﻹﺟﺘﻬﺎد[4]

        ﻛﺎن اﻷﺧﻼق أو اﻷدب ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﺧﻼق (moral)  و اﻷﺧﻼق ﻳﺴﻤﻰ ﻛﺎﻟﻌﺒﺎرة اﺳﺘﻼم اﻷﻋﻤﺎل ﻛﺎن أم ﻣﺮﻓﻮض ﺣﻴﺎة المجتمع ﺣ ﻳﻜﻮن ﻛﻌﺎدة و ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ. اﻷﺧﻼق ﻫﻮ دﻟﻴﻞ ﺳﻠﻮك اﺎﺋﺰ أم ﻏ ﺟﺎﺋﺰ ﻟﻼﻧﺴﺎن و أﻣﺎ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻠﺬﻟﻚ اﻷﺧﻼق ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﺧﻼق اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ  ، واﻷﺧﻼق ﻳﻘﻴﻢ ﺎ ﻓﻴﺼ ﻛﺄدب اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ[5] وﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﺧﺘﺎرت اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ لمصطفى لطفي المنفلوطي

        إن اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﰊب ﻳﺘﺼﻮر ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺣﻴﺎة ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ وﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻫﻲ ﻗﻴﻢ اﻟﺼﻼح، وﻫﺬا اﺎل اﻟﺬي ﺳﺳﻠﻪ اﺆﻟﻒ ﻟﻠﻘﺎرئ ، واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻘﺼﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﻴ (٨٩ :١٩٦٦) ﺗﻘﺼﺪ ﻛﻨﺼﻴﺤﺔ اﻟ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﺬﻫﺐ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟ ﺳﺘﺠﻴﺪﻫﺎ اﻟﻘﺎرئ ﺑﻘﺮاءﺗﻪ. واﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻛﺪﻟﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﻄﺎ اﺆﻟﻒ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺴﺌﻠﺔ أم أﺣﻮال اﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻴﺎة ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻔﺔ و اﻷدب و اﻟﺘﻬﺬﻳﺐ، وﻫﺬ ﺗﺼ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺜﻠﺔ ﺜﻞ اﻟﻘﺼﺔﺑﺎﻇﻬﺎر ﺻﻔﺔ و أدﺑﻪ. و ﻛﺎن اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﰊ ﻳﺆﻟﻔﻬﺎ اﺆﻟﻒ ﻟﻴﻘﺪم ﺷﻜﻞ أم ﺎذج ﺣﻴﺎة ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ و اﻴﺎﻟﻴﺔ ﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ أدب اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺑﻨﻈﺮﻳﺘﻪ[6]

2. أقسام ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ

        ﻛﺎن ﻧﻮع رﺳﺎﻟﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺌﻠﺔ اﻴﺎة اﺘﻌﻠﻘﺔ ﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن، واﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم: اﻷول ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑ اﻟﻨﺎس ﺑﻨﻔﺴﻪ و اﻟﺜﺎﱐني ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑ اﻟﻨﺎس و اﻷﺧﺮ ﺑﻴﺌﺘﻬﻢ و اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑ اﻟﻨﺎس ﺑﺮﺑﻪ.

        وﻛﻞ رواﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ واﺣﺪة ﻛﺎﻧﺖ أم ﻗﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ، وأﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼق ﺑ اﻟﻨﺎس ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻮن اﻟﻨﻔﺴﻲ و ﻋﺰة اﻟﻨﻔﻲ و واﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ واﻮف واﻮت واﻟﺸﻮق و اﻹﻧﺘﻘﺎم واﺣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة و ﻏ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻟ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻔﺮدي. وأﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼق ﺑ اﻟﻨﺎس و اﻷﺧﺮ ﺑﻴﺌﺘﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺻﺪﻳﻖ اﺎﻟﺺ أو اﻴﺎﻧﺔ و اﻴﺎﻧﺎت و اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ و ﻋﻼﻗﺔ ﻳ اﻟﺰواج و ﺑ وﻟﺪ و واﻟﺪ و ﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ و ﻛﻠﻬﺎ اﻟ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻔﺎﻋﻼت ﺑ اﻟﻨﺎس. وأﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼق ﺑ اﻟﻨﺎس ﺑﺮبه  مثل ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ[7]

        اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﰊ اﻟﺬي ﺼﻞ اﻟﻘﺎرئ ﺎ ﻣﻌ اﺴﻨﺔ، وإذا ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ أدب اﺬﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﺼﻮم ﻛﺎن أم اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻼ ﻳﻌ اﺆﻟﻒ ﻳﺸﻫﺎ ﻟﻠﻘﺎرئ. ﻓﺈن أدب ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻛﻤﻤﺜﻞ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﺻﻔﺎت ﻏ ﺣﺴﻨﺔ ﻟﻜﻴﻼ ﻳﺘﺒﻊ و ﻳﺘﺠﻬﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ، ﻟﺬاﻟﻚ ﻳﺮﺟﻮ ﻛﻞ اﺆﻟﻒ ﻢ ﻷن ﻳﺄﺧﺬ اﻜﻤﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدبي[8]

 

ب. الرواية

        اﻟﺮواﻳﺔ اﺣﺪى ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﰊب أي ﻓﻦ ﻣﻦ اﻷدب، وﻫﻮ اﻹﻧﺸﺎء ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ و ﻣﻌ اﻠﻮ. اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ أي ﺟﻌﻞ اﻷﺛﺮ و ﻳﺴﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ وأﻣﺎ ﻣﻌ اﻠﻮ أي ﻳﻨﻔﻊ وﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﺑﻴﺔ[9] . وﻗﺎل وﻳﻠﻴﻚ و وﻳﺮﻳﻦ ﻳﺮا ﺑﺄن اﻷدب ﻫﻮ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ أم ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ أي ﻛﻞ ﺷﻲء اﻟﺬي ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻄﺐ و ﻋﻠﻢ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻏ ذﻟﻜﻮ ﻋﻤﻞ اﻷدﺑﻴﺔ و اﻷدب ﻳﻌﻨﺎ ﺑﻔﻦ اﻷدﰊ ﻧﺮا ﻛﻌﻤﻞ اﻴﺎل[10] . ﻗﺒﻠﻤﺎ ﻧﻌﺮف ﻋﻦ اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﺮف وﻧﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﺼﺔ، ﺑﺄن اﻟﺮواﻳﺔ اﺣﺪى ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ. وﻟﻠﻘﺼﺔ ﻣﻌﻨﻴﺎن أﺣﺪﺎ اﻟﺴﺮد واﻹﺧﺒﺎر ﻋﻠﻰ ﻓﻦ اﻷدبﰊ اﻟﺬي ﻌﻞ ﺎ (ﺗﺮﻛﻴﺒﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﺗﺘﺤﺮك ﺣﻼﻟﻪ اﻟﺸﺨﻀﻴﺎت ﺗﻨﻤﻮ اﻮادث، وﺗاﺑﻂ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺔ اﻘﺼﻮدة، وﺗﺪﺑ اﻜﻢ ﻣﻦ ﺧﺎرج ﺣﻴﺎة اﻟﻘﺼﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، أي ﺑﻘﺼﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺎص وﺗﺪﺑﲑﻩ ووﻋﻴﻪ)[11]

        و ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻷﻧﻮاع اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻬﻨﺎك ﻗﺼﺔ اﺎدﺛﺔ وﻗﺼﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻗﺼﺔ اﻟﻔﻜﺮة و ﻗﺼﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ وﻏ ذاﻟﻚ. وأﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻜﻞ واﻈﻬﺮ ﻓﺄﺷﻬﺮ أﻧﻮاع اﻟﻘﺼﺔ أربعة : اﻟﺮواﻳﺔ واﻟﻘﺼﺔ واﻷﻗﺼﻮﺻﺔ واﻜﺎﻳﺔ، ﻓﺎﻟﺮواﻳﺔ اﺣﺪى ﻣﻨﻬﺎ و اﻟﺮواﻳﺔ ﺗﻘﺎﺑﻞ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻛﻠﻤﺔ Roman ﻓﻬﻲ ﻤﻮﻋﺔ ﺣﻮادث ﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﺄﺛ، ﺜﻠﻬﺎ ﻋﺪة ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮح اﻴﺎة اﻟﻮاﺳﻊ، ﺷﺎﻏﻠﺔ وﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ. وﻳﻌﺘﻫﺎ ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜ اﻟﺼﻮرة اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﻨﺜﺮﻳﺔ اﻟ ﺗﻄﻮرت ﻋﻦ اﻠﺤﻤﺔ اﻟﻘﺪ[12]

        و ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻞ اﻷدبﰊ ﻳﻌﻤﻠﻪ اﻷدﺑﺎء، أﺣﺪ ﻣﻨﻪ رواﻳﺔ. اﻟﺮواﻳﺔ ﻛﻘﺼﺔ ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻮى وﺑﻜﻞ ﻫﺬ اﺴﺘﻮى ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺒﺤﺜﻪ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻨﺎص ﻓﻴﻬﺎ واﻟﺼﺮاع اﻟﻨﻔﺲ وﻏﲑﻩ. وﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻟﻴﻔﻬﻢ ﻛﻢ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﻘﺎرئ ﻳﺴﻋﻴﻬﺎ. ﻟﻴﻔﻬﻢ اﻟﺮواﻳﺔ أﻛﻴﺪ أن اﻟﻘﺎرئ ﻟﻪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ وﻃﺮﻳﻘﺔ وﺷﻌﻮر اﺘﻨﻮﻋﺔ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﻌ ﻴﺎل ﻋﻨﺪ ﻗﺮاءة، ﻗﺮاءة رواﻳﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﺑﺎﻮﺿﻮع "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻣﺜﻼ، ﻳﻘﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻠﻄﻴﻔﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﻣﻔﻘﻮدا ﻷن ﺘﻨﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ و ﺘﻨﺐ ﺣﺒﻪ ﻟﻔﺮح اﻟﻨﺎس، وﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﻌﻞ ﺳﻠﻚ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺘﺄ ﺗﻘﻮم ﺻﺮاع ﻧﻔﺴﻪ. وﻗﺎل M. I’abbee. Ci Vincent ﻛﺘﺎب اﻷﻧﻮاع اﻷدﺑﻴﺔ ١٩٥٨ أن ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺮواﻳﺔ اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﺮﺑﻴ ﻳﺴﻤﻰ Roman وﺗﺮادف ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻗﺼﺔ ﻟﻐﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ أو روﻣﺎﻧﻴﺔ (ﻳﻌ اﻟﻠﻐﺎت اﺸﻘﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻛﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ). و ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﺼﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ، ﺷﻌﺮا ﻛﻠﻨﺖ أم ﻧﺜﺮا. و ﻫﺬ اﻟﻘﺮن ﺗﺄﺧﺪ ﻣﻌ أدﺑﻴﺎ ﺧﺎﺻﺎ إﻻ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ، ﺣ ﻇﻬﺮت ﻓﺮﻧﺴﺔ رواﻳﺔ (ﻋﺸوت) ١٧١٠ م ﺆﻟﻔﻬﺎ أوﻧﻮرﻳﻪ دورﻓﻴﻪ، اﻟﺬي اﺗﺘﺢ ﺎ ﻋﻬﺪا ﺟﺪﻳﺪا ﻟﻠﺮواﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ووﺿﻊ ﻓﻮق ذﻟﻚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟ ﻇﻠﺖ ﺗﺘﺒﻊ إ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﺮواﺋﻲ. و ﻗﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ أﺻﺒﺢ اﻟﻘﺮن اﻟﺬي اﺳﺘﻤﺪ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ اﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻦ ﺎرﺳﺔ اﻟﺮواﻳﺔ, وﻋﺮف ﺑﺎﻓﺴﻢ ا ﺑﺎﺷﺘﻘﻠﻘﻪ إ اﻧﺘﺴﺎب ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ اﻷدﰊ أﺻﺎﻟﺔ إ ﻓﻦ اﻟﺮواﻳﺔ وﻧﻌ ﺑﻪ ﻋﺼﺮ روﻣﻨﺘﻴﻚ.

 

ج. تحليلية مضمونية

        ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻳﻜﺘﺴﻲ اﻟﻴﻮم ﻃﺎﺑﻊ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ، وﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻨﻬﺠﻴﺔ

اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻹﻧﺘﺸﺎر و اﻟﻜﺜة اﻹﺳﺘﻌﻤﺎل ﻛﺜ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث. وﻳﻌﺘ ﻋﺎم ١٩٤٥ ﻣﻌﻠﻤﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻴﺰت ﺗﻄﻮر ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن، ورأى ﻻزوﻳﻞ H.D Lasswell أن ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﻳﻬﺪف إ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺪﻗﻴﻖ و اﺎﻳﺪ ﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌ و وﻗﺖ ﻣﻌ. وأﻣﺎ ﻛﻠﻮز ﻛﺮﺑﻨﺪوف ﻳﺮى ﻛﺘﺎﺑﻪ (ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ) ﻣﻦ أﺣﺪث اﻟﻜﺘﺐ ١٩٨٠ أن ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻳﻌﺪ أﺣﺪ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻠﻴﻞ اﻟﻮاد اﻷﻋﻼﻣﻴﺔ ﺪف اﻟﺘﻮﺻﻞ إ اﻹﺳﺘﺪﻻﻻت واﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺎدة اﻟﺒﺤﺚ أو اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ[13]

        وﻳﻌﺮف ﻫﻮﻟﺴ إن ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﺚ ﻳﺴﻌﻰ إ اﻛﺘﺸﺎف ﻋﻼﻗﺎت ارﺗﺒﺎﻃﻴﺔ ﺑ اﺼﺎﺋﺺ اة أي ﻣﺎدة اﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻫﺬ اﺼﺎﺋﺺ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ و ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ. وأﻣﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺑﺎرﻛﻮس إن ﻟﻔﻆ ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﺘﻌﺒ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ، وﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻴﻪ دﻗﻴﻘﺎ و ﻣﻨﻬﺠﻴﺎ[14]

        وإذا ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻓﻜﺜ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ وﻗﺼﺪ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﻣﻬﻮﻣﻪ. وﻳﻜﻮن ﻛﺘﺤﻠﻴﻞ اﻷدﺑﻴﺔ اﺪﻳﺪة وﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺒﺎﺣﺜ ﺑﻪ ﻟﻴﻔﺸﻲ وﻳﻔﻬﻢ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﻴﻮ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺪراﺳﺔ اﺘﻮى اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻠﻤﺎدة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ دراﺳﺔ ﻛﻤﻴﺔ وﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻣﻨﻬﺠﻴﺔ. واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻳﻌ ﺗﻔﻜﻴﻚ وﺛﻴﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ إ وﺣﺪات ﻟﻪ ﻣﻌ ﺼﻮل رﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﺆﻟﻒ ﻟﻠﻘﺎرئ.

        وﻣﻦ ﺎل اﺳﺘﺨﺪام ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻛﻤﺎ اﺗﺴﻊ اﻟﻴﻮم ﻟﻪ اﺗﺴﺎﻋﺎ ﻛﺒا ، و ﻳﻌﺪ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻮث اﻹﻋﻼم اﻟ ﻃﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮر أول اﻷﻣﺮ. وﻳﺮى ﻫﻨﺮي و ﻣﻮﺳﻜﻮﻓﺘﺶ إن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ أو ﻛﺘﺐ اﻻ وﻫﻮ ﻗﺎﺑﻞ ﻷن ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن وﻫﺬا ﻳﻌ أن اﻟﻠﻐﺔ ﺷﺮط أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺷﺮوط ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن، ﻏ أن واﻗﻊ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟ اﺰت ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن اﺪة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑ ﺻﺪور ﻫﺬا اﻟﺮأي و اﻟﻮﻗﺖ واﺎﺿﺮ، ﺗﺒ أن ﺎل اﺳﺘﺨﺪام ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﺎل أوﺳﻊ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺑﻜﺜ. والمجالات ﻋﺪﻳﺪة فهي ﺎل اﻟﻠﻐﺔ اﻜﺘﻮﺑﺔ، ﺎل اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ وﺎل اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻐ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ واﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ[15]

 

د. مصطفى لطفي المنفلوطي

        مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي أديب مصري نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ، و صياغة عربية في غاية الجمال والروعة. لم يحظى بإجادة اللغة الفرنسية لذلك أستعان بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصيغتها وصقلها في قالب أدبي رائع. كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر الحديث.

 

1. نشأته

       ولد في سنة 1289 هـ الموافق 1876م مصطفى لطفي المنفلوطي من أب مصري و أم تركية في مدينة منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى والعلم نبغ فيها من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء ،و منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط. نهج المنفلوطى سبيل آبائه في الثقافة والتحق بكتاب القرية كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن الكريم كله وهو فى التاسعة من عمره ثم أرسله أبوه إلى الجامع الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده.

       فتلقى فيه، طوال عشر سنوات, علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف والتاريخ والفقه وشيئا من شروحات على الأدب العربي الكلاسيكي، ولاسيما العباسي منه. وفي السنوات الثلاث من إقامته في الأزهر بدأ يستجيب لتتضح نزعاته الأدبية، فأقبل يتزود من كتب التراث في عصره الذهبي, جامعا إلى دروسه الأزهرية التقليدية قراءة متأملة واعية في دواوين شعراء المدرسة الشامية (كأبي تمام والبحتري والمتنبي والشريف الرضي)

        بالأضافة إلى فحول النثر كعبدالحميد وابن المقفع وابن خلدون وابن الاثير. كما كان كثير المطالعة في كتب: الاغاني والعقد الفريد وزهر الآداب, وسواها من آثار العربية الصحيحة. وكان هذا التحصيل الادبي الجاد، الرفيع المستوى, الاصيل البيان، الغني الثقافة، حريا بنهوض شاب كالمنفلوطي مرهف الحس والذوق، شدجيد الرغبة في تحصيل المعرفة.ولم يلبث المنفلوطي، وهو في مقتبل عمره أن اتصل بالشيخ الامام محمد عبده، الذي كان إمام عصره في العلم والايمان، فلزم المنفلوطي حلقته في الازهر، يستمع منه شروحاته العميقة لايات من القرآن الكريم, ومعاني الإسلام، بعيدا عن التزمت والخرافات والاباطيل والبدع, وقد اتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاه أستاذه رجع المنفلوطى إلى بلده حيث مكث عامين متفرغا لدراسة كتب الادب القديم فقرأ لابن المقفع والجاحظ والمتنبي وأبى العلاء المعري وكون لنفسه أسلوبا خاصا يعتمد على شعوره وحساسية نفسه.

2. أهم كتبه ورواياته

        للمنفلوطى أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأى وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطى تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهي المؤيد وكتب مقالات بعنوان نظرات جمعت في كتاب تحت نفس الاسم على ثلاثة أجزاء

§       النظرات (ثلاثة مجلدات)

§       العبرات .

§       الفضيلة

§       الشاعرالشاعر (ترجمة للرواية الفرنسية لبلزاك)

§       مختارات المنفلوطي

§       ماجدولينماجدولين

§       في سبيل التاج .

§       إحياء الفضيلة الصحيحة والضمير النقي

        وقد ألف مصطفى لطفي المنفلوطي روايته بكثرة تعليم الحياة فى توصية من شخص الرئيسي الذي يدور كالشاعر، كيف يتخذ موقف كشاعر بورح شاعرا خالصا ويشرع حقيقة الحب فيجعلها كعبرة كميلة للمجتمع، وهذه هي الرواية مبنية روحية بكثرة قيم الأخلاقية. لذلك سيهدى الكاتب عمايتعلق بأغراض المؤلف فى ايصال رسالته للقارئ بقيمة الأخلاقية فى رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي بتحليلية المضمونية.

 

 

3. وفاته

        أصيب بشلل بسيط قبل وفاته بشهرين، فثقل لسانه منه عدة أيام، فأخفى نبأه عن أصدقائه، ولم يجاهر بألمه، ولم يدع طبيبًا لعيادته، لأنه كان لا يثق بالأطباء، ورأيه فيهم أنهم جميعًا لا يصيبون نوع المرض، ولا يتقنون وصف الدواء، ولعل ذلك كان السبب في عدم إسعاف التسمم البولي الذي أصيب به قبل استفحاله. فقد كان قبل إصابته بثلاثة أيام في صحة تامة لا يشكو مرضًا ولا يتململ من ألم، وفي ليلة الجمعة السابقة لوفاته، كان يأنس في منزله إلى إخوانه ويسامرهم ويسامرونه، وكان يفد إليه بعض أخصائه وأصدقائه من الأدباء والموسيقيين والسياسيين، حتى إذا قضى سهرته معهم انصرفوا إلى بيوتهم ومخادعهم، وانصرف هو إلى مكتبه فيبدأ عمله الأدبي في نحو الساعة الواحدة بعد نصف الليل.

        في نحو الساعة الثانية عشرة من تلك الليلة انصرف أصدقاؤه كعادتهم وانصرف هو إلى مكتبه، ولكنه ما كاد يمكث طويلاً حتى أحس بتعب أعصابه وشعر بضيق في تنفسه، فأوى إلى فراشه ونام، ولكن ضيق التنفس أرقه، كتب عليه أن يختم بالتأوه والأنين، كما عاش متأوهًا من مآسي الحياة ساجعًا بالأنين والزفرات، وأدار وجهه إلى الحائط وكان صبح عيد الأضحى قد أشرقت شمسه ودبت اليقظة في الأحياء، فدب الموت في جسمه في سكون وارتفعت روحه مطمئنة إلى السماء بعدما عانت آلامها على الأرض سنة 1924 م

 

 

الباب الثالث

مناهج البحث

 

أ. نوعية البحث

        ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺪراﺳﺔ وﺻﻔﻴﺔ ﻣﻦ اﻜﺘﺒﻴﺔ(Library  Research)  ﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟ ﺼﻞ ﺎ ﺑﻴﺎن اﻜﺘﻮﺑﺔ. و اﻟﺪراﺳﺔ

اﻜﺘﺒﻴﺔ ﺗﻨﻔﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋ اﻜﺘﺒﻴﺔ ﺼﻮل اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت أي ﺪد ﺜﻬﺎ ﻣﻮاد اﻜﺘﺒﻴﺔ

ﻓﺤﺴﺐ[1] واﻟﺪراﺳﺔ اﻜﺘﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﺸﺎط اﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺒﺤﺚ ﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻜﺘﺒﻴﺔ واﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﺰ اﺎدة اﻟﺒﺤﺚ

ب. مصادر البيانات

        اﺼﺎدر اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻫﻲ ﻓﺎﻋﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﺻﻞ اﻟﺒﻴﻨﺎت.[2]       واﻹﻋﻼم أو اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻳﻔﺮق ﻋﻠﻰ أﺻﻮﻟﻪ وﻫﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ و اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺜﻨﺎوﻳﺔ ، ﻓﺎﺼﺎدر اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺜﻨﺎوﻳﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻳﺎﱄ:

1. اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ


 

        اﺼﺎدراﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟ ﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﺪرﻫﺎ أي ﻳﻠﺤﻆ وﻳﻨﻘﻞ ﻷول ﻣﺮة، ﻓﺎﺼﺎدراﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ

2. اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ

         اﺼﺎدراﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺜﻨﺎوﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻬﺪﻫﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﺮدا اﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺜﻬﺎﻛﻤﺜﻞ ﻣﻦ اﻜﺘﺐ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ و ا ﻼت وﻏﲑﳘﺎ. ﻓﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺜﻨﺎوﻳﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﺮاﺟﻊ اﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم أو اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ. وﻣﻨﻬﺎ:

١.  ﻳﺎﺗﻴﻤﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ، ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻷﺧﻼق ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺮان :٢٠٠٧ ، أﻣﺰاح: ﺟﺎﻛﺎرﺗﺎ

٢.  م. ﺻﺎﳊﲔ و م. رﺷﻴﺪ أﻧﻮار ، أﺧﻼق ﺗﺼﻮف :٢٠٠٥ ، ﻧﻮاﻧﺴﺎ: ﺑﺎﻧﺪوﻧﺞ

٣. ﻫﺎﻣﻜﺎ ، ﻓﻠﺴﻔﺔ اﻴﺎة :١٩٤٠ ، أوﻣﻴﻨﺪا: ﺟﺎﻛﺎرﺗﺎ.

 

ج. طريقة جمع البيانات

        سيتخدم اﻟكاتب اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ اﻜﺘﺒﻴﺔ  [3] وﻗﺎل ﺟﺎﻃﺮﻳﻦ ﻣﺎرﺷﺎل و ﻛﺮﳚﲔ ب ، روﺎن Chaterin Marshall dan Gretchen B. Rossman أن ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻷﻓﻀﻞ اﻟ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻜﻴﻔﻲ ﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺜﻪ ﻫﻲ ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﺮﻳﻘﺔ، وﻣﻨﻬﺎ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺑﺎﻹﺷاك و اﻘﺎﺑﻠﺔ و ﺚ اﻜﺘﺒﻴﺔ[4] . ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ وﻳﺒ أن ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻫﻮ اﻨﻬﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻜﺘﺐ أو اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻟﻺﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﺼﻼح ﻓﻴﻪ.

 

د. طريقة تحليل البيانات

        وﺑﻌﺪ أن ﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻲء دور اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻻﺳﺘﺨﻼص اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﻬﺎ ، وﻫﺬ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﺗﻴﺐ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت. وﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﺔ تحليل البيانات تفيد لهذا البحث كيفية وصفية وأﻣﺎ ﻠﻴﻞ اﻟﺒﺤﺚ اﺴﺘﺨﺪم ﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻫﻮ ﻠﻴﻞ ﻣﻀﻤﻮن (Analysis Content) .  وﻟﺘﺒﺤﺚ ﻣﻀﻤﻮن ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﻓﺎﺳﺘﺨﺪم الكاتب ﻟﺘﻌﺮف اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ اﻟ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻋﻦ اﻷﺧﻼق اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ أي اﻷﺧﻼق اﻤﻮدة.و ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻼزوﻳﻞ H.D Lasswell ﻛﻤﻌﻠﻤﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻴﺰت ﺗﻄﻮر ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن أن ﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﻳﻬﺪف إ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺪﻗﻴﻖ واﺎﻳﺪ ﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌ و وﻗﺖ ﻣﻌ[5]  وﻫﻮ ﺳاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻴﻌ ﻋﻦ ﺗﻮﺻﻴﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﻴﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻋﻘﺪ أي ﺧﻼﺻﺔ اﻟ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف واﻟﺘﻔﺴ [6] . وأﻣﺎ اﻷداة اﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻫﻲ اﻟﻨﺺ و اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ, ﺑﺄن دور اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻜﻴﻔﻲ ﻛﺎﺨﻄﻂ و اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت و اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ و اﻔﺴﺮ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت و ﻛﺎﻘﺮر ﻗﻴﻤﺔ (اﺎﺻﻞ) ﻠﻴﻠﻬﺎ ۱۳ . وﻳﻘﻮم ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻻﺳﺘﺪﻻل اﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ ﻟﻠﻤﻌﺎﱐ أو اﻷﻓﻜﺎر أو اﻟﺴﻤﺎت ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ وﻣﻨﻬﺠﻲ. وﻛﺄدة اﻟ ﺗﺴﻌﻰ إ إﺣﺼﺎء اﻌﺎﱐ أو اﻷﻓﻜﺎر أو اﻮﺿﻮﻋﺎت اﻟﻮاردة ﻧﺺ واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ.

        وأﻣﺎ اﻄﻮات اﻟ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻠﻴﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:

۱. قرأ الكاتب رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ

۲.  يحلل الكاتب اﻟﻨﺺ رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" اﻟ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ.

۳. يحلل الكاتب رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" اﻟ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻮﺿﻮع ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ وﻫﻮ ﻠﻴﻞ ﻋﻦ "اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ" ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﻀﻤﻮن ﻟﻴﺘﻨﺎول اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ أﻫﺪاف اﺒﺤﺚ

 

 

 

الباب الرابع

البحث وﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت

 

أ. ﺧﻼﺻﺔ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ

        ﻛﺎن ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ أﻟﻒ ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ وﻫﻲ "اﻟﺸﺎﻋﺮ"   وﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ   ١٩٣ ﺻﻔﺤﺔ وﺗﻄﺒﻊ دار اﻟﺸﺮق اﻟﻌﺮﰊ ﺑﺒوت. ﺗﻘﺺ ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﺎﻋﺮ،                         ا اﻧﻮ دي ﺑﺮ ﺟﻮراك ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﺷﺠﺎع و ﺻﺎدق أﻗﻮاﻟﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ. ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺄن ﺷﺎﻋﺮا  ﺧﺎﻟﺼﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﺮﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺗﻪ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﻠﺒﺲ ﻟﺒﺎﺳﺎ ﻟﻴﺲ ﺟﺒﺘﻪ،                        و روﺣﻪ ﻛﺸﻤﻌﺔ اﻟ  ﺗﺮﺿﻰ ﺮوق ﺑﻞ ﻣﻔﻘﻮد ﻟﻴﺴﻠﻢ و ﺘﻨﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ. وﻫﻮ ﻛﺄﺣﺪ اﻟﻨﻌﻢ ﻣﻦ ﻟﻴﻔﻬﻢ  ﺣﻘﻴﻘﺔ ا ﺻﺎر ﻛﺘﻌﻠﻴﻢ اﻴﺎة ﻟﻴﻘﺘﺪي ﺑﺎﻟﻨﺎس. و ﻫﺬ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ اﻟ ﺗﻘﺺ ﻋﻦ ﺣﺐ اﺎﻟﺺ ﺑﺎﺪﻓﻮن ﺷﺎﻋﺮ ﻓﺮﻧﺴﻲ ،      اﻧﻮ دي ﺑﺮ ﺟﻮراك.


        وإن اﻧﻮ دي ﺑﺮ ﺟﻮراك ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺷﻌﺮاء اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻧﺸﺄ ﻏﺮﻳﺒﺎ أﻃﻮار وأﺧﻼﻗﻪ ﻣﺘﻔﺮدا ﺑﺼﻔﺎت ﻗﻞ أن ﺘﻤﻊ ﻷﺣﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺻﺮﻳﻪ ، ﻓﻜﺎن ﺟﺎﻣﻌﺎ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ إ درﺟﺔ اﻟﺘﻬﻮر وﺑ اﻟﻘﻮة إ ﻣﻌﺎﻗﺒﺔ أﻋﺪاﺋﻪ ﻋﻠﻰ أﺻﻐﺮ اﻔﻮات. وﻛﺎن ﻛﺮ ﻣﺘﻼﻗﺎ ﻻﻳﺒﻘﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﻴﺊ ﻳﺪ وﻋﻔﻴﻔﺎ ﻳﺪ إ ﻠﻮق ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎن. وإﻧﻪ ﺟﻨﺪي ا ﻓﺼﻴﻠﺔ ﺷﺒﺎن اﺮس ﻣﻦ اﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ و أﻓﺮاد ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺼﻴﻠﺔ ﻛﻠﻬﻢ ﻣﻦ اﺎﺳﻜﻮﻧﻴ ﻣﺜﻠﻪ ، وﻫﻢ ﻗﻮم ﻣﻌﺮوﻓﻮن ﺴﻦ اﻷﺧﻼق و ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺜﺮة اﻟﺘﺒﺠﺢ و اﻻدﻋﺎء و اﻟﻐﺮور و اﻟﻜﺬب ، و ﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﻀﻴﻠﺔ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺼ و اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ و اﻟﺸﺮف و ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ.

        وﻛﺎﻧﺖ ﺑﻠﻴﺘﻪ اﻟﻌﻈﻤﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ أﻧﻪ دﻣﻴﻢ اﻟﻮﺟﻪ ﻛﺒ اﻷﻧﻒ وﻳﻌﻠﻢ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻖ اﻟﻌﻠﻢ وﻳﺘﺄ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺗﺄ ﻛﺜا ﻷﻧﻪ ﻋﺎﺷﻘﺎ ﻻﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ (روﻛﺴﺎن) اﻟﺸﻬة ﻤﺎ اﻟﻨﺎدر وذﻛﺎﺋﻬﺎ اﺎرق. وﻛﻤﺎ أن روﻛﺴﺎن أﺣﺒﻬﺎ ﻛﺜ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻼء واﻷﺷﺮاف وﻋﺮﺿﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺰواج ﻓﻠﻢ ﻔﻞبهم ﺟﺎء اﻟﺒﺎرون ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ ﺣﻴﺎ تها ، ﻓﺄﺣﺒﺘﻪ واﺧﺘﺎر وأﺧﻠﺼﺖ ﻟﻪ إﺧﻼﺻﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ و ﻳﻜﻦ اﻘﻴﻘﺔ ﻣﺘﺼﻔﺎ ﺑﺼﻔﺎت اﻟﻔﻄﻨﺔ واﻟﺬﻛﺎء واﻟﻨﺒﻮغ اﻟ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻨﻬﺎ ﺘﻤﻌﺔ ﻓﻴﻪ ،      ﻟﻮﻻ اﻴﻠﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟ اﺣﺘﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻧﻮ أوﻬﺎ ذﻟﻚ. وﻟﻘﺪ أﺧﻠﺺ ﺣﺒﻪ ﻻﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ روﻛﺴﺎن إﺧﻼﺻﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺜﻠﻪ ﺗﺎرخ ا ، ﻓﺄﺣﺒﻬﺎ وﻫﻲ ﻻﺗﻌﻠﻢ ﺒﻪ ، وﺗﺄ ﺳﺒﻴﻞ ذﻟﻚ ا أ ﺷﺪﻳﺪاً وﻫﻲ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄ وأﺣﺒﺖ ﲑﻩ. وﻻ ﻘﺪ وﻻ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﺑﻞ ﻛﺎن أﻛ ﻋﻮن ﻏﺮاﻣﻬﺎ اﻟﺬي اﺧﺘﺎرﺗﻪ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ وا ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ اﻟﺬي اﺛﺮﺗﻪ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻟﻪ وأﺧﻠﺺ ﻣﻮدﺗﻪ إﺧﻼﺻﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ و أﻋﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺮار ﺻﻠﺘها وﺑﻘﺎء ﺣﺒﻪ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻬﻤﻪ ﺷﻴﺊ اﻟﻌﺎ ﺳﻮى أن ﻳﺮاﻫﺎ ﺳﻌﻴﺪة ﺣﻴاتها.

          و ﻳﺰل ﺷﺄﻧﻪ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻟﻘﺪ ﻳﺪﻓﻦ ﺣﺒﻪ واﺧﺘﺎر ﻷن ﻳﻔﺮح اﺒﻮﺑﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ و رﺿﻲ اﻣﺴﺎﻛﻪ ﺑﻞ ﻳﺪﻓﻦ ﻛﻞ ﻃﻤﻮﺣﺎت إﻻ ﻃﻤﻮﺣﺎت ﻻﻓﺮاﺣﻬﺎ ، و ﺗﻌﻠﻢ روﻛﺴﺎن ﺑﺴﺮﻳﺮة ﻧﻔﺴﻪ إﻻ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷﺧة. و ﺧﻀﻮر ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻧﻮ دي ﺑﺮﺟﺮاك ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻛﺜة اﻓﻬﺎم ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻴﺎة ﺑﺼﻔﺎت اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻷن ﻳﻮرث ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻴﺎة ﻻﺑﻦ ادم ﻟﻴﺴﺘﻤﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ.

ب. ﻠﻴﻞ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ

١. اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ

        ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻫﻮ ﺑﺪاﻳﺔ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ و ﻳﻘﺺ ﻓﻴﻬﺎ أﺷﺨﺎص ﻣﻦ المجتمع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ، وﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮاء و اﻨﻮد و اﻟﻌﻤﺎل و اﺪم واﻷﺷﺮاف و اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻜﺘﺎب و أﻋﻀﺎء ا ﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ. ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺨﺼﻴ ﻳﺘﻜﻮﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ واﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺜﺎﻧﻮي. وﻟﻴﺲ ﻛﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﻟﻪ أﺛﺮ ﻣﻬﻢ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﻂ ﻠﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﺛﺮون ﻛﺜا ﺗﻠﻚ اﻟﺮواﻳﺔ. وﺟﺪت اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ وﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮي ، وﻟﻴﺲ ﻛﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﻟﻪ أﺛﺮ ﻣﻬﻢ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ، ﻟﺬﻟﻚ ﻠﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﺛﺮون ﻛﺜا ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ. ﻣﺜﻞ: روﻛﺴﺎن وﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ و ﻟﻳﻪ و راﺟﻨﻮ و اﻟﻜﻮﻧﺖ دي ﺟﻴﺶ. ﻛﺎن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻫﻮ ﺳاﻧﻮ ﺳﺎﻓﻴﻨﻴﺎن ﻫﺮﻛﻴﻞ دي ﺑﺮﺟﻮراك اﺎﺳﻜﻮﱐ ، ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﻴﺪ و ﺟﻨﺪي ﺷﺠﺎع و ﺟﺮيء و ﺻﺎدق ﻗﻮﻟﻪ وﻓﻌﻠﻪ و أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺎس ﺧﻠﻘﺎ وأﺷﺮﻓﻬﻢ ﻧﻔﺴﺎ ، وأﻃﻴﺒﻬﻢ ﻗﻠﺒﺎ و ﻋﺎ ﻓﺎﺿﻞ وﻧﺎﻗﺪ ﺑﺎرع. وﻫﻮ ﻳﺸﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﺴﺘﻌﺪ ﻮاﺟﻬﺔ ﻫﺠﻤﺎت اﻟﻌﺪو وﻫﺬ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺎداﺗﻪ اﻟﺬي ﻤﻞ ﺳﻴﻔﺎ ﺧﻠﻔﻪ و ﻫﻮ ﻻﺎﰊ وﻻﺎﻣﻞ و وﻟﻪ أﻧﻒ ﻫﺎﺋﻞ ﺟ ّﺪا ، ودور اﻟﺮواﻳﺔ ﻛﺸﺨﺺ اﻷﻧﺼﺎر.وﺗﻈﻬﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺎت أم ﺻﻔﺎﺗﻪ أﻋﻤﺎﻟﻪ وأﻗﻮاﻟﻪ اﺼﻮرة اﻮار اﻟﺘﺎ ، ﺻﻔﺤﺔ :٢٣

"ﻛﺎن رﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﺮاف ا اﺮﻛﻴﺰ دي ﺟﻴﺠﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ وﻳﻨﺼﺖ ﻮارﻫﻢ ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ راﺟﻨﻮ ﻓﻠﺘﻔﺖ راﺟﻨﻮ إﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ: أﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﲣﱪ ﻣﻦ ﻫﻮ اﻧﻮ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺗﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻨﻪ؟" ﻓﻬﺰ راﺟﻨﻮ رأﺳﻪ ﻛﺎﺴﺘﻐﺮب.. ﻗﺎل: إن ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻞ ﺷﻴﺌﺎ اﻟﺸﺮاﺋﻂ واﻷو واﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ واﺮﻳﺮ واﻟﺪﻳﺒﺎج ﻓﻬﻮ أﻧﺒﻞ اﻟﻨﺒﻼء وأﺷﺮﻓﻬﻢ ﻷﻧﻪ ﺟﻨﺪي ﺷﺠﺎع ﺟﺮيء ﻣﻮﻗﻔﻪ وﻣﺸﺎﻫﺪ ﺻﺎدق ﻗﻮﻟﻪ وﻓﻌﻠﻪ. ﺎﰊ وﻻﺎﻣﻞ وﻻﻀﻊ ﺷﺄن ﻣﻦ ﺷﺆون ﺣﻴﺎﺗﻪ إﻻ ﻟﻠﺤﻖ اﻟﺬي ﻳﻌﺒﻪ وﻳﺪﻳﻦ ﻟﻪ ، وﻟﻮ ﻋﺮﻓﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﻟﻌﺮﻓﺖ أﻓﻀﻞاﻟﻨﺎس ﺧﻠﻘﺎ وأﺷﺮﻓﻬﻢ ﻧﻔﺴﺎ ، وأﻃﻴﺒﻬﻢ ﻗﻠﺒﺎ وأﺷﺪﻫﻢ ﻋﻄﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺆﺳﺎء واﻨﻜﻮﺑ. وﻫﻮ ﻓﻮق ذﻟﻚ ﺷﺎﻋﺮ ﻴﺪ وﻋﺎ ﻓﺎﺿﻞ وﻧﺎﻗﺪ ﺑﺎرع. وﻗﺒﺎﺋﻪ اﻟﻮاﺳﻊ اﺴﺪس اﻷﻃﺮاف اﻟﺬي ﻳﺮﻓﻊ ﻣﺆﺧﺮ   ﺑﻄﺮف ﺳﻴﻔﻪ ﺸﻲ ﺑﻪ ﺘﺎﻻﻛﺄﻧﻪ ﻃﺎووس ذﻧﺒﻪ وراء وﻟﻪ أﻧﻒ ﻫﺎﺋﻞ ّﺪا."

 

        وﻣﻦ ذﻟﻚ اﻮار ﺗﺘﺼﻮر أن اﻧﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﺑﺴﻴﻂ و ﺟﻨﺪي ﺷﺠﺎع ﺟﺮيء ﻣﻮﻗﻔﻪ وﻣﺸﺎﻫﺪ ﺻﺎدق ﻗﻮﻟﻪ وﻓﻌﻠﻪ و ﻟﻪ أﺣﻼق اﺴﻨﺔ و وأﻃﻴﺒﻬﻢ ﻗﻠﺒﺎ وأﺷﺪﻫﻢ ﻋﻄﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺆﺳﺎء واﻨﻜﻮﺑ وﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﻴﺪ وﻋﺎ ﻓﺎﺿﻞ وﻧﺎﻗﺪ ﺑﺎرع. ﻛﺎن اﻟﻜﻮﻧﺖ دي ﺟﻴﺶ أﺣﺪ ﻗﻮاد اﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﺻﻬﺮ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل وزﻳﺮ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ وإﻧﻪ روﻛﺴﺎن و ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺰوﺟﻬﺎ وﻟﻜﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻪ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﺰوج ، ﺻﻔﺤﺔ : ٢٦

" إﻧﻪ اﻟﻜﻮﻧﺖ دي ﺟﻴﺶ أﺣﺪ ﻗﻮاد اﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﺻﻬﺮ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل وزﻳﺮ ﻓﺮﻧﺴﺎ   اﻟﻌﻈﻴﻢ. وﻗﺪ أﺣﺐ روﻛﺴﺎن وأﻏﺮم بها ﻏﺮاﻣﺎ ﺷﺪﻳﺪا و رأى أن ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻪ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺨﺎﻟﺔ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻓﻌﺔ وﻻ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺰواج ﻷﻧﻪ ﻣﺘﺰوج ﺑﺎﺑﻨﺔ أﺧﺖ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل أراد أن  ﻳﺘﺰوﺟﻬﺎ ﻣﻦ رﺟﻞ ﺳﺎﻗﻂ ﻣﻦ أﺷﻴﺎﻋﻪ ﺒﻪ و ﺗﺄﺑﻪ ﻟﻪ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ (ﻓﺎﻟﻔ) ﻃﻤﻌﺎ أن ﻳﻨﺎل  ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻣﺎ ﻳﻨﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺧﺮ ﻓﻬﺎ اﻷﻣﺮ وﺗﻌﺎﻇﻤﻬﺎ و أﺑﺖ أن ﺗﺬﻋﻦ ﻟﺮأﻳﻪ أو ﺗﻨﺰل على حكمة"

 

        وﻣﻦ ﻫﺬا اﻮار ﻳﺼﻮر أن اﻟﻜﻮﻧﺖ ﻃﺎﻣﻊ أن ﻳﻨﺎل ﻣﺎل و ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺳﻴﺌﺔ أي ﻳﺘﺰوج ﺑﺎﺑﻨﺔ أﺧﺖ وزﻳﺮ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل بهدف أن ﻳﻨﺎﻤﺎ. وﻛﺎن اﻟﻜﻮﻧﺖ ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻪ دور ﻛﺸﺨﺼﻲ اﺼﻢ. ﻛﺎن اﻧﻮ ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﺑﺴﻴﻂ وﺴﻚ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪق أﻗﻮاﻟﻪ وﺗﺆﻳﺪ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻋﺮش و أﻣﻮال. وﻫﺬ اﻟﺼﻔﺎت ﺗﺘﺼﻮر ﻗﻄﻌﺎت ﺣﻮار ﻣﻊ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻴﻔﻲ ﺻﻔﺤﺔ :٤٠

" إﻧ ﻻأﺣﻔﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺎﻟﺴﻮر واﻟﺮﺳﻮم واﻷزﻳﺎء واﻷﻟﻮان ، وﻻﻳﻌﻨﻴ ﺎل اﻟﺼﻮرة وﺣﺴﻨﻬﺎ وﻻ ﺑﺮﻗﺸﺔ اﻟﺜﻴﺎب وﺣﺴ ﻣﻦ اﻤﺎل أﻧ رﺟﻞ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ، وﻻأﻛﺬب وﻻأﺗﻠﻮن وﻻأداﻫﻦ وﻻأﻠﻖ وأن ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻘﻴﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺄدران اﻟﺮذاﺋﻞ واﻔﺎﺳﺪ ، ﻓﻠﺌﻦ ﻓﺎﺗ اﻟﻮﺟﻪ اﻤﻴﻞ واﻟﺜﻮب اﻠﻔﻮف واﻟﻮﺳﺎم اﻟﻼﻣﻊ واﻮﻫﺮ اﻟﺴﺎﻃﻊ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘ ﺷﺮف اﺒﺪأ وﻻﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ وﻻ إﺑﺎء اﻟﻀﻴﻢ وﻻﻧﻘﺎء اﻟﻀﻤ."

 

         إن اﺒﻬﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﺎﺳﻴﺪي ﺘﺎج إ ﺗﺎج ﻳﺰﻳﻨﻬﺎ و إن اﻟﺼﺪر اﻤﻠﻮء ﺑﺎﻟﺸﺮف واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ  ﺘﺎج إ وﺳﺎم ﺑﺘﻸﻷ ﻓﻮﻗﻪ ، ﻓﻠﻴﻔﺨﺮ اﻟﻔﺎﺧﺮون ﺷﺎءوا ﻣﻦ ﻓﻀﺘﻬﻢ و ذﻫﺒﻬﻢ و أﻟﻘﺎبهم وﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ.

و ﺻﻔﺤﺔ :٤٢

 "ﻓﻔﻄﻦ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﺎ أراد وﻋﻠﻢ أ ﺎ ﻣﺒﺎرزة ﻣﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﺪ ﻓﺘﺸﺠﻊ ، ﻗﺎل: أﺗﻌﻠﻢ أﻧ ﺳﺄﺿﺮﺑﻚ ﺿﺮﺑﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻳﺮى اﻟﺮاؤون ﻣﺜﻠﻬﺎ؟ ﻗﺎل: ﺧﻴﺎل ﺷﺎﻋﺮ ﻛﺬاب ، ﻗﺎل: إن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻻﻳﻜﺬب وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻮل ﻣﺎ ﻻﻳﻔﻬﻤﻪ اﻷﻏﺒﻴﺎء ﻓﻴﻈﻨﻮﻧﻪ ﻛﺎذﺑﺎ ، و اﺳﺘﻄﺎﻋ أن أر أﺛﻨﺎء اﻟﻘﺘﺎل اﻟﺬي ﻳﺪور ﺑﻴ وﺑﻴﻨﻚ ﻣﻮﺷﺤﺎ ﻻ أﻗﻮل ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ إﻻ ﻓﻌﻠﺘﻪ"

 

        وﻣﻦ ذﻟﻚ اﻮار ﺗﺘﺼﻮر أن اﻧﻮ ﺻﺎدق أﻋﻤﺎل و أﻗﻮاﻟﻪ وﻟﻘﺪ أﺑّﺮ ﻋﻠﻰ وﻋﺪ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻓﻴﺼﻔﺤﺔ :٤٣

"أﺳﺄل رﺘﻪ وإﺣﺴﺎﻧﻪ ، ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ذا اﻮت ﻳﺮﻓﺮف ﻓﻮق رأﺳﻚ ﻗﺪ ﺳﺪدت ﻋﻠﻴﻚ ﻴﻊ اﻷﺑﻮاب و ﺗﺒﻖ ﻟﻚ ﺣﻴﻠﺔ دﻓﻊ اﻟﻘﻀﺎء ، ﻗﺪ وﻋﺪت وﻻﺑﺪ أن أ ﻳﻮﻋﺪي أﻧ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷﺧة ﻣﻦ اﻘﻄﻊ اﻷﺧ أﺻﻴﺐ".

 

        وﻫﻨﺎ ﺿﺮﺑﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ اﺧﻗﺖ ﺻﺪر ﻓﺴﻘﻂ ﻧﺢ ﻣﻦ وﻗﻊ اﻟﻀﺮﺑﺔ وﺿﺠﺔ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﻖ واﻟﺘﻬﻠﻴﻞ وأﺣﺎط اﻟﻘﻮم ﺑﺴاﻧﻮ ﻳﺒﺎرﻛﻮﻧﻪ وﺴﺤﻮﻧﻪ ، وأﺧﺬت اﻟﻨﺴﺎء ﺗﻨﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮرود واﻷزﻫﺎر ، وﻛﺎﻧﺖ روﻛﺴﺎن أﻛﺜﺮﻫﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﺒﺎرزة وأﺷﻬﺪﻫﻦ ﺳﺮورا ﺑﻨﺘﻴﺠﺘﻪ ، وﻇﻞ اﻤﺎﻫﺮ ﻳﺼﻴﺤﻮن ﺑﺄﺻﻮات ﺘﻠﻔﺔ : ﻣﺎ أﺷﺠﻌﻪ! ﻣﺎ أﺷﻌﺮ! إﻧﻪ ﺑﻄﻞ ﻋﻈﻴﻢ ، ﺣﺎدث ﺑﺪﻳﻊ ، ﻣﻨﻈﺮ ﻴﻞ، ﺷﺎﻋﺮ وﺑﺎﻃﻞ ﻣﻌﺎ. ﻻﻳﻘﻮل إﻻ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻗﺪ أﺻﺎﺑﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷﺧة ﻣﻦ اﻘﻄﻊ اﻷﺧ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل. و ﺗﻘﺪم اﻟﺴﻴﺪ دارﺑﻨﻴﺎ رﺋﻴﺲ ﺣﺮاس اﻠﻚ و ﻣﺪ إﻟﻴﻪ ﻳﺪ و ﻗﺎل ﻟﻪ: اﺋﺬن ﻳﺎﺳﻴﺪي أن أﺷﻜﺮك و أﺻﺎﻓﺤﻚ وأﻗﻮل ﻟﻚ إﻧﻚ أﻓﻀﻞ ﻣﺒﺎرز رأﻳﺘﻪ ﺣﻴﺎتيﰐ.

        ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﻋﻦ ﺻﻔﺔ اﻧﻮ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ و ﺴﻚ اﻟﻮﻋﺪ ﻳﻘﻮل ، إﻧﻪ ﺷﺠﺎع ﻟﻴﺤﺎرب اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﺬي ﻻﻳﺆﻣﻦ ﻳﻘﻮل أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻔﻴﺰ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﻓﻬﻮ ﺻﺎدق أﻗﻮاﻟﻪ وﻫﻮ ﺑﻄﻞ ﻋﻈﻴﻢ و ﺣﺎدث ﺑﺪﻳﻊ وﺷﺎﻋﺮ ذﻛﻲ وﻫﺬا ﺗﺼﻮر ﺑﺸﻌﺮ ﺗﻠﻂ اﻟﻨﺺ.وﻛﺎﻧﻮ ﻣﻦ اﻤﺎﻫﺮ ﻳﺼﻴﺤﻮﻧﻪ ﺑﺒﻄﻞ ﻋﻈﻴﻢ و اﻟﺴﻴﺪ دارﺗﻨﻴﺎن ﻛﺮﺋﻴﺲ ﺣﺮاس اﻠﻚ و ﻳﻘﻮل أﻧﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﺒﺎرز

        وأﻣﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮي اﻷول رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻫﻲ روﻛﺴﺎن: أﻞ ﻓﺘﺎة ﻓﺮﻧﺴﺎ   ﻣﺸﻬﻮر  ﺑﺬﻛﺎﺋﻬﺎ وﺎ ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻨﺴﺎء اﺘﺤﺬﻟﻔﺎت ، وﻛﺎﻧﺖ ﻋﺬراء ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻻ أﻫﻞ ﺎ وﻻ أﻗﺮﺑﺎء ﺳﻮى اﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺳاﻧﻮ دي ﺑﺮﺟﺮاك. وﺗﻈﻬﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺎت أﻋﻤﺎﻟﻪ وأﻗﻮاﻟﻪ اﺼﻮرة    اﻮار اﻟﺘﺎ ﺻﻔﺤﺔ :٢٥-٢٤

"وﻫﻨﺎ ﻇﻬﺮت روﻛﺴﺎن ﻣﻘﺼﻮرتها ﻓﻀﺞ اﻤﻬﻮر ﺣ راﻫﺎ ﺿﺠﻴﺞ اﻟﺴﺮور واﻻﺑﺘﻬﺎج     وﺻﺎح أﺣﺪ اﻷﺷﺮاف اﺎﻟﺴ ﻋﻠﻰ اﺴﺮح : ا ﻳﺎ إﻲ ، إن ﺎ ﻓﻮق ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺸﺮي ، ﻓﻘﺎل اﺧﺮ : إنها زﻫﺮة ﺗﺒﺘﺴﻢ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ..ﻓﻘﻬﻘﻪ ﻟﻴﻨﻴ ﺿﺎﺣﻜﺎ وﻗﺎل ﻟﻪ : ﺑﺦ ﺑﺦ ﻟﻚ ﻳﺎ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ، ﻟﻘﺪ أﺣﺴﻨﺖ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻛﻞ اﻹﺣﺴﺎن وﻣﺎ أﺣﺒﺒﺖ إﻻ أﻞ ﻓﺘﺎة ﻓﺮﻧﺴﺎ. إنها اﻟﺴﻴﺪة ﻣﺎدﻟ دي روﻳﺎن اﻟﺸﻬة ﺑﺮوﻛﺴﺎن ، وﻫﻲ ﻓﺘﺎة ﻋﺬراء ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻻ أﻫﻞ ﺎ وﻻ أﻗﺮﺑﺎء ﺳﻮى اﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺳاﻧﻮ دي ﺑﺮﺟﺮاك اﻟﺬي ﻛﺎﻧﻮ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻨﻪ اﻷن. وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮط ﺎ    وﻛﺜﺮة ﺎﺳﻨﺘﻬﺎ ﻋﻔﻴﻔﺔ ﻃﺎﻫﺮة اﻟﺬﻟﻴﻞ ﻋﺎﻗﻠﺔ رزﻳﻨﺔ ﻠﺲ إ أذﻛﻴﺎء اﻟﺮﺟﺎل وﺎدﺛﻬﻢ وﺗﻔﺘ  ﺑﺘﺼﻮرا ﻢ وأﻓﻜﺎرﻫﻢ. ﻓﺈ ﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﻳﻖ اﻷدﻳﺒﺎت اﺘﺤﺬﻟﻔﺎت."

 

        ﺗﺒ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﻮار ﻟﻴﻨﻴ ﻣﻊ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن أن روﻛﺴﺎن ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻻ أﻫﻞ ﺎ وﻻ أﻗﺮﺑﺎء ﺳﻮى اﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺳاﻧﻮ ، وﻫﻲ أﻞ ﻓﺘﺎة ﻓﺮﻧﺴﺎ و ذﻛﻴﺔ و ﻫﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻳﻖ اﻷدﻳﺒﺎت اﺘﺤﺬﻟﻔﺎت. وأﻣﺎ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺜﺎﻧﻮي اﺆﺛﺮ اﻟﺜﺎﱐ رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻫﻮ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ وﻫﻮ ﻧﺒﻴﻼ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻼء اﻟﺮﻳﻒ وﻳﺬﻫﺐ إ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﺑﻔﺮﻗﺔ اﺮس ﻣﻦ اﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﻫﻲ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺳاﻧﻮ ، وﻛﺎن ﻓ ﻴﻞ اﻟﺼﻮرة. وﻫﺬ اﻟﺒﻴﺎن ﺗﺘﺼﻮر اﻮار  واﻷﻗﻮال ﺻﻔﺤﺔ :٢٠

"اﻟﺒﺎرون ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ وﻫﻮ ﻣﻦ اﺷﺮاف اﻟﺮﻳﻒ ﻴﻞ اﻟﻄﻠﻌﺔ ﺣﺴﻦ اﻟﺰي واﻟﺜﻴﺎب ، ﺣﻀﺮ ﻣﻦ (ﺗﻮرﻳﻦ) إ ﺑﺎرﻳﺲ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﺑﻔﺮﻗﺔ اﺮس ﻣﻦ اﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ إﻻ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم."

 

        ﻛﺎن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ ﻴﻞ اﻟﻄﻠﻌﺔ وﻫﻮ ﻓ ﻣﻦ اﺷﺮاف اﻟﺮﻳﻒ ﻣﻦ (ﺗﻮرﻳﻦ) إ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﺑﻔﺮﻗﺔ اﺮس ﻣﻦ اﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ أي اﻴﺶ اﻟﺬي ﻓﻴﻪ ﺑﻄﻞ ﺷﺠﺎع ، ﺳاﻧﻮ. وﻫﺬا اﻟﺼﺮح ﻳﺆﻛﺪ ﻮار ﺳاﻧﻮ اﻟﺬي ﻳﻌﺠﺐ ﻤﺎﻟﻪ. واﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺜﺎﱐ اﻟﺘﺎ ﻫﻮ ﻟﻳﻪ أﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎء ﺳاﻧﻮ اﺨﻠﺼ ﻳﻨﺼﺤﻪ داﺋﻤﺎ ﺑﺎﺪوء واﻟﺴﻜﻴﻨﺔ وﻳﻨﻌﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺪﺗﻪ وﺻﺮاﻣﺘﻪ أﺧﻼﻗﻪ وﻳﻨﺼﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﺎذ ﺧﻄﺔ اﻴﺎة ﺗﻨﺎﺳﺐ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ رﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ وإﻳﻘﺎء ﻋﻠﻰ راﺣﺘﻪ وﺳﻜﻮﻧﻪ. وﺗﻈﻬﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺎت أﻋﻤﺎﻟﻪ

٢. اﻠﻔﻴﺔ

         ﻛﺎن ﺷﺮح اﻟﺴﺎﺑﻖ أن اﻠﻔﻴﺔ ﻳﺴﻤﻰ ﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎن و اﻜﺎن و اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟ ﺣﻜﻴﺖ اﻟﺮواﻳﺔ. وأﻣﺎ اﻠﻔﻴﺔ اﻟ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎن و اﻜﺎن وﺟﺪت اﻟﺮواﻳﺔ وﺿﻮﺣﺎ وأﻣﺎ اﻠﻔﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻨﻈﻤﺎت واﻟﻌﺎدات واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻓﻴﻬﺎ. وﻠﻴﻞ اﻠﻔﻴﺔ رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻛﻤﺎ ﻳﺎ: اﻠﻔﻴﺔ اﻷو ﺻﻔﺤﺔ :١٧ ﺣﺎﻧﺔ ﺑﻮروﺟﻮﻧﻴﺎ ﺑﺎرﻳﺲ. ﻛﺎن ﻫﺬ اﻠﻔﻴﺔ أﺷﺨﺎص ﻬﻮر اﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄ ﻢ ﻴﻊ اﻟﻠﻴﺎ ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل واﻨﻮد واﻟﻠﺼﻮص واﺪم واﻷﺷﺮاف واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻜﺘﺎب وأﻋﻀﺎء ا ﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.

" ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎل ﺳﻨﺔ ١٦٤٠ ﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺪون إ ﺣﺎﻧﺔ ﺑﻮروﺟﻮﻧﻴﺎ ﺑﺎرﻳﺲ ﺸﺎﻫﺪة رواﻳﺔ (ﻛﻠﻮرﻳﺰ) ٬ وﻫﻲ إﺣﺪى رواﻳﺎت اﻟﺸﺎﻋﺮ اﺸﻬﻮر ﺑﻠﺘﺎزار ﺑﺎرو ٬ و ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ دور ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ٬ وإﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺜﻠﻮن اﺎﻧﺎت أو اﻄﺎﻋﻢ اﻟﻜﺒة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎرح ﺧﺎﺻﺔ ﻳﻌﺪو ﺎ ﻟﺬﻟﻚ. وﻛﺎن ﻬﻮر اﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄ ﻢ ﻴﻊ اﻟﻠﻴﺎﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل واﻨﻮد واﻟﻠﺼﻮص واﺪم واﻷﺷﺮاف واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻜﺘﺎب وأﻋﻀﺎء المجتمع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ... "

 

       اﻠﻔﻴﺔاﻟﺜﺎﻧﻴﺔ اﺼﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﻔﺤﺔ :٥٤ ﺑﺎب ﻧﻴﻞ ٬ اﻟﻠﻴﻠﺔ و ﻛﺎن ﻫﺬ      اﻠﻔﻴﺔ اﻧﻮ و ﻟﻴﻨﻴ و ﻳﻪ و اﻤﺜﻠﻮن و اﻮﺳﻴﻘﻴﻮن.

"ﻗﺎل اﻧﻮ: ا ﻟﻘﺪ ﻃﻠﻊ اﻟﺒﺪر وﺗﻸﻷت أﺷﻌﺘﻪ ﻓﺎﺧﺘﻘﺖ ﺑﺎرﻳﺲ اﻈﻠﻤﺔ وﺣﻠﺖ ﺑﺎرﻳﺲ اة.. إن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ تهيء ﻟﻨﺎ ﻣﻴﺪاﻧﺎ ﻴﻼ ﻟﻠﻘﺘﺎل اﻟﺮﻫﻴﺐ ﻓﻬﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﻴﻌﺎ إ (ﺑﺎب ﻧﻴﻞ)."

 

         وأﻣﺎ اﻠﻔﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻨﻈﻤﺎت واﻟﻌﺎدات واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ   اﻟﺮواﻳﺔ ٬ وﻠﻴﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺻﻔﺤﺔ :٤٢

"ﻗﺎل ﺳاﻧﻮ: إن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻻﻳﻜﺬب وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻮل ﻣﺎ ﻻﻳﻔﻬﻤﻪ اﻷﻏﺒﻴﺎء ﻓﻴﻈﻨﻪ ﻛﺎذﺑﺎ ٬ ﻓﺼﺎح اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﻴﺖ: ﻛﺬﺑﺖ وإﻧﻚ ﻷﻋﺠﺰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ٬ ﻗﺎل أﻛﺬب ﺣﻴﺎﰐ ﻗﻂ."

        وﻣﻦ ﻫﺬا اﻮار ﻗﺪ ﻇﻬﺮ أن ﺳاﻧﻮ ﺴﻚ ﻋﻘﻴﺪة وﺛﻴﻘﺔ اﻟ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ   ﺷﺎﻋﺮا ﺧﺎﻟﺼﺎ وﻫﻮﻻﻳﻜﺬب ﻣﻌﺠﻤﻪ أي أﻧﻪ ﺻﺪق أﻗﻮاﻟﻪ و أﻓﻌﺎﻟﻪ ٬ وﻫﻮ ﺻﻔﺤﺔ : ٤٢

 "ﻓﻘﺎﻟﺖ روﻛﺴﺎن ﻟﻪ: ﺷﻜﺮا ﻟﻚ ﻳﺎ اﺑﻦ ﻋﻤﻲ ﻓﺴﺄﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ وﻋﺪك ﻣﺎ ﺣﺒﺒﻴﺖ ٬ ﻗﺎل: اﻋﺘﻤﺪي ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ٬ ﻗﺎﻟﺖ: وﻛﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﻮ اﻟﺬي ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪ ﻴﻊ ﺷﺪاﺋﺪ وﺎﻃﺮ ٬ ﻗﺎل:  ﺑﻞ أﺻﺪق أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ٬ وﺣﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑ اﻟﺘﻌﺮض ﻻﺧﻄﺎر اﺒﺎرزات واﺸﺎﺟﺮات ٬ ﻗﺎل: إﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺒﺎرز ﻗﻂ ٬ ﻗﺎﻟﺖ: أﺗﻘﺴﻢ ؟ ﻗﺎل: ﻻ ٬ ﻷﻧ ﻣﺎ ﺗﻌﻮدت اﻟﻜﺬب."

        

       و إن ﺳاﻧﻮ ﺴﻚ ﻋﻘﻴﺪة وﺛﻴﻘﺘﻪ اﻟ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﺎﺳﻜﻮﻧﻴﺔ ٬ ﺑﺄن ﻻﺪ ﻳﺪ  ﻟﺘﻨﺎول أي ﺷﻲء ﻣﻦ أي إﻧﺴﺎن. وﻫﺬ ﺗﺘﺼﻮر ﺣﻮار ﻣﻊ ﻓﺘﺎة ﻣﻘﺼﻒ ﺻﻔﺤﺔ :٤٤

"وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: أﻧﺖ ﺿﻴﻔﻲ اﻟﻴﻠﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي و ﻫﺎ ﻫﻮ ذا اﻟﻄﻌﺎم ﻳﺪﻳﻚ ﻓﺎدن ﻣﻦ اﺎﺋﺪةوﺗﻨﺎول ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء ٬ ﻓﺎل : ﺷﻜﺮا ﻟﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘ ٬ وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻋﻈﻤ اﺎﺳﻜﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺴﻤﺢ أن أﻣﺪ ﻳﺪي ﻟﺘﻨﺎول أي ﺷﻲء ﻣﻦ أي إﻧﺴﺎن ﻓﺈﱐ دﻋﻮﺗﻚ إﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺻﺪاﻗﺘﻚوودك..."

 

 

 

٣. اﺒﻜﺔ

          ﻧﺮى أن اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺪد ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺸﺎر اﺒﻜﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻠﻴﻞ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺼﻄﻔﻰ  ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ٬ و اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﺆﺛﺮ ﻫﻲ ﺳاﻧﻮ و روﻛﺴﺎن. و ﻛﻞ اﺎدﺛﺔ ﻫﺬان  اﻟﺸﺨﺼﻴﺘﺎن ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺗﻘﺺ ﻣﻐﺎﻣﺮا ﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ أم ﻏ ﻣﺒﺎﺷﺮة  ﺑﻜﻮ ﻤﺎ ﻛﻤﻮﺿﻮع اﺎورة ﻓﻴﻬﺎ. وﻛﺎنت اﺒﻜﺔ ﻓواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺗﺘﻜﻮن من أرﺑﻌﺔ ﻣﺮاﺣﻞ ٬    وهي اﻟﺒﺪاﻳﺔ    اﺪث الصراع ثم اﻟﺬروة ثم اﺪث اﻟﻨﺎزل.

اﻟﺒﺪاﻳﺔ:

        إن اﻟﺒﺪاﻳﺔ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻋاف اﻠﻔﻴﺔ و اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ٬ وﻛﺎن اﺼﻨﻒ ﻳﺼﻮر ﻋﻦ ﺗﻌﺮف اﻠﻔﻴﺔ و اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺑﺪاﻳﺔ ﺻﻨﻌﺔ رواﻳﺘﻪ ٬ وﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻘﻄﻌﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﺮواﻳﺔ ﺻﻔﺤﺔ :١٧

" ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎل ﺳﻨﺔ ١٦٤٠ ﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺪون إ ﺣﺎﻧﺔ ﺑﻮروﺟﻮﻧﻴﺎ ﺑﺎرﻳﺲ ﺸﺎﻫﺪة رواﻳﺔ (ﻛﻠﻮرﻳﺰ) ٬ وﻫﻲ إﺣﺪى رواﻳﺎت اﻟﺸﺎﻋﺮ اﺸﻬﻮر ﺑﻠﺘﺎزار ﺑﺎرو ٬ و ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ دور ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ٬ وإﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺜﻠﻮن اﺎﻧﺎت أو اﻄﺎﻋﻢ اﻟﻜﺒة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎرح  ﺧﺎﺻﺔ ﻳﻌﺪو ﺎ ﻟﺬﻟﻚ. وﻛﺎن ﻬﻮر اﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄ ﻢ ﻴﻊ اﻟﻠﻴﺎ ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل واﻨﻮد واﻟﻠﺼﻮص واﺪم واﻷﺷﺮاف واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻜﺘﺎب وأﻋﻀﺎء المجتمع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ..."

 

        وﻣﻦ ﻗﻄﻌﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻳﻈﻬﺮ أن اﺆﻟﻒ اﻟﺮواﻳﺔ ﻳﺒﺪأ رواﻳﺘﻪ ﺑﺄن ﻳﺸﺮح اﻠﻔﻴﺔ ﻓﻴﻬﺎ ٬  و ﻳﺒﻠﻎ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻋﻤﺎ ﻳﺘﺤﺪث ﺎﻟﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺳﻨﺔ ١٦٤٠ اﻟﺬي ﻓﻴﻬﺎ ﺘﻤﻊ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﺴﺮﺣﻲ و أنهم ﺘﺎر اﺎﻧﺔ ﻻﻧﻄﻼق اﺴﺮﺣﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ اﺎﻧﺔ ﻼء ﻤﺎﻫﺮ اﺘﻨﻮﻋﺔ

         ﻳﺒﺪأ اﻟﺼﺮاع في هذه الرواية ﺠﻴﺊ ﺳاﻧﻮ أن ﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺣﻲ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري ﻣﻨﺬ أﻳﺎم   ﺷﺄن ﻣﻦ اﻟﺸﺆون ٬ وﻫﺬﻛﻤﺎذﻛﺮ في ﺼﻔﺤﺔ :٢١

ﻗﺎل راﺟﻨﻮ : ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ أن ﺳاﻧﻮ ﻛﺎن وﺟﺪ ﻋﻠﻰ اﻤﺜﻞ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري ﻣﻨﺬ أﻳﺎم ﺷﺄن ﻣﻦ اﻟﺸﺆون ﻻ أﻋﻠﻤﻪ ﻓﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄن ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻬﺮا ﻛﺎﻣﻼ وﻫﺪد ﺑﺎﻮت إنﺧﺎﻟﻒ أﻣﺮ .. "

 

         وﺟﺎء ﺳاﻧﻮ ﺑﻐﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ ﻮﻧﻔﻠﻮري ٬ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﻨﻊ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ وﻟﻜﻨﻪ ﺜﻞ  ﺣﺎﻧﺔ ﺑﻮروﺟﻮﻧﻴﺎ وﻻ ﻳﺘﺒﻊ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻴﻐﻀﺒﻪ ﺳاﻧﻮ و ﻳﻌﺪ أن ﻳﻀﺮﺑﻪ إذ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺜﻴﻠﻪ ٬ و ﻫﺬﻛﻤﺎذﻛﺮ ﺻﻔﺤﺔ :٣٠

"و ﻫﻨﺎ رن ﺻﻮت ﻋﻈﻴﻢ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﻳﻘﻮل:

ﻗﺎل: أ أﺣﺮم ﻋﻠﻴﻚ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻬﺮا ﻛﺎﻣﻼ ﻳﺎ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري؟ ﻓﺪﻓﺶ اﻤﻬﻮر و ﺪ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري ﻣﻜﺎﻧﻪ...اﺗﺮك اﺴﺮح ﺣﺎﻻ ﻳﺎ أﺣﻖ اﻤﺜﻠ و إن ﻻ ﻓﺄﻧﺖ أﻋﻠﻢ ﺎ ﻳﻜﻮن ٬ ﻓﺴﺨﻂ ﻬﻮر ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺳﺨﻄﺎ ﺷﺪﻳﺪا وﺿﺠﻮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﺎﺟﻴﺔ: ﻣﺜﻞ ﻳﺎ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري ﻣﺜﻞ وﻻ ﻒ. ﻓﺘﺸﺠﻊ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري و ﻋﺎد إ اﻟﺘﻐ ﺑﻘﻄﻌﺘﻪ .. ﻓﻤﺎ ﻧﻄﻖ ﺑﺄول ﺣﺮف ﻣﻨﻬﺎ ﺣ وﺛﺐ ﺳاﻧﻮ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻴﻪ اﻟﺬي ﻛﺎن واﻗﻔﺎ ﻋﻠﻴﻪ إ أﻗﺮب ﻛﺮﺳﻲ إ اﺴﺮح و ﻫﺰ ﻋﺼﺎ وﺟﻬﻪ و ﺻﺎح: ﻻ ﺜﻞ أﻳﻬﺎ اﻟﺪب اﺎﺋﻞ وﻻ ﺗﻨﻄﻖ ﺮف واﺣﺪ.."

 

           ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺼﺮاع ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺠﻲء رﺟﻞ زري اﻟﺬي ﻳﺘﺨ ﻋﻦ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻟﻴﺤﺎﻛﻢ ﻣﻨﻔﻠﻮري ﺑﺄن ﻳﻘﻮل أن ﺷﺨﺼﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﺳاﻧﻮ ﻻ ﻜﻦ أن ﻜﻤﻪ إﻻأﻣﺮ ﻣﻦ اﻠﻚ أم ﺧﺪم اﻠﻚ و ﻳﻈﻨﻪ ﻣﺘﺤﻜﻢ ﻣﻦ اﻠﻚ ٬ ﻓﻴﺠﻴﺒﻪ ﺳاﻧﻮ أﻧﻪ ﻜﻢ ﻋﻠﻰ إرادﺗﻪ ﺑﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺰري ﺎدﻟﻪ و ﻌﻞ ﺳاﻧﻮ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ و ﻳﺴﺒﺐ اﺮب ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ

 

ج. ﻠﻴﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ

                                                 ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺎ: اﻟﺼﻔﺤﺔ ٤٥-٤٤ ﻳﺘﺼﻮر أن ﺷﺨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ اﻧﻮ دي ﺑﻮرﺟﺮاك ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻪ ﺷﺨﺼﻲ اﻟﺬي ﻳﺆﻳﺪ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ واﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪاﻓﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﺘﻘﺮ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ. وﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻠﻘﺎرئ أن اﺒﻬﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺘﺎج إ ﺗﺎج ﻳﺰﻳﻨﻬﺎ وإن اﻟﺼﺪر اﻤﻠﻮء ﺑﺎﻟﺸﺮف و اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﺘﺎج إ وﺳﺎم ﻳﺘﻸﻷ ﻓﻮﻗﻪ و ﻃﻬﺎرة أم ﻋﻔﺔ اﻟﻨﻔﺲ أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ. ﻓﻬﺬ ﻣﻦ ﺻﻔﺘﻪ اﻟﺼ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻘﺎر و اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ، و ﺬا ﻳﺘﺼﻮر ﻗﻮﻟﻪ:

"ﻧﻌﻢ أﻋف ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺄﻧ رﺟﻞ ﻓﻘ ﻣﻔﻠﻮك أﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎ و أﻧ أ ﻋﻠﻰ ﺻﺪري أي ﻫﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻨﺎت اﻟ ﺗﻴﻤﻮبها ﺷﺎرات اﻟﺸﺮف ، وﻟﻜﻦ اﺋﺬن أن أﻗﻮل ﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة أﻧﺖ وﺷﺄﻧﻚ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ.  إﻧ أﺣﻔﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺎﻟﺼﻮر و اﻟﺮﺳﻮم و اﻷزﻳﺎء و اﻷﻟﻮان ،  وﻻ ﻳﻌﻨﻴ ﺎل اﻟﺼﻮرة  و ﺣﺴﺒﻬﺎ وﻻ ﺑﺮﻗﺸﺔ اﻟﺜﻴﺎب و ﺘﻤﺘﻬﺎ ، وﺣﺴ ﻣﻦ اﻤﺎل أﻧ رﺟﻞ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ، وﻻ   أﻛﺬب وﻻ أﺗﻠﻮن وﻻ أداﻫﻦ وﻻ أﻠﻖ وأن ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻘﺒﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺄدران اﻟﺮذاﺋﻞ و اﻔﺎﺳﺪ ﻓﻠﻢ ﻓﺎﺗ اﻟﻮﺟﻪ اﻤﻴﻞ واﻟﺜﻮب اﻠﻔﻮف واﻟﻮﺳﺎم اﻟﻼﻣﻊ واﻮﻫﺮ اﻟﺴﺎﻃﻊ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘ ﺷﺮف اﺒﺪأ وﻻﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ وﻻ إﺑﺎء اﻟﻀﻴﻢ وﻻﻧﻘﺎء اﻟﻀﻤ"

 

        إن اﺒﻬﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﻻ ﺘﺎج إ ﺗﺎج ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ ، وإن ﺻﺪر اﻤﻠﻮء ﺑﺎﻟﺸﺮف واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻ ﺘﺎج إ وﺳﺎم ﻳﺘﻸﻷ ﻓﻮﻗﻪ ﻓﺎﻟﻴﻔﺨﺮ اﻟﻔﺎﺧﺮون ﺎ ﺷﺎءوا ﻣﻦ ﻓﻀﺘﻬﻢ وذﻫﺒﻬﻢ وأﻟﻘﺎ ﻢ و ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ. أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺤﺴ ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺮ أﻧ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻣﺸﻲ ﺑ اﻟﻨﺎس ﺑﺮأس ﻋﺎل ،وﺟﺒﻬﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ، وﻧﻔﺲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ و ﺛﻮب ﻧﻘﻲ أﺑﻴﺾ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ ذرة ﻣﻦ ﻏﺒﺎر ، و ﺗﻠﻮﺛﻪ ﺷﺎﺋﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﺆوب اﻟﺴﻔﺎﻟﺔ و اﻟﺪﻧﺎءة ، ﻻ أﻫﺎب ﺷﻴﺌﺎً وﻻ أﻏﻀﻲ ﻟﺸﻲء وﻻ أﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﺷﻲء

         و ﻫﺬا اﻮار ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺄﺧﺬ اﻜﻤﺔ و رﺳﺎﻟﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﺮواﻳﺔ أن ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ أي ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ أﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺜ اﺎل و اﻟﺸﺮف ، وﻫﺬ ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺑ اﻟﻨﺎس ﺑﻨﻔﺴﻪ.وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻘﺮ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ و اﻟﻔﻘ ﻋﻦ أﻧﻒ ﺳاﻧﻮ اﻟﻜﺒ ﻛﺎن ﺳاﻧﻮ ﻓﺨﻮر ﺎل أﻧﻔﻪ و ﻫﻮ ﻳﻈﻦ أن أﻧﻒ ﻛﺒ ﻣﺎ أﻓﺨﺮ ﺑﻪ ﻛﻞ اﻟﻔﺨﺮ ﻷﻧﻪ ﻋﻨﻮن اﻟﻜﺮم و اﻟﺸﺮف و اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ و اﻟﺸﻤﻢ ﻟﻪ. وﻫﺬ ﻣﻦ ﺻﻔﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻰ ﷲ ﻟﻪ ، وﻫﺬا ﻳﺘﺼﻮر ﺣﻮار اﻟﺼﻔﺤﺔ :٣٨-٣٦

" ﻗﺎل: و ﻫﻞ ﺗﻈﻦ أﻳﻬﺎ اﻟﻐ اﻷﻖ أن اﻷﻧﻒ اﻟﺼﻐ ﻣﻔﺨﺮة ﻣﻦ اﻔﺎﺧﺮ اﻟ ﻳﻌﺘﺰ بها ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ؟ ﻧﻌﻢ إن أﻧﻔﻲ ﻛﺒ ﺟﺪا ﻻ ﻳﻜﱪﻩ أﻧﻒ ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ، وذﻟﻚ ﻣﺎ أﻓﺨﺮ ﺑﻪ ﻛﻞ اﻟﻔﺨﺮ ، ﻷن اﻷﻧﻒ اﻟﻜﺒ ﻋﻨﻮن اﻟﻜﺮم و اﻟﺸﺮف و اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ و اﻟﺸﻤﻢ ، وأﻧﺎ ذﻟﻚ اﻟﺬي اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻟﻪ ﻫﺬ اﻟﺼﻔﺎت ﻴﻌﻬﺎ."

 

        و ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺧﺮى ﻛﺎن ﺳاﻧﻮ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﻲ أن ﻳﻌ ﺷﻌﻮر ﻻﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ، روﻛﺴﺎن ، وﻫﺬا أﺣﺪ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﻏ ﻤﻮدة وﺑﻪ ﻳﺴﺒﺐ ﺳاﻧﻮ اﻟﻘﻠﻖ ﺒﻪ اﻔﺘﻮن وﻫﻮ ﻻ ﻳﻌ ﺣﺒﻪ ﺣ وﻓﺎﺗﻪ ، وﻫﺬا ﻌﻞ روﻛﺴﺎن و ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﻳﺸﻌﺮان ﻄﺊ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺿ ّﺤﻰ ﺣﺒﻪ ﻟﻔﺮﺣﻬﻤﺎ وﻟﻮ ﻛﺎم ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺣﺐ روﻛﺴﺎن ﻟﺴاﻧﻮ. ورﺳﺎﻟﺔ أم ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻫﺬ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻨﺺ ﻫﻲ ﻻ ﺗﻜﻦ ﺑﻼ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ ﻟﻮ ﻻ ﻠﻚ ﺟﺴﻤﻴﺔ ﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺜة ﻟﻴﻌ ﺷﻌﻮر اﺐ ، ﺑﺄن اﻋﺘﺒﺎر اﺐ ﺳﻴﻌﺮف اﺒﻮﺑﺔ ﻣﺎذا ﺗﺸﻌﺮ وﻻ ﻳﻜﻮن ﺧﻄﺎء اﻟﻔﻬﻢ. ﻫﺬﻛﻤﺎ ﺗﺘﺼﻮر اﻟﻨﺺ اﻟﺘﺎ ﺻﻔﺠﺔ :٤٨

ﻓﻘﺎل ﻟﻳﻪ: ﺣﺴﺒﻚ ﻳﺎ ﺳاﻧﻮ ﻓﺈﻧﻚ ﺐ اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻚ روﻛﺴﺎن ، وﻟﻜﻦ ﻻ أدري ﺗﻘﻀﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺬات ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺎ دﻣﺖ ﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺼﻠﺔ اﻟﻘﺮﰊ اﻟ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻬﺎ؟ ﻗﺎل: ذﻟﻚ ﻣﺎ أﻋﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ، ﻓﺈﻧ رﺟﻞ ﺑﺎﺋﺲ ﻣﺴﻜ ﻗﻀﻰ ﷲ ﻋﻠﻲ أن أﻋﻴﺶ ﻫﺬا اﻟﻌﺎ ﺑﻼ أﻣﻞ و ﻻ رﺟﺎء ، ﺗﺄﻣﻞ وﺟﻬﻲ ﻗﻠﻴﻼ و اﻧﻈﺮ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺒﺸﻊ اﻟﺪﻣﻴﻢ أن ﻴﺎ اﻟﻌﺎ ﺣﻴﺎة اﺐ و اﻟﻐﺮام؟"

          و اﻟﺼﻔﺤﺔ ٧٨-٧٧ ﻛﺎن ﺳاﻧﻮ ﻳﻬﺘﻢ ﻋﺰة ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال اﻟﺬي ﺳﺘﻮﺟﻬﻪ ،وإﻧﻪ ﻻﻳﺴﻠﻢ دﻋﻮة ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﺪم أﻋﻤﺎل أدﺑﻪ إ اﻟﻌﻈﻴﻢ و اﻟﻨﻘﺎد اﻤﻠﻜﺔ ، ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺆﻟﻔﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺸﺨﺺ اﺧﺮ أم ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻘﺪ اﻟﻨﻘﺎد و ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻄﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻷﺟﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ أﻋﻤﺎل أدﺑﻪ ، وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺆﻟﻔﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﻏﲑﻩ ، وﻫﺬ ﻣﻦ ﺻﻔﺘﻪ اﻟﺒﺴﻴﻂاﻟﺬي ﻳﻬﺘﻢ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ اﻷﺧﻼق ﺑ اﻟﻨﺎس ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺗﺘﺼﻮر ﺣﻮار اﻟﺘﺎ:

"و ﻗﺎل ﻟﻪ : أﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻳﺎ ﺳاﻧﻮ؟ ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ وﻗﺎل : ﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ، وﻻ ﻷ ّي إﻧﺴﺎن ﻗﺎل: إن ﺧﺎ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل (رﻳﺸﻠﻴﺒﻪ) ﻛﺜ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻚ و ﺑﺄدﺑﻚ و ﺐ أن ﻳﺮاك ، ﻓﺈن ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻚ إﻟﻴﻪ ، وﻟﻘﺪ ﻗﻴﻞ إﻧﻚ ﻧﻈﻤﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣ رواﻳﺔ ﻘﻴﻠﻴﺔ ﻴﻠﺔ ﺗﻮﻓﻖ إ ﺜﻴﻠﻬﺎﺣ اﻟﻴﻮم ، ﻓﻠﻮ أﻧﻚ ذﻫﺒﺖ ﺎ إﻟﻴﻪ ورﻓﻌﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻟﻌﺮف ﻟﻚ ﻓﻀﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ وأﺣﺴﻦ ﺟﺰاءك ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إك ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب و اﻟﺸﻌﺮاء..وﻗﺎل ﻟﻠﻜﻮﻧﺖ : ذﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ، وإن دﻣﻲ ﻟﻴﺠﻤﺪ ﻋﺮو ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻴﻞ أن إﻧﺴﺎﻧﺎ اﻟﻌﺎ ﺪث ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﻐﻴ ﺣﺮف واﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪي ، وﻣﺎ أﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ إ اﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ أدﰊ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎن ، وﻗﺎل : وﻟﻜﻨﻚ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ إذا أﻋﺠﺒﻪ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ دﻓﻊ ﻨﻪ ﻏﺎﻟﻴﺎ ، ﻗﺎل: ﻧﻌﻢ أﻋﻠﻢ ذﻟﻚ ، وﻟﻜﻨﻪ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺒﺬل ﻓﻴﻪ ﻨﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻷﱐ إﺎ أﺳﻜﺐ ﻓﻴﻪ دم ﻗﻠ ﺣﺎرا ودم اﻟﻘﻠﺐ أﻏﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ واﻟﺬﻫﺐ."

 

         وأﻣﺎ ﻣﻦ قيمة اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺑ اﻟﻨﺎس و اﻷﺧﺮ أم ﻋﻼﻗﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ ﺗﻜﻮن اﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٧ ﻓﺈن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﻛﺸﺨﺺ اﺆﺛﺮ ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻤﺔ ﻟﺸﺨﺺ أﺧﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺣﻢ روﻛﺴﺎن و ﻳﺮﺿﻰ أن ﻳﻀﺤﻰ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﺬي ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻛﺰوﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ و ﻛﺎن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﻳﺘﺤﺮك أﻳﻀﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻟﻴﻨﻴ ﺳﻴﻘﺘﻞ ﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻣﻦ أﻣﺮ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ. واﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻫﻲ وﺻﻴﻠﺔ اﻟﺮ اﻟﻨﺎس ،         وﻫﺬ ﺗﺘﺼﻮر ﺣﻮار اﻟﺘﺎ:

"ﻗﺎل أﻗﺘﻠﻪ ، ﻗﺎل: إﱐ أﺧﺎف ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ أﻗﻮى ﻣﻨﻚ ورﺎ ﻗﺘﻠﻚ ، ﻗﺎل: ﻻ أﺑﺎ اﻮت ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ، ﻗﺎل: أﻧﻈﺮ ﻫﺎ ﻫﻲ ذي ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ وﺪق ﻓﻴﻚ ﺪﻳﻘﺎ ﺷﺪﻳﺪا ﻓﻼ ﻳﺸﻐﻠﻚ ﺷﺎﻏﻞ ﻋﻨﻬﺎ.. ﻗﺎل: ﻣﻦ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي دﺑﺮ ﻟﻪ ﻫﺬ اﻜﻴﺪة؟ ﻗﺎل: ذﻟﻚ ﺳﺮ اﻬﻨﺔ ﻻأﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺑﻮح ﺑﻪ ، ﻓﻀﺤﻚ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن وﻗﺎل: ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﰊ إﻟﻴﻚ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﺘﻪ ، ﺧﻠﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻓﺬﻫﺐ ﻟﺸﺄﻧﻪ ، واﻟﺘﻔﺖ ﻫﻮ إ ﻣﻘﺼﻮرة روﻛﺴﺎن ﺣﺰﻳﻨﺔ وﻗﺎل ﻧﻔﺴﻪ: و أﺳﻔﺎ ﻻﺑﺪ أن أﺗﺮﻛﻬﺎ اﻷن "

 

         ﻛﺎن اﻧﻮ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ وﻫﺬ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ أي اﻷﺧﻼق اﻟﻨﺎس و اﻷﺧﺮ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺼﺮ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻟﻴﻨﻴ ﺑﺄن ﻳﻮاﺟﻪ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ، وﻫﺬ اﺎدﺛﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﺣﻮار ﻣﻊ ﻟﻴﻨﻴ اﻟﺼﻔﺤﺔ :٥٢

"..ﻓﻤﺎ راﻋﻪ إﻻ ﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻨﻮد واﻟﻀﺒﺎط ﻗﺪ دﺧﻠﻮا اﺎﻧﺔ ﻴﻄﻮن ﺑﺮﺟﻞ ﻳﻧﺢ ﺳﻜﺮا ﻓﺘﺄﻣﻠﻪ ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻟﻴﻨﻴ ، ﻓﻬﺮع إﻟﻴﻪ ﻣﺬﻋﻮرا ، وﻗﺎل: ﻣﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ؟ ﻗﺎل: ﺧﺬ ﻫﺬ اﻟﻮرﻧﺔ واﻗﺮأﻫﺎ إ ﺎ ﺗﻨﻈﺮﱐ ﺑﺄن ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻳﻜﻤﻨﻮن اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻃﺮﻳﻘﻲ إ ﻣﻨﺰ ﻋﻦ (ﺑﺎب اﻟﻨﻴﻞ) ﻟﻴﻘﻄﻠﻮﱐ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟ ﺗﻌﻤﻠﻬﺎ ، ﻓﺄذن ﺑﺎﻟﺬﻫﺎب إ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻷﻧﺎم ﻓﻴﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ. ﻓﺄﻃﺮق ﺳاﻧﻮ ﻫﻨﻴﻨﺔ وﻫﻮ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ : ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ واﺣﺪ؟ ﻣﺎ أﺟﺒﻨﻬﻢ و أﺳﻔﻞ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ، ﻟﻴﻨﻴ "..!

 

         إن ﻫﺬا اﻮار ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺴﻚ ﻣﺴﺆﻟﻴﺘﻪ ﻷن ﻔﻆ ﺟﻨﻮد و ﺑﻠﺪﺗﻪ ، وﻫﺬ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻨﺎس واﻷﺧﺮ اﻟ ﺗﺼﻮر اﺆﻟﻒ ﻟﻠﻘﺎرئ أن اﻷﻣﺮ ﻻﺑﺪ أن ﺴﻚ أﻣﺎﻧﺘﻪﻛﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ، وﻫﺬ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﺼﻔﺤﺔ :١٤٦

 "و ﻛﺎن ﻳﺘﻜﻠﻢ و اﻨﻮد ﻣﻘﺒﻠﻮن ﻋﻠﻰ أﻟﻌﺎ بهم ﻳﺘﺸﺎﻏﻠﻮن ﺎ وﻫﻢ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮن ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ، وﻗﺎل ﻢ وﻫﻮ ﻳﺸ إ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ: ﻗﺎل :وﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ أرﻳﺪ أن اﻣﺮ ﻗﺎﺋﺪﻛﻢ ﻌﺎﻗﺒﺘﻜﻢ و ﻟﻜﻨ ﻓﻘﺎﻃﻌﻪ ﻗﺎﺋﺪ وﻗﺎل ﻟﻪ: ﻟﻮ أﻧﻚ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺎ أذﻋﻨﺖ ﻷﻣﺮك ، ﻓﺎﺻﻔﺮ وﺟﻪ اﻟﻜﻮﻧﺖ وﻗﺎل:وﺎذ؟ ﻗﺎل: ﻷﻧ دﻓﻌﺖ ﻟﻠﻘﻴﺎدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻﺮﻳﺒﺔ اﻟﺮﻳﺎﺳﺔ وﻫﻲ ﻌﻠ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻄﺎن اﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻗ ﻻ ﻳﻨﺎزﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺎزع و ﻻ أﺧﻀﻊ أﻣﺮﻫﺎ ﻹرادة ﻏ إرادﰐ وﺑﻌﺪ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ  اﻟﺮأي أن ﺎﺳﺐ اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺟﻨﻮد ﻋﻠﻰ اﺐ و اﻟﺒﻐﺾ و اﻟﺮﺿﺎ و اﻟﺴﺨﺖ ، أو أن ﻳﻄﻠﺐ إﻟﻴﻬﻢ  ﺷﻴﺌﺎ إﻻ اﻟﻄﺎﻋﺔ واﻹذﻋﺎن ﻷواﻣﺮ و ﻧﻮاﻫﺒﻪ. "

 

           و ﺻﻔﺤﺔ ١٦٧ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺑ اﻟﻨﺎس و المجتمع ، وﻫﺬ ﺗﺘﺼﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺳاﻧﻮ اﻟﺬي ﺘﺎر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺼﺤﺒﺔ اﺎﻟﺼﺔ ﻣﻦ أن ﻠﻚ ﺣﺒﻪ. إﻧﻪ ﻨﻊ ﻗﻠﺒﻪ ﻷن ﻠﻚ روﻛﺴﺎن ﺑﺄن ﻳﺸﺮح أن ﻣﺮﺳﻞ رﺳﺎﻻت إﻟﻴﻬﺎ ﺳاﻧﻮ ، ﺑﻞ ﻛﺎن ﺳاﻧﻮ ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻨﻪ وﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺄﺧﺬ ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﺑﺮوﻛﺴﺎن ﻋﻨﺪ ﻳﻜﻮن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﻣﺎت ﻣﻴﺪان اﺮب. وﻫﺬا اﻮار ﺑاﻧﻮ ﻣﻊ روﻛﺴﺎن:

" ﻫﺬ اﻟﻠﺤﻈﺔ أﻗﺒﻞ (ﻟﻳﻪ) ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﻴﺪان ﻣﺴﺮﻋﺎ و أﺳﺮ أذن ﺳاﻧﻮ ﻫﺬ   اﻟﻜﻠﻤﺔ (ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن) ﻓﺎﻧﺘﻘﺾ و ﻗﺎل : وﻛﻴﻒ ﻗﺘﻞ؟ ﻗﺎل : ﺑﺄول ﻗﺬﻳﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﺬاﺋﻒ   اﻌﺮﻛﺔ ، ﻓﺎﺻﻔﺮ وﺟﻬﻪ و ارﺗﻌﺪت ﻓﺮاﺋﺼﻪ و ﻏﺸﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﺳﻮداء ، ﻓﻌﺠﺒﺖ روﻛﺴﺎن  ﻷﻣﺮ وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺳاﻧﻮ؟ ﻗﺎل: ﻻ ﺷﻴﺊ ، ﻗﺎﻟﺖ: أﻢ ﺣﺪﻳﺌﻚ ، ﻣﺎذا ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻘﻮل ؟ ﻓﺼﻤﺖ وأﻃﺮق ﻫﻨﻴﻬﺔ و ﻇﻞ ﻳﻘﻮل ﺑﻴﻨﻪ و ﺑ ﻧﻔﺴﻪ : ﻗﺪ اﻧﻘﺾ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ، ﻓﻼ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻗﻮل ﺷﻴﺌﺎ ، وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﺻﺪﻳﻘﻲ و ﻋﺸي ﻓﻠﺒﺲ اﺳﺘﻄﺎﻋ أن أﺑﺳﻌﺎدﰐ ﻋﻠﻰ أﻧﻘﺎض ﺷﻘﺎﺋﻪ."

 

         وﻣﻦ قيمة اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﺮﺑﻪ ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ ﻫﻲ ﺗﻜﻮن ﻧﻔﺲ اﻧﻮ أﻧﻪ ﻳﺴﻠﻢ  ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻢ اﻟﺬي ﻳﻌﻄﺎ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼ ﺎﻟﻪ اﻟﺬي ﺑﻼ ﻋﻤﻞ وﻻ اﻟﻮﺟﻪ وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺮفأن اﻷﺧﻼق أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ، ولهذا ﻠﺺ أﻧﻪ ﻠﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔﻓﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻨﺎس اﻤﻮدة. وﻫﺬ اﻟﺼﻔﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﺻﻔﺤﺔ ٤٨    و ﺻﻔﺤﺔ :٤٥

"ﻗﺎل: ذﻟﻚ ﻣﺎ أﻋﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ، ﻓﺈﻧ رﺟﻞ ﺑﺎﺋﺲ ﻣﺴﻜ ﻗﻀﻰ ﻋﻠﻲ أن أﻋﻴﺶ ﻫﺬا اﻟﻌﺎ ﺑﻼ أﻣﻞ و رﺟﺎء.."

 

        ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺎ:

        ﺻﻔﺤﺔ ٢٧ ﻳﻌف ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻰ اﻟﺜﺎﻧﻮي اﺆﺛﺮ اﻟﺮواﻳﺔ وﻫﻮ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ ، إﻧﻪ ﻠﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ وﻫﻲ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﺸﺠﺎﻋﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﺔ، وﻫﺬ ﺗﺘﺼﻮر ﺣﻮار ﻛﻤﺎ ﻳﺎ:

 " ﻗﺎل: ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ؟ ، ﻗﺎل أﻗﺘﻠﻪ ، ﻗﺎل: إﱐ أﺧﺎف ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ أﻗﻮى ﻣﻨﻚ ورﺎ  ﻗﺘﻠﻚ   ، ﻗﺎل: ﻻ أﺑﺎ اﻮت ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ، ﻗﺎل: أﻧﻈﺮ ﻫﺎ ﻫﻲ ذي ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ وﺪق ﻓﻴﻚ ﺪﻳﻘﺎ  ﺷﺪﻳﺪا ﻓﻼ ﻳﺸﻐﻠﻚ ﺷﺎﻏﻞ ﻋﻨﻬﺎ.. ﻗﺎل: ﻣﻦ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي دﺑﺮ ﻟﻪ ﻫﺬ اﻜﻴﺪة؟ ﻗﺎل:  ذﻟﻚ ﺳﺮ اﻬﻨﺔ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺑﻮح ﺑﻪ ، ﻓﻀﺤﻚ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن وﻗﺎل: ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﰊ إﻟﻴﻚ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﺘﻪ ،   ﺧﻠﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻓﺬﻫﺐ ﻟﺸﺄﻧﻪ ، واﻟﺘﻔﺖ ﻫﻮ إ ﻣﻘﺼﻮرة روﻛﺴﺎن ﺣﺰﻳﻨﺔ وﻗﺎل ﻧﻔﺴﻪ: و أﺳﻔﺎ  ﻻﺑﺪ أن أﺗﺮﻛﻬﺎ اﻷن ".

 

           و ﻗﻄﻌﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻳﺘﺼﻮر أن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﺷﺠﺎﻋﺔ أن ﻳﻨﺼﺮ ﺒﻮﺗﻪ روﻛﺴﺎن ﻳﺒﺎ اﻮت ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ، ﺑﻞ ﻳﺄﺳﻒ ﻟﻴﻛﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻨﺼﺮ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻟﻴﻨﻴ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﺘﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ.و إن ﺷﺨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ اﻧﻮ ﻠﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ ، إﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﺑﺴﻴﻂ و ﻫﻮ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﺎﻟﻪ اﻟﺬي ﻓﻘ ﻣﻔﻠﻮك ﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻟﻜﻨﻪ ﻔﻞ ﺑﺎﻟﺼﻮر و اﻟﺮﺳﻮم و اﻷزﻳﺎء و اﻷﻟﻮان ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﺮف أن ﺎل اﻟﺼﻮرة و ﺣﺴﺒﻬﺎ وﻻ ﺑﺮﻗﺸﺔ اﻟﺜﻴﺎب. وﻫﺬ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ اﻟ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺴﻴﻂ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ و ﺮس اﺣاﻣﻪ ، و ﻛﺎن اﻧﻮ ﻳﺒﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻘﺮ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ. و ﺗﺘﺼﻮر ﻫﺬ اﻟﺼﻔﺔ ﺻﻔﺤﺔ :٤٠

"ﻓﻘﺎل اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ : إن اﻟﺬي ﻳﻐﻴﻄ وﻳﺆﳌﲏ أن ﺗﺼﺪر اﻷﻣﺜﺎل ﻫﺬ اﻟﻜﻠﻤﺎت اﻤﻠﻮءة ﻛا و ﻋﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﺣﻘ ﻣﻔﻠﻮك ﻻ ﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺣ ﻗﻔﺎزا ﻳﺪ وﻻﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺑﻪ أي ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺸﺮف ، ﻓﺎرﺗﻌﺶ ﺳاﻧﻮ ﻏﻴﻈﺎ وﻟﻜﻨﻪ ﻠﺪ واﺳﺘﻤﺴﻚ وأﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮل ﺑﺼﻮت ﻫﺎدئ رزﻳﻦ:  ﻧﻌﻢ أﻋف ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺄﻧ رﺟﻞ ﻓﻘ ﻣﻔﻠﻮك ﻻ أﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎ و أﻧ ﻻ أﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪري أي ﻫﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻨﺎت اﻟ ﺗﻴﻤﻮ ﺎ ﺷﺎرات اﻟﺸﺮف ، وﻟﻜﻦ اﺋﺬن أن أﻗﻮل ﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة أﻧﺖ وﺷﺄﻧﻚ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. إﻧ ﻻ أﺣﻔﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺎﻟﺼﻮر و اﻟﺮﺳﻮم و اﻷزﻳﺎء و اﻷﻟﻮان ، وﻻ ﻳﻌﻨﻴ ﺎل اﻟﺼﻮرة و ﺣﺴﺒﻬﺎ وﻻ ﺑﺮﻗﺸﺔ اﻟﺜﻴﺎب و ﺘﻤﺘﻬﺎ ، وﺣﺴ ﻣﻦ اﻤﺎل أﻧ رﺟﻞ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ، وﻻ أﻛﺬب وﻻ أﺗﻠﻮن وﻻ أداﻫﻦ وﻻ أﻠﻖ و أن ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻘﺒﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻏ ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺄدران اﻟﺮذاﺋﻞ و اﻔﺎﺳﺪ ﻓﻠﻢ ﻓﺎﺗ اﻟﻮﺟﻪ اﻤﻴﻞ واﻟﺜﻮب اﻠﻔﻮف واﻟﻮﺳﺎم اﻟﻼﻣﻊ واﻮﻫﺮ اﻟﺴﺎﻃﻊ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘ ﺷﺮف اﺒﺪأ وﻻﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ وﻻ إﺑﺎء اﻟﻀﻴﻢ وﻻﻧﻘﺎء اﻟﻀﻤ".

 

          إن اﺒﻬﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﻻ ﺘﺎج إ ﺗﺎج ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ ، وإن ﺻﺪر اﻤﻠﻮء ﺑﺎﻟﺸﺮف واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻ ﺘﺎج إ وﺳﺎم ﻳﺘﻸﻷ ﻓﻮﻗﻪ ﻓﺎﻟﻴﻔﺨﺮ اﻟﻔﺎﺧﺮون ﺎ ﺷﺎءوا ﻣﻦ ﻓﻀﺘﻬﻢ و ذﻫﺒﻬﻢ وأﻟﻘﺎ ئهم و ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ. أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺤﺴ ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺮ أﻧ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻣﺸﻲ ﺑ اﻟﻨﺎس ﺑﺮأس ﻋﺎل ،  وﺟﺒﻬﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ، وﻧﻔﺲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ و ﺛﻮب ﻧﻘﻲ أﺑﻴﺾ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ ذرة ﻣﻦ ﻏﺒﺎر ، و ﺗﻠﻮﺛﻪ ﺷﺎﺋﺒﺔ ﻣﻦ  ﺷﺆوب اﻟﺴﻔﺎﻟﺔ و اﻟﺪﻧﺎءة ، ﻻ أﻫﺎب ﺷﻴﺌﺎً وﻻ أﻏﻀﻲ ﻟﺸﻲء وﻻ أﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﺷﻲء.

       و ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺧﺮى ﻛﺎن اﻧﻮ دي ﺑﻮرﺟﺮاك ﻛﺸﺨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻫﺬ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ، وﻫﺬ ﺗﺘﺼﻮر ﻣﻦ ﺣﻮار ﻣﻊ ﻟﻴﻨﻴ ﺻﻔﺤﺔ :٥٢

"..ﻓﻤﺎ راﻋﻪ إﻻ ﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻨﻮد واﻟﻀﺒﺎط ﻗﺪ دﺧﻠﻮا اﺎﻧﺔ ﻴﻄﻮن ﺑﺮﺟﻞ ﻧﺢ ﺳﻜﺮا  ﻓﺘﺄﻣﻠﻪ ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻟﻴﻨﻴ ، ﻓﻬﺮع إﻟﻴﻪ ﻣﺬﻋﻮرا ، وﻗﺎل: ﻣﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ؟ ﻗﺎل: ﺧﺬ ﻫﺬ اﻟﻮرﻧﺔ    واﻗﺮأﻫﺎ إ ﺗﻨﻈﺮﱐ ﺑﺄن ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻳﻜﻤﻨﻮن اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻃﺮﻳﻘﻲ إ ﻣﻨﺰ ﻋﻦ (ﺑﺎب اﻟﻨﻴﻞ)     ﻟﻴﻘﻄﻠﻮﱐ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟ ﺗﻌﻤﻠﻬﺎ ، ﻓﺄذن ﺑﺎﻟﺬﻫﺎب إ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻷﻧﺎم ﻓﻴﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ. ﻓﺄﻃﺮق اﻧﻮ ﻫﻨﻴﻨﺔ وﻫﻮ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ : ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ واﺣﺪ؟ ﻣﺎ أﺟﺒﻨﻬﻢ و أﺳﻔﻞ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ، ﻟﻴﻨﻴ ! إﻧﻚ ﺳﺘﻨﺎم اﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﻴﺘﻚ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻏﺮﺿﻪ وﻗﺎل ﻟﻪ وﻫﻮ ﻧﺢ و ﺑﺘﻤﻠﻖ:  وﻟﻜﻨﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي أﻧ رﺟﻞ ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺴﻜ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺗﻠ ﻫﺮ ﻓﻤﻦ ﺑﻠﻘﺎء ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ وﺣﺪي؟ ﻗﺎل: إﻧ أﻧﺎ اﻟﺬي أﻟﻘﺎﻫﻢ ، وأﻧﺎ اﻟﺬي ﺳﺄﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ، ﻓﺨﺬ اﺼﺒﺎح ﻣﻦ ﻳﺪ اﻟﺒﻮاب وﺳﺮ أﻣﺎﻣﻲ ، وأﻗﺴﻢ ﻟﻚ أﻧﻚ أﻧﻚ ﺳﺘﻨﺎم ﺑﻴﺘﻚ..ﻓﺘﻘﺪم ﻧﻨﺤﻮ ﻳﻪ ووﺿﻊ ﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ وأﺳﺮ أذﻧﻪ: أﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﻨﺎم اﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﻴﺘﻪ؟ وﻫﻞ ﺗﺮى ﻣﻦ اﻟﻼزم اﺘﻢ أنﺎﻃﺮ ﺑﻨﻔﺴﻚ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﺑﻠﻪ اﺄﻓﻮن ، وﻗﺎل اﻧﻮ ﻟﻪ وﻫﻮ ﻳﺒﺘﺴﻢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻫﺎدﺋﺔ    ﻟﻄﻴﻔﺔ: إن ﻫﺬا اﻟﺴﻜ اﻟﺬي ﻻﻳﻔﻴﻖ ﺑﻞ اﻟﺰق اﻟﺬي ﻳﻨﻔﺪ ﻫﻮ أرق اﻟﻨﺎس ﻗﻠﺒﺎ و أﻠﻬﻢ حسا   وأﺷﺮﻓﻬﻢ ﺷﻌﻮرا ، رأﻳﺘﻪ ﻣﺮة وﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﻓﺮأى اﺮأة اﻟ ﺒﻬﺎ ﺗﺘﻨﺎول ﺑﻴﺪﻫﺎ اﻟﻄﻴﻔﺔ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﺎء اﻘﺪس "..

 

        ﻓﺼﺎﺣﺖ إﺣﺪى اﻤﺜﻼت : ﻣﺎ أﻞ ﻫﺬ اﺎدﺛﺔ وﻣﺎ أرق ﻫﺬا اﻟﺸﻌﻮر! ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎﺳاﻧﻮ و ﻗﺎل ﺎ: أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ أﻧﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة؟ وارﺘﺎ ﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﺴﻜ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻤﺢ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ أن ﻳﺘﻔﻘﻮا ﻋﻠﻴﻪ؟ أﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي؟ ﻓﻠﻢ ﺒﻬﺎ ﺳاﻧﻮ واﻟﺘﻔﺖ إ ﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻨﺪ اﻟﺬﻳﻦ دﺧﻠﻮا ﻣﻊ ﻟﻴﻨﻴ وﻗﺎل ﻢ: ﻫﺎ أﻧﺬا ذاﻫﺐ إ اﻌﺮﻛﺔ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﺈن ﺷﺌﺘﻢ أن ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻣﻌﻲ ﻓﺄﻧﺘﻢ وﺷﺄﻧﻜﻢ ، ﻏ أن ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺷﺮﻃﺎ واﺣﺪا ﻓﻘﻂ ، ﻫﻮ أﻧﻜﻢ ﻣﻬﻤﺎرأﻳﺘﻢ ﻣﻦ اﻄﺮ اﺪق ﰊ ﻓﻼ ﻳﺘﻘﺪم أﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﺴﺎﻋﺪﰐ ، وﻟﻴﻜﻦ ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﻣ ﻣﻜﺎن ﻣﺮاﺳﻠﻲ اﻟﺼﺤﻒ و ﻣﺘﺪوﺑﻴﻬﺎ اﻌﺎرك ، ﻳﺸﺎﻫﺪو ﺎ وﻻ ﻳﻘﺮﺑﻮ ﺎ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ اﻤﺜﻠﺔ ﻫﻞ ﺗﺆذن ﻳﺎ ﺳﻴﺪي أن ﻷذﻫﺐ ﻣﻌﻜﻢ ﺣﻴﺚ ﺗﺬﻫﺒﻮن؟ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ اذن ﻟﻚ وﻟﻜﻞ ﻣﻦ أراد اﻟﺬﻫﺎب ﻣﻨﻜﻢ ، ﻓﺼﺎح اﻤﺜﻠﻮن و اﻮﺳﻴﻘﻴﻮن ﻴﻌﺎ: ﻛﻠﻨﺎ ﻧﺬﻫﺐ ﻣﻌﻚ

        وأن اﻧﻮ ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﺴﻚ اﺣﺪى ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻻ وﻫﻲ اﻟﻌﺎدل ، وﻛﺎن ﻋﺎدل ﻻﻳﻌﻤﻞ ﻟﺸﺨﺺ أﺧﺮ إذا ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻻم ﻟﻨﻔﺴﻪ. وﻫﺬ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻧﻮ اﻟﺬي ﻋﺎدل اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻰ ا ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺗﻪ أي ﻣﺘﺤﻴﺰ. وإن اﻧﻮ ﻳﻌﺮف ﻣﻊ أن اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﻳﺄﻣﺮ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻟﻴﻘﺘﻞ ﻟﻴﻨﻴ و ﻛﺎن ﻟﻴﻨﻴ ﺷﺎﻋﺮ ﻟﻄﻴﻔﺔ اﻟﺸﻌﻮر و ﺻﺎﺣﺒﻪ ، وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أﻧﻪ ﻳﺴﺎﻋﺪ و إن اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن اﻧﻮ ﻣﺘﺒﻊ أن ﻳﺴﻠﻢ ﻟﻴﻨﻴ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ. وﻫﺬ اﻟﺼﻔﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﺑﻘﻮل اﻧﻮ ﺻﻔﺤﺔ :٥٤-٥٣

 "وﻫﻨﺎ اﻟﺘﻔﺖ اﻧﻮ إ اﻤﺜﻠﺔ اﻟ أﻋﺠﺒﺘﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻟﻴﻨﻴ ، ﻗﺎل : ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻟﺘ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة ﻣﻨﺬ ﻫﻨﻴﻬﺔ : ﻳﺘﻔﻖ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ واﺣﺪ ﻣﺴﻜ؟ ﻓﺄﻗﻮل ﻟﻚ ﺟﻮاﺑﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ إنهم ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺑﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻲ ﻳﻌﻠﻤﻮن أﱐ ﺻﺪﻳﻘﺔ اﻟﺬي ﺬﻟﻪ."

 

        ﻛﺎن اﻧﻮ دي ﺑﺮﺟﺮاك ﺴﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ وﻫﻲ اﻟﻌﻔﺔ ، وﻋﻔﺘﻪ ﻳﻈﻬﺮ أﻧﻪ ﺑﺴﻴﻂ وﻻ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻨﻌﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ، إن ﻣﺮاﺳﻞ اﻟﺼﻔﺢ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺑﺄن ﻳﻘﺺ ﻋﻦ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟ ﺗﻘﻊ ﺑﻪ أن ﻳﻨﺼﺮ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ، وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮد ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ أي ﻳﻨﺼﺮ وﻻ ﻟﻴﺘﻜ ﺑﻜﻮن ا اﺮﻳﺪة. و ﻫﺬا اﺎدﺛﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﺻﻔﺤﺔ :٧٥

"ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : وﻛﻴﻒ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي أن ﺗﻘﺪﻣ إك ﻗﺒﻞ أن ﺗﻘﺪم ﻧﻔﺴﻚ إ؟. وﻗﺪم إﻟﻴﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ اﻤﺮ و ﻗﺎل ﻟﻪ : اﺷﺮب ﻣﻌﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺐ ﺑﺄﺳﻚ وﺷﺠﺎﻋﺘﻚ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ﻟﻪ : ﻴﻞ إ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي أﻧﻚ أﺷﺠﻊ ﻣ ، ﻷﻧﻚ ﻗﺪﻣﺖ إ ﺷﻴﺄ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ رأﻳﻲ ﻓﻴﻪ. دﻓﻊ اﻟﻜﺄس ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮة ﻓﻬﺮاﻓﻬﺎ ، وﺟﺎء أﺣﺪ ﻣﺮاﺳﻠﻲ اﻟﺼﻔﺢ وﻗﺪ ﺴﻚ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﻗﻠﻤﺎ وﺑﻴﺴﺮا ﻗﺮﻃﺎﺳﺎ و ﻗﺎل : ﻗﺺ ﻋﻠﻲ ﺣﺪﻳﺚ واﻗﻌﺘﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﻔﺎرس اﻟﺒﻄﻞ ﻷﻧﺸﺮ ﺟﺮﻳﺪﰐ. ﻓﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺷﺰرا وﻗﺎل: إﻧ أﻗﺎﺗﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ، وﻻ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﺮﻳﺪﺗﻚ ﺑﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻟﻴﻨﻴ. ﻓﺘﻤﻠﻤﻞ ﻟﻳﻪ ﻣﻦ ﺧﺸﻮﻧﺘﻪ و ﺟﻔﺎﺋﻪ ، وﻛﺎن ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﺛﻮﺑﻪ ، و ﻓﻘﺎل ﻟﻪ: ﻣﺎ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻚ ﻳﺎ ﺳاﻧﻮ؟ وﻣﺎ ﻫﺬ اﺸﻮﻧﺔ اﻟ ﻳﺴﻴﻘﺒﻞ بها أﺻﺪﻗﺎءك اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﻴﺜﻮﻧﻚ و ﺠﺪوﻧﻚ؟ ﻗﺎل: ﻻ ﺗﺼﺪق ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺮا ﻳﺎ ﻟﻳﻪ ! ﻓﻠﻴﺲ اﻟﻌﺎ ﺻﺪﻳﻖ ﺳﻮاك

 

          وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﻮار ﻳﻜﻮن ﺳاﻧﻮ أﻧﻪ ﻗﺪرة ﻷن ﻳﺪﻓﻊ و ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻣﻦ زﻳﺎدة اﻟﻔﺮح ، وإﻧﻪ ﻻ ﺬب إﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﺮاﺳﻠﻲ اﻟﺼﻔﺢ ﻟﻴﻨﺸﺮ ﻗﺼﺘﻪ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ، وإن ﺣﺪﻳﺚ ﻗﺼﺘﻪ ﻷﺟﻞ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻟﻴﻨﻴ وﻻ ﻟﻌﺮض رﻳﺎءً ﺑﺎﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ا ﺘﻤﻊ وﻫﺬ ﻫﻲ اﻟ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺼﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ. و ﺻﻔﺤﺔ ٧٨-٧٧ ﻳﺘﺼﻮر أن ﺳاﻧﻮ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ ، إﻧﻪ ﻳﺮد ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﺗﻘﺪم رواﻳﺘﻪ أﻣﺎم ﺧﺎل اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل ﺑﺄﻧﻪ ﻻﻳﺮﻳﺪ أﻋﻤﺎل أدﺑﻪ ﻳﻨﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎد اﻤﻠﻜﺔ وﻫﻮ ﻻﻳﺮﺿﻰ إذا ﻳﺒﺬل ﻓﻴﻪ ﻨﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻷﻧﻪ إﺎ ﻳﺴﻜﺐ ﻓﻴﻪ دم ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺎرا ودم اﻟﻘﻠﺐ أﻏﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ واﻟﺬﻫﺐ. وﻫﺬ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﺣﻮار ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﺘﺎ:

ﻗﺎل ﻟﻪ : أ أن ﺗﻜﻮن ﻳﺎ اﻧﻮ؟ ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ وﻗﺎل : ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ، وﻻ ﻷى إﻧﺴﺎن ﻗﺎل: إن ﺧﺎ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل (رﻳﺸﻠﻴﺒﻪ) ﻛﺜ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻚ و ﺑﺄدﺑﻚ و أن ﻳﺮاك       ﻓﺈن ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻚ إﻟﻴﻪ ، وﻟﻘﺪ ﻗﻴﻞ إﻧﻚ ﻧﻈﻤﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣ رواﻳﺔ ﻘﻴﻠﻴﺔ ﻴﻠﺔ ﺗﻮﻓﻖ إ ﺜﻴﻠﻬﺎﺣ اﻟﻴﻮم ، ﻓﻠﻮ أﻧﻚ ذﻫﺒﺖبها إﻟﻴﻪ ورﻓﻌﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻟﻌﺮف ﻟﻚ ﻓﻀﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ وأﺣﺴﻦ ﺟﺰاءك ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إ ك ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب و اﻟﺸﻌﺮاء..وﻗﺎل ﻟﻠﻜﻮﻧﺖ : ذﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻳﺎ  ﺳﻴﺪي ، وإن دﻣﻲ ﻟﻴﺠﻤﺪ ﻋﺮو ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻴﻞ أن إﻧﺴﺎﻧﺎ اﻟﻌﺎ ﺪث ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﻐﻴ ﺣﺮف  واﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪي ، وﻣﺎ أﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ إ اﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ أدﰊ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎن ، وﻗﺎل : وﻟﻜﻨﻚ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ إذا أﻋﺠﺒﻪ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ دﻓﻊ ﻨﻪ ﻏﺎﻟﻴﺎ ، ﻗﺎل: ﻧﻌﻢ  أﻋﻠﻢ ذﻟﻚ ، وﻟﻜﻨﻪ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺒﺬل ﻓﻴﻪ ﻨﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻷﱐ إ أﺳﻜﺐ ﻓﻴﻪ دم ﻗﻠ ﺣﺎرا ودم اﻟﻘﻠﺐ أﻏﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ واﻟﺬﻫﺐ."

 

         وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻳﺒ أن اﻧﻮ ﺘﺎر دم ﻗﻠﺒﻪ وﺘﺎر ﺣﻴﺎة ﺑﺴﻴﻂ ، وأﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺘﻨﺐ ﻣﻦ ﺷﻬﻮات اﻷﻣﻮال اﻟ ﺟﻌﻠﺘﻪ و ﻣﺘﻜ ﺑﺎﺑﺪال دم ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺄن ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﲑﻩ وﻻ ﻳﻀﻊ زﻣﺎم اﻟﻨﻔﺲ ﻳﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻈﻤﺎء ﻓﻬﺬ أﺣﺪ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ. و ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﺼﻔﺤﺔ ٩١-٩٠ ﻛﺎن اﻧﻮ ﻠﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ وﻫﻲ أن ﺘﻨﻊ ﻏﻀﺒﻪ ﻘﺮ ، وإن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﻘﺮ ﻋﻨﺪ ﻳﻘﺪم اﻧﻮ ﺷﻌﺮ ، وﻫﻮ ﻻﻳﻐﻀﺐ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻨﻘﻪ ﻳﺸﺮح أن اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ روﻛﺴﺎن ﺒﻪ و ﻳﺮﺳﻠﻪ رﺳﺎﻟﺔ ، ﻓﺼﺎر ﺗﻌﺠﺒﺎ ﺑﻪ و ﻳﻄﻠﺐ ﻋﻔﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ.

        وكان الدوق له صفة الفضيلة وهي عادل، ومن هذا الحوار أن الدوق لا يصيب شيئ على شخص اخر إذا كان يشعر الأم بما يصيبه. فإنه ينام ملء جفونهم إلا لأنه أسهر كثيرا من عيون البائسين والمعدمين فى سبيل راحتهم وهنائهم.


الباب الخامس

خاتمة

 

أ‌.  الخلاصة

          بعد حلل الباحث عن القيم الأخلاقية في رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي، فاختلص الباحث فى هذا البحث ما يلى :


۱. العناصر الداخلية فى رواية الشاعر لمصطفى لطفي المنفلوطي كان الشخصي الرئيسي هو سيرانودي برجراك. والشخصي الثاني المؤثر هم روكسان وكرستيان دي نوفيت والكونت دي جيش ولبريه وراجنو والمجتمع الفرنسي. والحكبة فى رواية الشاعر لمصطفى لطفي المنفلوطي هي الحكبة التقدمية : الأول-الأخير، والحكبة المقفولة أي آخر القصة بأن سيرانو لا يملك أن يكون مع روكسان ولو كانا يتحبان. وكانت الرواية لها ذروتين، والذروة الأولى عندما يكون البطل فى حانة بوروجونيا يسمى باصراع الخارجية والذروة الثانية عندما يشرح روكسان إلى سيرانو عن أنها تحب الجندي الفرنسي بجميل صورة الذي تقصدها كرستيان.

٢. القيم الأخلاقية في رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي وهي تتضمن على الأخلاق الناس لنفسه وهي حرس عزة النفس وأخلاق الناس للناس وهي الأخلاق للمجتمع والأخلاق للوطن وأخلاق الناس وهي يتصور فى القناعة، وأما الأخلاق الفضيلة التى تعلمها الشخصيات فيها وهي صفة العفة والشجاعة والعادل والحمة.

 

ب‌.   الإقتراحات 

      بعد أخذ الباحث الخلاصة السابقة، فقدم الباحث الإقترحات وهي مايلى:

۱. ينبغى للقارئ أن يكون هذا البحث مفيدة لمواد تحليل الرسالة العلمية كلية الآداب والعلوم الإنسانية الأخرين لتطوير وتوسيع الأفكار عن الأدب وخآصة فى الرواية.

۲. ينبغى لمدرس قسم اللغة وآدابها أن يستعمل هذا البحث لإعطاء الإقتراحات إلى الطلاب والطالبات عن تحليل البنياوية للرواية.

۳. ولإهتمام عن تحليل الرسالة عن الأدب وسيلة ليعبر قيمة فى الحياة، ولذلك يرجى الباحث عن وجود تحليل المفيدة ليعبر كاملة الأدب وخاصة عن رواية مصطفى لطفي المنفلوطي.

 

ج. كلمة الإختتام

          الحمد لله وشكر لله على نعمة الله، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبما يرضاه أن هذه الرسالة العلمية قد تم الباحث ولوكانت هناك غير كاملة وكثيرة الأخطاء  والنقصان، بذلك لتكميل هذه الرسالة العلمية يرجى الباحث الإقتراحات من القارئين أن تكون هذه الرسالة العلمية مفيدة ونافعة للباحث خآصة وللقارئين عآمة.

        لقد سعى الباحث على الممكنات لتكميل هذه الرسالة العلمية، إما من الكلمات أو تركيب الكلمات. ولكن الباحث شعر من كثرة الأخطاء والنقصان، وعلى مساعدة المشرفين لتصحيح هذه الرسالة العلمية. جزاكم الله خير الجزاء وإلى الله توكلت،  لعلى هذه الرسالة العلمية نافعة للباحث وللقارئين عآمة. آمين.

 

 



                [1] Mestika Zed. Metode Penelitian Kepustakaan.Ed. 2. Jakarta: Yayasan Obor Indonesia, 2008. 1

                [2] Suharsimi, Arikunto. Prosedur Penelitian Suatu Pendekatan Praktek Edisi revisi IV Rineka Cipta, 1998, 114

                [3] Basrowi dan Suwandi. Memahami Penelitian Kualitatif. Jakarta: Rineka Cipta, 2008. 158

                [4] Andi Prastowo. Menguasai Teknik-Teknik Koleksi Data Penelitian Kualitatif. Jogjakarta: Diva Press, 2010:20

[5] أحمد أوزي، تحليل المضمون ومنهجية البحث. المغرب : مطبعة النجاح الجديدة، 1993، ص 21

                [6] أحمد أوزي، تحليل المضمون ومنهجية البحث. المغرب : مطبعة النجاح الجديدة، 1993، ص 21

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



            [1] Moh. Toriquddin. Sekularitas tasawuf (membumikan tasawuf dalam dunia modern)     UIN Malang Press. 2008, 5.

 

                [2] M. Solihin dan M. Rosyid Anwar. Akhlak Tasawuf (manusia, etika dan makna hidup) .Bandung: Nuansa. 2005, 27-28

                [3] Moh. Toriquddin. Sekularitas tasawuf (membumikan tasawuf dalam dunia modern). Malang: uin malang press. 2008, 11-12

                [4] ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﻤﺪ اﻟﻌﻤﺮو . اﻷﺧﻼق ﺑ ﻣﺪرﺳﺘ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﺴﻜﻮﻳﻪ و اﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﻮذﺟﺎ (اﻟﺮﻳﺎض: وززارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎم ﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .١٠٠ (٢٠٠٦

                [5] M. Solihin dan M. Rosyid Anwar. Akhlak Tasawuf (manusia, etika dan makna hidup) .Bandung: Nuansa. 2005, 25-26

                [6] Burhan Nurgiyantoro. Teori Pengkajian Fiksi. Yogyakarta: Gadjah Mada University Press. 1998.320-321

                [7] Burhan Nurgiyantoro. Teori Pengkajian Fiksi. Yogyakarta: Gadjah Mada University Press. 1998.323-324

                [8] Abdul Haris. Etika Hamka (Konstruksi Etik Berbasis Rasional Religius). Yogyakarta: LKiS, 2010. 122.

                [9] Rohinah M. Noor. Pendidikan Karakter Berbasis Sastra. Jogjakarta: Ar-Ruzz Media, 2011, 17

                [10] Wiyatmi. Pengantar Kajian Sastra .Yogyakarta: Pustaka, 2006, 14

[11] أ أﺑﻮ ﺳﻌﺪ. ﻓﻦ اﻟﻘﺼﺔ . وت: دار اﻟﺸﺮق اﺪﻳﺪ .٧ .١٩٥٩ ,

[12] أ أﺑﻮ ﺳﻌﺪ. ﻓﻦ اﻟﻘﺼﺔ . وت: دار اﻟﺸﺮق اﺪﻳﺪ ٧ .١٩٥٩ ,

 

[13]أحمد أوزي، تحليل المضمون ومنهجية البحث. المغرب : مطبعة النجاح الجديدة، 1993،ص :12

[14] نفس المراجع : ص، 11

[15] أحمد أوزي، تحليل المضمون ومنهجية البحث. المغرب : مطبعة النجاح الجديدة، 1993، ص 21

 

 

 

 



            [1] إبراهيم عوض (11-2-2013)، "تعريف الشعر بين القدماء والمحدثين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2018. بتصرّف

                [2] محمد أبو الفتوح غنيم (14-5-2009)، "تعريف الشعر وفائدته وفضله وعناصره"، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2018. بتصرّف

                [3] الأدب العربي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2018. بتصرّف

                [4] الأدب العربي في العصر الجاهلي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2018. بتصرّف

            [5] محمد نور الإسلام (27-11-2012)، "الأدب الإسلامي ( التعريف والنشأة والخصائص )"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2018. بتصرّف



0 $type={blogger}:

Postingan Populer

Mengenai Saya

Foto saya
Jambi, Kota Jambi, Indonesia

Putra Muaro Bungo

Putra Muaro Bungo
Jadilah Diri Sendiri Tanpa Berharap Kepada Manusia

Simpel Aja

Simpel Aja

PENDIDIKAN PROFESI GURU (PPG)

My Famili

SELAMAT DATANG DI

BLOG KHAIRUL AKMAN BLOG KHAIRUL AKMAN BLOG KHAIRUL AKMAN BLOG KHAIRUL AKMAN BLOG KHAIRUL AKMAN BLOG KHAIRUL AKMAN

Arsip Blog

Pengikut

Formulir Kontak

Nama

Email *

Pesan *

Total Tayangan Halaman

TERIM KASIH

TERIMA KASIH ATAS KUNJUNGAN ANDA DI BLOG KAMI SEMOGA BERMANFAAT