الباب الأول
مقدمة
أ.
خلفيات البحث
الشعر
أحد الفنون الأدبيّة، حيث أنّه يزيد قدراً ومكانة عن الفنون النثريّة الأخرى، مثل
الخطابة، والمقالة، والمثل، والرواية، ويجري الشعر على الوزن والقافيّة، ويقوم على
التركيز والتكثيف، ويظهر فيه العنصر الوجدانيّ والخياليّ بشكل أوضح من ظهورها في
الفنون الأخرى، كما يمكن أنْ يكون الشعر وصفاً لمشهد طبيعيّ، أو موقف من المواقف،
أو شخص من الأشخاص، أو تعبير عما يجول في النفس من خواطر، أو رأي، أو عاطفة، أو قد
يكون انعكاساً للنفس الفردية، أو الجماعية، وغير ذلك من الأمور التي يُمكن أنْ
يكون عليها الشعر، وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الفن لا يتطور إلّا في ظل التركيز،
وتحليق الخليل، وتحريك الوجدان، وتوفير الموسيقى، وبالتالي فإنَّ اجتماع ما سبق
يقود إلى نهضة الشعر وتقدمه[1]
يتكون الشعر من خمسة عناصر، وهي كالآتي:
١. العاطفة: وتتمثل بالعواطف التي تختلج في
النفس البشريّة، من مشاعر الحزن، والفرح، والغضب، والخجل، والمودة، والحب،
والأُنس، وغيرها من العواطف الإنسانيّة.
٢. الفِكرة: يجب أن يقوم كل شعر على فكرة معينة، فالفكرة هي
الأساس الذي يُبنى عليه العمل الفنيّ.
٣. الخيال: يحتاج الشاعر إلى توظيف الخيال في أشعاره؛ وذلك
لأنَّه يُعبر تعبير تصويريّ، وليس تعبير مجرد ومباشر.
٤. الأسلوب: يتميّز كلّ شاعر بأسلوبه الشعريّ
الخاص، وهذا الأسلوب بمثابة بصمة تعريفيّة، وتصويريّة للشعر والشعراء، ومن أنواع
الأساليب الشعريّة: الأسلوب الأدبيّ. الأسلوب التجريديّ. الأسلوب الحكيم. الأسلوب
الخطابيّ. الأسلوب العلميّ. الأسلوب المتكلف. أسلوب المولدين.
٥. النظم: وهو قدرة الشاعر على القيام بجمع
اللفظ والمعنى بصورة تجعلهما يتناسبان مع بعضهما البعض[2]
الأدب العربي بأنَّه
جُلُّ الأعمال التي كتبت باللغة العربية سواء أكان: شعراً أم نثراً، ويضم كذلك
الأدب المسرحي، والقصصي، والنقد، والرواية، وتعددت عصور الأدب ومنها الأدب في
العصر الجاهلي، والأدب في الإسلام وغير ذلك الكثير[3]
الأدب العربي في
الجاهليَّة يعود موطن ومقرَّ الأدب الجاهلي إلى الجزيرة العربية، أو شبه الجزيرة
العربية، إذ كانت ساحة للحروب والنزاعات والأحداث السياسية، مما ولّد أدباً تميَّز
بشعره ونثره ولغته، ومن أقدم الشعراء الجاهليّين هو امرؤ القيس، بيدَ أنّه لا توجد
معلومات كافية عن مبدأ العرب آنذاك في الأدب ولا عن كيفية تطوره إلى أن وصل إلى
مرحلة ما قبل الإسلام. وتعددت أغراض الفن الجاهلي وتمثَّلت في: المدح والغزل،
والفخر، والرثاء، والهجاء، لكن كان للغزل النصيب الأكبر[4]
الأدب
العربي في الإسلام ظهر الأدب الإسلامي في الخمسينيّات من القرن التاسع عشر مع أنَّ
وجوده كان من أقدم العصور، فالأدب الإسلامي جاء لتوضيح معالم الدين الإسلامي
وصورته السمحة، وذكر الدكتور عبد الرحمن باشا في تعريفه للأدب الإسلاميّ بأنَّه
تعبير هادف نابع من وجدان الأديب وفق المنهاج الإسلامي والقرآن الكريم، وهذا ما
يميّز الأدب الإسلامي أنَّه مستند على القرآن والسنَّة والقيم الإسلامية. وأوَّل
من كتبَ فيه هو الشيخ أبو الحسن علي الندوي، وفي عام 1963م أصدر الدكتور نجيب
الكيلاني كتاباً بعنوان: الإسلامية والمذاهب الأدبيَّة. ومن خصائص الأدب الإسلامي
أنَّه أدبٌ هادف ذو قيمٍ راسخة ومستقلَّة فكريَّاً عن بقيَّة أنواع الأدب، وفيه من
الإتقان والوعي ما يميِّزه، إذ إنَّه فن يرقى بصوره الفنية ذات الطابع الإسلامي[5]
مصطفى لطفي
المَنْفَلُوطي (1876 ـ 1924م) هو مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي أديب مصري من أم تركية قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب الفرنسي الشهيرة بأسلوب أدبي فذ ،و صياغة عربية في غاية الجمال و الروعة.لم يحظى
بإجادة اللغة الفرنسية لذلك استعان بصاحب له كان يترجم الروايات و من ثم يقوم هو بصيغتها و صقلها في
قالب أدبي رائع . كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر
الحديث
مصطفى لطفي
المنفلوطي من الأدباء الذين كان لطريقتهم الإنشائية أثر في الجيل الحاضر، كان يميل
إلى مطالعة الكتب الأدبية كثيراً، ولزم الشيخ محمد عبده فأفاد منه. وسجن بسببه ستة أشهر لقصيدة قالها تعريضاً بالخديوي عباس حلمي وكان على خلاف مع محمد عبده، ونشر في جريدة المؤيد عدة مقالات تحت عنوان النظرات، وولي أعمالاً كتابية في
وزارة المعارف ووزارة الحقانية وأمانة سر الجمعية التشريعية، وأخيراً في أمانة سر
المجلس النيابي.
لمصطفى لطفي لمنفلوطي أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأي وتدابر حولها القول
وقد بدأت أعمال المنفلوطي تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات
الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف
وهي المؤيد وكتب مقالات بعنوان نظرات جمعت في كتاب تحت نفس الاسم على ثلاثة أجزاء
وهي النظرات. (ثلاثة جزاء). يضم مجموعة من مقالات في الأدب الاجتماعي، والنقد،
والسياسة، والإسلاميات، وأيضا مجموعة من القصص القصيرة الموضوعة أو المنقولة،
جميعها كانت قد نشرت في جرائد، وقد بدأ كتبات بها منذ العام 1907. العبرات. يضم
تسع قصص، ثلاثة وضعها المنفلوطي وهي: اليتيم، الحجاب، الهاوية. وواحدة مقتبسة من
قصة أمريكية اسمها صراخ القبور، وجعلها بعنوان: العقاب. وخمس قصص ترجمها المنفلوطي
وهي: الشهداء، الذكرى، الجزاء، الضحية، الإنتقام. وقد طبع في عام 1916. رواية في
سبيل التاج ترجمها المنفلوطي من الفرنسية وتصرف بها. وهي أساسا مأساة شعرية
تمثيلية، كتبها فرانسوا كوبيه أحد أدباء القرن التاسع عشر في فرنسا. وأهداها المنفلوطي
لسعد زغلول في العام 1920. رواية بول وفرجيني صاغها المنفلوطي بعد ترجمتها له من
الفرنسية وجعلها بعنوان الفضيلة وتسرد هذه القصة عدة أحداث لعل من أهمها حب بول
وفرجني لبعضهما جدا والمكافحة في سبيل أن يبقى هذا الحب خالدا للأبد. وهي في الأصل
للكاتب برناردين دي سان بيير من أدباء القرن التاسع عشر في فرنسا وكتبت في العام 1788م. رواية لشاعر هي في الأصل بعنوان "سيرانو دي
برجراك" للكاتب الفرنسي أدمون روستان
وقد ألف مصطفى لطفي المنفلوطي روايته بكثرة تعليم الحياة فى توصية من شخص الرئيسي الذي
يدور كالشاعر، كيف يتخذ موقف كشاعر بورح شاعرا خالصا ويشرع حقيقة الحب فيجعلها
كعبرة كميلة للمجتمع، وهذه هي الرواية مبنية روحية بكثرة قيم الأخلاقية. لذلك
سيهدى الكاتب عمايتعلق بأغراض المؤلف فى ايصال رسالته للقارئ بقيمة الأخلاقية فى رواية
"الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي بتحليلية المضمونية
القيم الأخلاقية
فى رواية "الشاعر" تحتوى على الأخلاقية الفضيلة، فالفضيلة (ممارسة
بأخلاق محمودة) هي ذو موقف بسيط ويتفكر الأهل والبلدة والمجتمع. نمو فى قلبه أن
الخلق يجب أن يعمل عملا صالحا على كل مخلوق". وكما تكون فى رواية لمصطفى لطفي المنفلوطي تتصور فيها عن حوادث الشخصيات بأنواع المشكلة الحياة
وكيف يحلونها بطرقهم الأفضل (الفضيلة) حتى تصير كعبرة الحياة للقارئ. واختار
الكاتب الموضوع لهذا البحث على أنه " القيم الأخلاقية في رواية
"الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي بدراسة تحليلية مضمونية. ومن أحوال
الحديثة فى الرواية تخص على قيم الأخلاقية، ويبدى بحضور حب الشاعر الخالص ويظن
الكاتب بأن تقيم الموضوع لتسهيل القارئ على فهم قصيدة الرواية ومغزى على مؤلفها.
يرى الكاتب أن فى رواية
"الشاعر" تحتوي عما يتعلق بأغراض المؤلف فى ايصال رسالته للقارئ وهي قيم
الأخلاقية الساعر. ومن بيان السابق قد ظهرت أن هذه الرواية يسترعي للتحليل بأن
فيها يتضمن على قيم الأخلاقية الرائعة بتهذيب الأخلاقي لبيان السبيل لتحصيل الكمال
الخلقي للناس ولتعليل القارئ عن إحسان النفس ولتوصل وتنسج معاني من الحب الحقيقي
للشاعر. لذلك أراد الكاتب أن يجرب البحث عن الشاعر لمصطفى لطفي المنفلوطي تحت
الموضوع "القيم الأخلاقية في رواية "الشاعر" لمصطفى لطفي
المنفلوطي (دراسة تحليلية فى علم الأدبية).
ب.
مشكلات البحث
بناء
على خلفيات السابقة، فمشكلات البحث المهمة فى هذا البحث ما يلى !
1. ما هي عناصر الداخلية فى رواية
"الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي؟
2. ما هي القيم الأخلاقية فى رواية
"الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي؟
ج.
أهداف البحث
بناء
على مشكلات البحث السابق، فأهداف البحث وهي مايلى!
1. لمعرفة عناصر الداخلية فى رواية "الشاعر" لمصطفى
لطفي المنفلوطي
2. لمعرفة القيم الأخلاقية فى رواية
"الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي
د.
فوائد البحث
لكل البحث فوائد، ويرى الكاتب أن كثير من
فوائد كبيرة من ناحية نظرية وتطبيقية فى تطوير، يرى الكاتب عن قيم الأخلاقية خآصة
لبحث الأدب العربية. أما الفوائد فى هذا البحث ما يلى!
1. فوائد النظرية
من ناحية نظرية يرجو الكاتب أن هذا البحث
مفيد لزيادة العلوم عن دراسة تحليلية أدب العربي ولا سيما فى تحليل المضمون فى
الرواية وتطوير اللغة العربية وأدبها.
2. فوائد التطبيقية
ومن ناحية تطبيقية يرجو الكاتب أن هذا
البحث مفيد لزيادة إرادة القراءة عن تطوير قيمة الأدبية للقرآء ولفهم المجتمع
بالقيم الأخلاقية الأفضل مراجعا للإصلاحهم.
3. فوائد العلمية
أما
الفوائد العلمية ما يلى !
أ). لزيادة المعرفة للكاتب عن علوم الأدب، وتخصص في
القيم الأخلاقية في رواية
"الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي (دراسة تحليلية فى علم الأدبية).
ب). لزيادة المواد في مكتبة الجامعة سلطان طه سيف الدين
الإسلامية الحكومية جامبي.
ج. لتكميل الشرط من شروط اللازمة للحصول
على الدرجة الجامعية الأولى (س1) في قسم اللغة العربية وأدابها جامعة سلطان طه سيف الدين الإسلامية الحكومية جامبي
ھ.
الدراسات السابقة
هذه
الرسالة الجامعية دراسة مكتبي، لذلك لما طالع الكاتب الكتب المتعلقات بهذا البحث فوجد الكاتب الرسالة العلمية
مرتبطة بهذا البحث مايلى !
1. نور حياتي، 2008، قدمته الموضوع عن رواية
"الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي (دراسة
تحليلية فى الموضوع والشخصية) قسم اللغة العربية وأدبها كلية الآدب بجامعة سونان
كاليجاكا الإسلامية الحكومية جوكجاكارتا.
2.
مرسودين، 2011، قدمه الموضوع "القيم الأخلاقية فى شعر الشافعي فى ديوان
الشافعي لعبد الرحيم (دراسة تحليلية مضمونية) قسم اللغة العربية وأدبها كلية الآدب
بجامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية مالانج
3.
فجار هاري، 2014، قدمه الموضوع عن "القيم الأخلاقية فى رواية
"الرجع" لليلاس جوداري (دراسة تحليلية مضمونية) قسم اللغة الإندونسي
وأدبها كلية الأدب والفن بجامعة مولانا مالك إبراهيم الإسلامية الحكومية مالانج
الباب الثاني
الإطار النظري
أ. القيمة
الأخلاقية
1. ﻣﻔﻬﻮم ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ
اﻟﻘﻴﻤﺔ
ﻳﻌﱰف ﲟﻌﻴﺎر
أم أدب اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻟﺘﻘﻴﻴﺲ ﺷﻴﺊ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺪم ﰲ
ﻛﺘﺎب ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺪﻳﻦ ٢٠٠٨
: أن اﻟﻘﻴﻤﺔ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع وإذا ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎك اﳌﻮﺿﻮع
ﻟﻴﻘﻴّﻤﻬﺎ ﻓﻼ ﻫﻨﺎك اﻟﻘﻤﺔ ،
واﳌﻮﺿﻮع ﻟﻪ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻹﳚﺎﰊﻛﺎﻧﺖ
أم اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺴﻠبي ﻣﻌﻠﻖ ﻣﻦ اﳌﻘﻴﻢ[1]. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﻮاع وﻫﻲ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﺎدة
و اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻀﺮوري و اﻟﻘﻴﻤﺔ
اﻟﺮوﺣﻴﺔ.
وأﻣﺎ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﺎدة ﻫﻲ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ اﳌﻔﻴﺪ
ﻟﻌﻨﺼﺮ اﻟﻨﺎس وﻫﺬﻩ اﻟﻘﻴﻤﺔ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﺑﺄﻻت اﻟﻘﻴﺎس ﳓﻮ:
اﻟﺜﻘﻞ و اﳌﻄﻮل و اﻟﻮاﺳﻊ وﻏﲑﻫﻢ.
وأﻣﺎ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﻀﺮوري ﻫﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء اﳌﻔﻴﺪ ﻟﻠﻨﺎس
ﰲ اﻋﻤﺎل اﻟﱪﻧﺎﻣﺞ و اﻟﻨﺸﺎط وأﻣﺎ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء اﳌﻔﻴﺪ
ﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء اﳌﻔﻴﺪ ﻟﺮوﺣﻴﺘﻬﻢ، ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ و اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻗﺪرة اﻟﻨﺎس واﻟﻘﻴﻤﺔ
اﻟﺼﻼح ﻣﻦ ﻋﻨﺼﺮ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻨﺎس. وإن اﻟﻘﻤﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ ﻻﻳﻘﻴﻢ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام اﻷﻻت اﳌﻘﻴﻢ
ﻛﻤﺎ اﺳﺘﺤﺪم اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﺎدة ﺑﻞ ﻳﻘﻴﻢ ﺑﻌﻘﻞ اﻷدب و ﺑﺮوﺣﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ. واﻟﻘﻴﻤﺔ ﺗﻘﺎل ﻛﺤﺎﺻﻞ اﻟﻘﻴﻤﺔ أو اﻹﻋﺎﻳﺎرات ﺣﺴﻦ أم ﺳﻴﺄ، ﰒ ﺳﻨﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ ﻛﺄﺳﺎس ﻫﺪف اﻟﻨﺎس ﰲ اﻋﻤﺎل ﺷﻲء أم ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻪ، وإن اﳊﻘﻴﻘﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﻪ ﺻﻔﺔ
اﻷﺧﻼﻗﻲ و ﳝﻠﻚ ﻗﻮة ﻟﻜﻲ ﻳﻜﻮن ﺑﺎﻷﺧﻼﻗﻲ
أي ﻟﻪ ﺣﻴﺎة ﺑﺎﻟﻘﻴﻤﺔ و اﻟﺴﻠﻮك[2]
إن ﻛﻠﻤﺔ اﻷﺧﻼق ﻣﻦ ﻟﻐﺔ اللتني " Mores "و ﻛﺎن Mores ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ " Mos " ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷدب واﻟﺸﻌﻮر اﻟﺒﺎﻃﲏ وﻳﺘﺠﻪ ﻻﻋﻤﺎل ﺷﻲء ، وأﻣﺎ ﰲ ﻣﻌﺠﻢ اﻟﻌﺎم ﻟﻐﺔ اﻹﻧﺪوﻧﻴﺴﻲ ﻣﻦ و.ج. س ﻓﻮروادارﻣﻨﺘﺎ ﻟﻪ ﺗﻌﻠﻴﻖ أن اﻷﺧﻼق ﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﳊﺴﻨﺔ أم اﻟﺴﺌﺔ أي اﻷﺧﻼق ﻫﻮ اﻟﻘﻴﻢ و اﻟﺴﻠﻮك المجتمع ﰲ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺳﻠﻮﻛﻬﻢ ، وﻫﺬاﻛﻤﺜﻞ ﻣﺎ ﻧﻘﻮل أن ﻋﻤﻞ اﳌﺮء ﺑﻼ أﺧﻼق وﻫﺬا ﻳﻘﺼﺪ أن ﻋﻤﻠﻪ ﳜﺎﻟﻒ ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ و اﻟﺴﻠﻮك اﻷﺧﻼﻗﻲ اﳌﺘﻔﻖ ﰲ المجتمع [3] . وأﻣﺎ اﻷﺧﻼق ﰲ اﻟﻠﻐﺔ ﺻﻔﺎت ﻟﻠﻨﻔﺲ اﻟﺒﺎﻃﻨﺔ ، والتي ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ اﻟﺮﺳﻮخ واﻟﺜﺒﺎت. وأنها ﺧآﺻﺔ ﺑﺴﺠﺎﻳﺎ اﻟﻨﻔﺲ وﻗﻮاﻫﺎ اﻟﱵ ﳝﻜﻦ وﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﳊﺴﻦ واﻟﻘﺒﻴﺢ. واﻷﺧﻼق ﰲ اﻹﺻﻄﻼح ﻟﻴﺤﻲ ﺑﻦ ﻋﺪي "إن اﳋﻠﻖ ﻫﻮ ﺣﺎل اﻟﻨﻔﺲ ، ﺎ ﻳﻔﻌﻞ اﻹﻧﺴﺎن أﻓﻌﺎﻟﻪ ﺑﻼ روﻳﺔ وﻻ اﺧﺘﻴﺎر ، واﳋﻠﻖ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﰲ ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎس ﻏﺮﻳﺰة وﻃﺒﻌﺎ ، وﰲ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻻ ﻳﻜﻮن إﻻ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﺔ واﻹﺟﺘﻬﺎد[4]
ﻛﺎن اﻷﺧﻼق أو اﻷدب ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﺧﻼق (moral) و
اﻷﺧﻼق ﻳﺴﻤﻰ ﻛﺎﻟﻌﺒﺎرة ﰲ اﺳﺘﻼم اﻷﻋﻤﺎل ﻛﺎن أم ﻣﺮﻓﻮض
ﰲ ﺣﻴﺎة المجتمع ﺣﱴ
ﻳﻜﻮن ﻛﻌﺎدة و ﺛﻘﺎﻓﺘﻬﻢ. اﻷﺧﻼق ﻫﻮ دﻟﻴﻞ ﺳﻠﻮك اﳉﺎﺋﺰ
أم ﻏﲑ ﺟﺎﺋﺰ ﻟﻼﻧﺴﺎن و أﻣﺎ اﻟﻘﻴﻤﺔ
ﻳﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻠﺬﻟﻚ
اﻷﺧﻼق ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﺧﻼق اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ،
واﻷﺧﻼق ﻳﻘﻴﻢ ﺎ ﻓﻴﺼﲑ ﻛﺄدب اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ[5] وﻛﺎن ﰲ
ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﺧﺘﺎرت اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ لمصطفى
لطفي المنفلوطي
إن اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ
اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﰊب ﻳﺘﺼﻮر ﻋﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺣﻴﺎة ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ وﻧﻈﺮﻳﺘﻪ ﻫﻲ ﻗﻴﻢ اﻟﺼﻼح، وﻫﺬا اﳊﺎل
اﻟﺬي ﺳﲑﺳﻠﻪ اﳌﺆﻟﻒ
ﻟﻠﻘﺎرئ ، واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ اﻟﻘﺼﺔ ﻋﻨﺪ ﻛﻴﲏ
(٨٩ :١٩٦٦) ﺗﻘﺼﺪ ﻛﻨﺼﻴﺤﺔ اﻟﱵ
ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﺬﻫﺐ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﱵ
ﺳﺘﺠﻴﺪﻫﺎ اﻟﻘﺎرئ ﺑﻘﺮاءﺗﻪ. واﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻛﺪﻟﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﻄﺎﻩ
اﳌﺆﻟﻒ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻣﺴﺌﻠﺔ أم أﺣﻮال اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺎﳊﻴﺎة ﻣﺜﻞ اﻟﺼﻔﺔ و اﻷدب و اﻟﺘﻬﺬﻳﺐ،
وﻫﺬﻩ
ﺗﺼﲑ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﳑﺜﻠﺔ
ﳝﺜﻞ ﰲ
اﻟﻘﺼﺔﺑﺎﻇﻬﺎر ﺻﻔﺔ و أدﺑﻪ. و ﻛﺎن اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﰊ ﻳﺆﻟﻔﻬﺎ اﳌﺆﻟﻒ
ﻟﻴﻘﺪم ﺷﻜﻞ أم ﳕﺎذج ﺣﻴﺎة ﻣﺆﻟﻔﻬﺎ و اﳋﻴﺎﻟﻴﺔ
ﲢﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ
أدب اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﺗﻨﺎﺳﺐ ﺑﻨﻈﺮﻳﺘﻪ[6]
2. أقسام ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ
ﻛﺎن
ﻧﻮع رﺳﺎﻟﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﲡﻤﻊ ﻣﻦ ﻣﺴﺌﻠﺔ اﳊﻴﺎة
اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﲝﻴﺎة
اﻹﻧﺴﺎن، واﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم: اﻷول ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﲔ
اﻟﻨﺎس ﺑﻨﻔﺴﻪ و اﻟﺜﺎﱐني ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﲔ
اﻟﻨﺎس و اﻷﺧﺮ ﰲ ﺑﻴﺌﺘﻬﻢ و اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﺴﺄﻟﺔ
ﺑﲔ اﻟﻨﺎس ﺑﺮﺑﻪ.
وﻛﻞ رواﻳﺔ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ واﺣﺪة ﻛﺎﻧﺖ
أم ﻗﻴﻢ ﻓﻴﻬﺎ، وأﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼق ﺑﲔ
اﻟﻨﺎس ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻜﻮن اﻟﻨﻔﺴﻲ و ﻋﺰة اﻟﻨﻔﻲ و واﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ واﳊﻮف
واﳌﻮت واﻟﺸﻮق و اﻹﻧﺘﻘﺎم واﺣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﻮﺣﺪة
و ﻏﲑ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﱵ
ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻔﺮدي. وأﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼق ﺑﲔ
اﻟﻨﺎس و اﻷﺧﺮ ﰲ ﺑﻴﺌﺘﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺻﺪﻳﻖ اﳋﺎﻟﺺ
أو اﳋﻴﺎﻧﺔ و اﳋﻴﺎﻧﺎت
و اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ و ﻋﻼﻗﺔ ﻳﱭ اﻟﺰواج و ﺑﲔ
وﻟﺪ و واﻟﺪﻩ
و ﺣﺐ اﻟﻮﻃﻦ و ﻛﻠﻬﺎ اﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻔﺎﻋﻼت ﺑﲔ
اﻟﻨﺎس. وأﻣﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼق ﺑﲔ
اﻟﻨﺎس ﺑﺮبه مثل ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ[7]
اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ
اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﰊ اﻟﺬي ﳛﺼﻞ اﻟﻘﺎرئ ﳍﺎ
ﻣﻌﲎ اﳊﺴﻨﺔ،
وإذا ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ أدب اﳌﺬﻣﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺸﺨﺼﻲ
اﳋﺼﻮم ﻛﺎن أم اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺒﻄﻞ ﻓﻼ ﻳﻌﲏ
اﳌﺆﻟﻒ ﻳﺸﲑﻫﺎ
ﻟﻠﻘﺎرئ. ﻓﺈن أدب ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻛﻤﻤﺜﻞ اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻞ ﺻﻔﺎت ﻏﲑ
ﺣﺴﻨﺔ ﻟﻜﻴﻼ ﻳﺘﺒﻊ و ﻳﺘﺠﻬﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ، ﻟﺬاﻟﻚ ﻳﺮﺟﻮ ﻛﻞ اﳌﺆﻟﻒ
ﳍﻢ ﻷن ﻳﺄﺧﺬ اﳊﻜﻤﺔ
ﰲ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدبي[8]ﰊ
ب.
الرواية
اﻟﺮواﻳﺔ
اﺣﺪى ﻣﻦ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﰊب أي ﻓﻦ ﻣﻦ اﻷدب، وﻫﻮ اﻹﻧﺸﺎء ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ و ﻣﻌﲎ
اﳊﻠﻮ. اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺮاﺋﻌﺔ أي ﺟﻌﻞ اﻷﺛﺮ و ﻳﺴﻠﻰ
اﻟﻘﺎرئ وأﻣﺎ ﻣﻌﲎ اﳊﻠﻮ
أي ﻳﻨﻔﻊ وﻳﺘﻀﻤﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻟﱰﺑﻴﺔ[9] . وﻗﺎل وﻳﻠﻴﻚ
و وﻳﺮﻳﻦ ﻳﺮاﻩ
ﺑﺄن اﻷدب ﻫﻮ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ أم ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ أي ﻛﻞ ﺷﻲء اﻟﺬي ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻦ ﻋﻠﻢ اﻟﻄﺐ و ﻋﻠﻢ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
وﻏﲑ ذﻟﻜﻮ ﳛﺪ
ﲟﻌﲎ
ﻋﻤﻞ اﻷدﺑﻴﺔ و اﻷدب ﻳﻌﻨﺎﻩ ﺑﻔﻦ اﻷدﰊ ﻧﺮاﻩ
ﻛﻌﻤﻞ اﳋﻴﺎل[10] . ﻗﺒﻠﻤﺎ
ﻧﻌﺮف ﻋﻦ اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﻌﺮف وﻧﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﺼﺔ، ﺑﺄن اﻟﺮواﻳﺔ اﺣﺪى ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ. وﻟﻠﻘﺼﺔ
ﻣﻌﻨﻴﺎن أﺣﺪﳘﺎ اﻟﺴﺮد واﻹﺧﺒﺎر ﻋﻠﻰ ﻓﻦ
اﻷدبﰊ اﻟﺬي ﳚﻌﻞ ﳍﺎ
(ﺗﺮﻛﻴﺒﺎ ﻣﻌﻴﻨﺎ ﺗﺘﺤﺮك ﺣﻼﻟﻪ اﻟﺸﺨﻀﻴﺎت ﺗﻨﻤﻮ اﳊﻮادث،
وﺗﱰاﺑﻂ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻘﺼﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺔ اﳌﻘﺼﻮدة،
وﺗﺪﺑﲑ اﶈﻜﻢ
ﻣﻦ ﺧﺎرج ﺣﻴﺎة اﻟﻘﺼﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، أي ﺑﻘﺼﺪ ﻣﻦ اﻟﻘﺎص وﺗﺪﺑﲑﻩ
ووﻋﻴﻪ)[11]
و ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻷﻧﻮاع اﻟﻘﺼﺔ ﻓﻬﻨﺎك ﻗﺼﺔ اﳊﺎدﺛﺔ
وﻗﺼﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﻗﺼﺔ اﻟﻔﻜﺮة و ﻗﺼﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ وﻏﲑ
ذاﻟﻚ. وأﻣﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻜﻞ واﳌﻈﻬﺮ
ﻓﺄﺷﻬﺮ أﻧﻮاع اﻟﻘﺼﺔ أربعة : اﻟﺮواﻳﺔ واﻟﻘﺼﺔ واﻷﻗﺼﻮﺻﺔ واﳊﻜﺎﻳﺔ،
ﻓﺎﻟﺮواﻳﺔ اﺣﺪى ﻣﻨﻬﺎ و اﻟﺮواﻳﺔ ﺗﻘﺎﺑﻞ ﰲ
اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻛﻠﻤﺔ Roman ﻓﻬﻲ ﳎﻤﻮﻋﺔ
ﺣﻮادث ﳐﺘﻠﻔﺔ اﻟﺘﺄﺛﲑ،
ﲤﺜﻠﻬﺎ ﻋﺪة ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮح اﳊﻴﺎة
اﻟﻮاﺳﻊ، ﺷﺎﻏﻠﺔ وﻗﺘﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ. وﻳﻌﺘﱪﻫﺎ
ﺑﻌﺾ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ اﻟﺼﻮرة اﻷدﺑﻴﺔ اﻟﻨﺜﺮﻳﺔ
اﻟﱵ ﺗﻄﻮرت ﻋﻦ اﳌﻠﺤﻤﺔ
اﻟﻘﺪﳝﺔ[12]
و
ﻣﻦ أﻛﺜﺮ ﻋﻤﻞ اﻷدبﰊ ﻳﻌﻤﻠﻪ اﻷدﺑﺎء، أﺣﺪ ﻣﻨﻪ رواﻳﺔ. اﻟﺮواﻳﺔ ﻛﻘﺼﺔ ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻮى وﺑﻜﻞ ﻫﺬﻩ
اﳌﺴﺘﻮى ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻧﺒﺤﺜﻪ ﰲ
ﺑﻌﺾ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ واﻟﻨﺎص ﻓﻴﻬﺎ واﻟﺼﺮاع اﻟﻨﻔﺲ وﻏﲑﻩ.
وﻛﻞ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻟﻴﻔﻬﻢ ﻛﻢ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ اﻟﻘﺎرئ ﻳﺴﱰﻋﻴﻬﺎ.
ﻟﻴﻔﻬﻢ اﻟﺮواﻳﺔ أﻛﻴﺪ أن اﻟﻘﺎرئ ﻟﻪ اﺳﺘﺠﺎﺑﺔ وﻃﺮﻳﻘﺔ وﺷﻌﻮر اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ
ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﻌﲎ ﲞﻴﺎل
ﻋﻨﺪ ﻗﺮاءة، ﰲ ﻗﺮاءة رواﻳﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ
اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع
"اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻣﺜﻼ، ﻳﻘﺺ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻠﻄﻴﻔﺔ اﻟﻨﻔﺲ ﻳﻘﺘﻨﻊ ﻣﻔﻘﻮدا ﻷن ﳚﺘﻨﺐ
اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ و ﳚﺘﻨﺐ ﺣﺒﻪ ﻟﻔﺮح اﻟﻨﺎس، وﻛﻞ
ﻣﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﳚﻌﻞ ﺳﻠﻚ اﻟﻨﻔﺲ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﺘﺄﱂ
ﺣﱴ ﺗﻘﻮم ﺻﺮاع ﰲ
ﻧﻔﺴﻪ. وﻗﺎل M. I’abbee. Ci Vincent ﰲ ﻛﺘﺎب اﻷﻧﻮاع اﻷدﺑﻴﺔ
١٩٥٨ أن ﻛﻠﻤﺔ اﻟﺮواﻳﺔ ﰲ
اﻟﻘﺮون اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻋﻨﺪ اﻟﻐﺮﺑﻴﲔ
ﻳﺴﻤﻰ Roman
وﺗﺮادف ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻗﺼﺔ ﰲ ﻟﻐﺔ ﺷﻌﺒﻴﺔ أو روﻣﺎﻧﻴﺔ
(ﻳﻌﲏ اﻟﻠﻐﺎت اﳌﺸﻘﺔ
ﻣﻦ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﻛﺎﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ). و ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻗﺼﺔ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ، ﺷﻌﺮا
ﻛﻠﻨﺖ أم ﻧﺜﺮا. وﰲ ﻫﺬﻩ
اﻟﻘﺮن ﱂ ﺗﺄﺧﺪ ﻣﻌﲎ
أدﺑﻴﺎ ﺧﺎﺻﺎ إﻻ ﰲ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ، ﺣﲔ
ﻇﻬﺮت ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺔ رواﻳﺔ (ﻋﺸﱰوت)
١٧١٠ م ﳌﺆﻟﻔﻬﺎ أوﻧﻮرﻳﻪ دورﻓﻴﻪ،
اﻟﺬي اﺗﺘﺢ ﺎ ﻋﻬﺪا ﺟﺪﻳﺪا ﻟﻠﺮواﻳﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ووﺿﻊ ﻓﻮق ذﻟﻚ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﱵ
ﻇﻠﺖ ﺗﺘﺒﻊ إﱃ زﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ ﰲ
اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ اﻟﺮواﺋﻲ. وﰲ ﻗﺮن اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ أﺻﺒﺢ اﻟﻘﺮن
اﻟﺬي اﺳﺘﻤﺪ ﺧﺼﻮﺻﻴﺎﺗﻪ اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ
ﻣﻦ ﳑﺎرﺳﺔ اﻟﺮواﻳﺔ, وﻋﺮف ﺑﺎﻓﺴﻢ اﳌﺸﲑ
ﺑﺎﺷﺘﻘﻠﻘﻪ إﱃ اﻧﺘﺴﺎب ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ اﻷدﰊ
أﺻﺎﻟﺔ إﱃ ﻓﻦ اﻟﺮواﻳﺔ وﻧﻌﲏ
ﺑﻪ ﻋﺼﺮ روﻣﻨﺘﻴﻚ.
ج.
تحليلية مضمونية
ﲢﻠﻴﻞ
اﳌﻀﻤﻮن ﻳﻜﺘﺴﻲ اﻟﻴﻮم ﻃﺎﺑﻊ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ، وﻫﻮ
ﻣﻦ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﳌﻨﻬﺠﻴﺔ
اﻟﻮاﺳﻌﺔ اﻹﻧﺘﺸﺎر
و اﻟﻜﺜﲑة اﻹﺳﺘﻌﻤﺎل ﰲ
ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﻮث. وﻳﻌﺘﱪ
ﻋﺎم ١٩٤٥ ﻣﻌﻠﻤﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻴﺰت ﺗﻄﻮر ﲢﻠﻴﻞ
اﳌﻀﻤﻮن، ورأى ﻻزوﻳﻞ H.D Lasswell أن
ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن
ﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﻳﻬﺪف إﱃ اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺪﻗﻴﻖ
و اﶈﺎﻳﺪ ﳌﺎ
ﻳﻘﺎل ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﲔ وﰲ
وﻗﺖ ﻣﻌﲔ. وأﻣﺎ ﻛﻠﻮز ﻛﺮﺑﻨﺪوف
ﻳﺮى ﰲ ﻛﺘﺎﺑﻪ (ﲢﻠﻴﻞ
اﳌﻀﻤﻮن ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ) ﻣﻦ
أﺣﺪث اﻟﻜﺘﺐ ١٩٨٠ أن ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن
ﻳﻌﺪ أﺣﺪ اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﰲ
ﲢﻠﻴﻞ اﻟﻮاد اﻷﻋﻼﻣﻴﺔ ﺪف اﻟﺘﻮﺻﻞ إﱃ
اﻹﺳﺘﺪﻻﻻت واﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت ﺻﺤﻴﺤﺔ وﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﰲ
ﺣﺎﻟﺔ إﻋﺎدة اﻟﺒﺤﺚ أو اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ[13]
وﻳﻌﺮف ﻫﻮﻟﺴﱵ
إن ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن
ﲝﺚ ﻳﺴﻌﻰ إﱃ
اﻛﺘﺸﺎف ﻋﻼﻗﺎت ارﺗﺒﺎﻃﻴﺔ ﺑﲔ
اﳋﺼﺎﺋﺺ اﳌﻌﱪة
ﰲ أي ﻣﺎدة اﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ
ﻫﺬﻩ
اﳋﺼﺎﺋﺺ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ و ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ. وأﻣﺎ ﺗﻌﺮﻳﻒ
ﺑﺎرﻛﻮس إن ﻟﻔﻆ ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن
ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻟﻠﺘﻌﺒﲑ ﻋﻦ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﻟﻌﻠﻤﻲ
ﻟﻠﺮﺳﺎﺋﻞ اﻻﺗﺼﺎﻟﻴﺔ ، وﻫﺬا اﻷﺳﻠﻮب اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ أن ﻳﻜﻮن اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻴﻪ دﻗﻴﻘﺎ و ﻣﻨﻬﺠﻴﺎ[14]
وإذا ﺣﺎوﻟﻨﺎ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﲢﻠﻴﻞ
اﳌﻀﻤﻮن ﻓﻜﺜﲑ
ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺎرﻳﻒ وﻗﺼﺪ ﺗﻘﺮﻳﺐ ﻣﻬﻮﻣﻪ. وﻳﻜﻮن ﻛﺘﺤﻠﻴﻞ اﻷدﺑﻴﺔ اﳉﺪﻳﺪة
وﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ ﺑﻪ ﻟﻴﻔﺸﻲ وﻳﻔﻬﻢ
اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﻴﻮ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺪراﺳﺔ اﶈﺘﻮى
اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻠﻤﺎدة اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ دراﺳﺔ ﻛﻤﻴﺔ وﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ وﻣﻨﻬﺠﻴﺔ. واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن
ﻳﻌﲏ ﺗﻔﻜﻴﻚ وﺛﻴﻘﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ إﱃ
وﺣﺪات ﻟﻪ ﻣﻌﲎ ﳊﺼﻮل
رﺳﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﳌﺆﻟﻒ ﻟﻠﻘﺎرئ.
وﻣﻦ ﳎﺎل
اﺳﺘﺨﺪام ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن ﻛﻤﺎ اﺗﺴﻊ اﻟﻴﻮم ﻟﻪ
اﺗﺴﺎﻋﺎ ﻛﺒﲑا ، وﱂ
ﻳﻌﺪ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺗﻄﺒﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﲝﻮث
اﻹﻋﻼم اﻟﱵ ﻃﺒﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﻇﻬﻮرﻩ
أول اﻷﻣﺮ. وﻳﺮى ﻫﻨﺮي و ﻣﻮﺳﻜﻮﻓﺘﺶ إن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻴﻞ أو ﻛﺘﺐ اﻻ وﻫﻮ ﻗﺎﺑﻞ ﻷن ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎ ﻟﺘﺤﻠﻴﻞ
اﳌﻀﻤﻮن وﻫﺬا ﻳﻌﲏ
أن اﻟﻠﻐﺔ ﺷﺮط أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺷﺮوط ﲢﻠﻴﻞ
اﳌﻀﻤﻮن، ﻏﲑ
أن واﻗﻊ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﱵ
اﳒﺰت ﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﲢﻠﻴﻞ
اﳌﻀﻤﻮن ﰲ
اﳌﺪة اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ
ﺻﺪور ﻫﺬا اﻟﺮأي و اﻟﻮﻗﺖ واﳊﺎﺿﺮ،
ﺗﺒﲔ أن ﳎﺎل
اﺳﺘﺨﺪام ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن
ﳎﺎل أوﺳﻊ ﻣﻦ ﻫﺬا ﺑﻜﺜﲑ.
والمجالات ﻋﺪﻳﺪة فهي ﳎﺎل اﻟﻠﻐﺔ اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ،
ﳎﺎل اﻟﻠﻐﺔ اﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ وﳎﺎل
اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻐﲑ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ واﻟﺸﻔﺎﻫﻴﺔ[15]
د. مصطفى
لطفي المنفلوطي
مصطفى لطفي بن محمد لطفي بن محمد حسن لطفي أديب مصري نابغة في الإنشاء والأدب، انفرد بأسلوب نقي في مقالاته
وكتبه، له شعر جيد فيه رقة وعذوبة، قام بالكثير من الترجمة والاقتباس من بعض روايات الأدب
الفرنسي الشهيرة
بأسلوب أدبي فذ، و صياغة عربية في غاية الجمال والروعة. لم يحظى بإجادة اللغة
الفرنسية لذلك أستعان
بأصحابه الذين كانوا يترجمون له الروايات ومن ثم يقوم هو بصيغتها وصقلها في قالب
أدبي رائع. كتاباه النظرات والعبرات يعتبران من أبلغ ما كتب بالعربية في العصر الحديث.
1. نشأته
ولد في سنة 1289 هـ الموافق 1876م مصطفى لطفي المنفلوطي من أب مصري و أم تركية في مدينة منفلوط من الوجه القبلي لمصر من أسرة حسينية النسب مشهورة بالتقوى
والعلم نبغ فيها من نحو مئتي سنة، قضاة شرعيون ونقباء ،و منفلوط إحدى مدن محافظة أسيوط. نهج المنفلوطى سبيل آبائه في الثقافة والتحق بكتاب القرية
كالعادة المتبعة في البلاد آنذاك فحفظ القرآن
الكريم كله وهو فى
التاسعة من عمره ثم أرسله أبوه إلى الجامع الأزهر بالقاهرة تحت رعاية رفاق له من أهل بلده.
فتلقى فيه، طوال عشر سنوات, علوم العربية والقرآن الكريم والحديث الشريف
والتاريخ والفقه وشيئا من شروحات على الأدب العربي الكلاسيكي، ولاسيما العباسي
منه. وفي السنوات الثلاث من إقامته في الأزهر بدأ يستجيب لتتضح نزعاته الأدبية،
فأقبل يتزود من كتب التراث في عصره الذهبي, جامعا إلى دروسه الأزهرية التقليدية
قراءة متأملة واعية في دواوين شعراء المدرسة الشامية (كأبي تمام والبحتري والمتنبي
والشريف الرضي)
بالأضافة إلى
فحول النثر كعبدالحميد وابن المقفع وابن خلدون وابن الاثير. كما كان كثير المطالعة
في كتب: الاغاني والعقد الفريد وزهر الآداب, وسواها من آثار العربية الصحيحة. وكان
هذا التحصيل الادبي الجاد، الرفيع المستوى, الاصيل البيان، الغني الثقافة، حريا
بنهوض شاب كالمنفلوطي مرهف الحس والذوق، شدجيد الرغبة في تحصيل المعرفة.ولم يلبث
المنفلوطي، وهو في مقتبل عمره أن اتصل بالشيخ الامام محمد عبده، الذي كان إمام
عصره في العلم والايمان، فلزم المنفلوطي حلقته في الازهر، يستمع منه شروحاته
العميقة لايات من القرآن الكريم, ومعاني الإسلام، بعيدا عن التزمت والخرافات
والاباطيل والبدع, وقد اتيحت له فرصة الدراسة على يد الشيخ محمد عبده وبعد وفاه
أستاذه رجع المنفلوطى إلى بلده حيث مكث عامين متفرغا لدراسة كتب الادب القديم فقرأ
لابن المقفع والجاحظ والمتنبي وأبى العلاء المعري وكون لنفسه أسلوبا خاصا يعتمد
على شعوره وحساسية نفسه.
2. أهم
كتبه ورواياته
للمنفلوطى
أعمال أدبية كثيرة اختلف فيها الرأى وتدابر حولها القول وقد بدأت أعمال المنفلوطى
تتبدى للناس من خلال ما كان ينشره في بعض المجلات الإقليمية كمجلة الفلاح والهلال
والجامعة والعمدة وغيرها ثم انتقل إلى أكبر الصحف وهي المؤيد وكتب مقالات بعنوان
نظرات جمعت في كتاب تحت نفس الاسم على ثلاثة أجزاء
§
النظرات (ثلاثة مجلدات)
§
العبرات .
§
الفضيلة
§
الشاعرالشاعر (ترجمة للرواية الفرنسية لبلزاك)
§
مختارات المنفلوطي
§
في سبيل التاج .
§
إحياء الفضيلة الصحيحة والضمير النقي
وقد
ألف مصطفى لطفي المنفلوطي روايته
بكثرة تعليم الحياة فى توصية من شخص الرئيسي الذي يدور كالشاعر، كيف يتخذ موقف
كشاعر بورح شاعرا خالصا ويشرع حقيقة الحب فيجعلها كعبرة كميلة للمجتمع، وهذه هي
الرواية مبنية روحية بكثرة قيم الأخلاقية. لذلك سيهدى الكاتب عمايتعلق بأغراض
المؤلف فى ايصال رسالته للقارئ بقيمة الأخلاقية فى رواية "الشاعر"
لمصطفى لطفي المنفلوطي بتحليلية المضمونية.
3. وفاته
أصيب بشلل
بسيط قبل وفاته بشهرين، فثقل لسانه منه عدة أيام، فأخفى نبأه عن أصدقائه، ولم
يجاهر بألمه، ولم يدع طبيبًا لعيادته، لأنه كان لا يثق بالأطباء، ورأيه فيهم أنهم
جميعًا لا يصيبون نوع المرض، ولا يتقنون وصف الدواء، ولعل ذلك كان السبب في عدم
إسعاف التسمم البولي الذي أصيب به قبل استفحاله. فقد كان قبل إصابته بثلاثة أيام
في صحة تامة لا يشكو مرضًا ولا يتململ من ألم، وفي ليلة الجمعة السابقة لوفاته،
كان يأنس في منزله إلى إخوانه ويسامرهم ويسامرونه، وكان يفد إليه بعض أخصائه
وأصدقائه من الأدباء والموسيقيين والسياسيين، حتى إذا قضى سهرته معهم انصرفوا إلى
بيوتهم ومخادعهم، وانصرف هو إلى مكتبه فيبدأ عمله الأدبي في نحو الساعة الواحدة
بعد نصف الليل.
في
نحو الساعة الثانية عشرة من تلك الليلة انصرف أصدقاؤه كعادتهم وانصرف هو إلى
مكتبه، ولكنه ما كاد يمكث طويلاً حتى أحس بتعب أعصابه وشعر بضيق في تنفسه، فأوى
إلى فراشه ونام، ولكن ضيق التنفس أرقه، كتب عليه أن يختم بالتأوه والأنين، كما عاش
متأوهًا من مآسي الحياة ساجعًا بالأنين والزفرات، وأدار وجهه إلى الحائط وكان صبح
عيد الأضحى قد أشرقت شمسه ودبت اليقظة في الأحياء، فدب الموت في جسمه في سكون
وارتفعت روحه مطمئنة إلى السماء بعدما عانت آلامها على الأرض سنة 1924 م
الباب
الثالث
مناهج البحث
أ. نوعية البحث
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺪراﺳﺔ وﺻﻔﻴﺔ
ﻣﻦ اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ(Library Research)
ﻟﺘﻨﺎﺳﺐ
ﺑﺎﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﱵ ﲢﺼﻞ
ﳍﺎ ﺑﻴﺎن اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ.
و ﰲ اﻟﺪراﺳﺔ
اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ
ﺗﻨﻔﻊ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻋﲔ
اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ ﳊﺼﻮل
اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت أي ﲢﺪد
ﲝﺜﻬﺎ ﰲ
ﻣﻮاد اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ
ﻓﺤﺴﺐ[1] واﻟﺪراﺳﺔ
اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ ﻫﻲ ﻧﺸﺎط اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ
ﺑﺒﺤﺚ ﲨﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ
واﻟﻘﺮاءة واﻟﺘﻘﻴﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﺠﻬﺰ اﳌﺎدة
اﻟﺒﺤﺚ
ب. مصادر البيانات
اﳌﺼﺎدر اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻫﻲ ﻓﺎﻋﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﺻﻞ اﻟﺒﻴﻨﺎت.[2]
واﻹﻋﻼم أو اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻳﻔﺮق ﻋﻠﻰ أﺻﻮﻟﻪ وﻫﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ و اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺜﻨﺎوﻳﺔ ، ﻓﺎﳌﺼﺎدر اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺜﻨﺎوﻳﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻳﺎﱄ:
1. اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ
اﳌﺼﺎدراﻟﺒﻴﺎﻧﺎت
اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﱵ
ﲢﺼﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﺪرﻫﺎ أي ﻳﻠﺤﻆ وﻳﻨﻘﻞ ﻷول ﻣﺮة،
ﻓﺎﳌﺼﺎدراﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﰲ
ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﳌﺼﻄﻔﻰ
ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ
2. اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ
اﳌﺼﺎدراﻟﺒﻴﺎﻧﺎت
اﻟﺜﻨﺎوﻳﺔ ﻫﻲ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﱵ
ﻻﳚﻬﺪﻫﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻓﺮدا اﳉﻤﻊ
اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﰲ ﲝﺜﻬﺎﻛﻤﺜﻞ
ﻣﻦ اﳌﻜﺘﺐ اﻹﺣﺼﺎﺋﻲ و ا ﻼت وﻏﲑﳘﺎ.
ﻓﺎﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﺜﻨﺎوﻳﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻣﺄﺧﻮذة ﻣﻦ اﳌﺮاﺟﻊ
اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻌﻠﻮم أو اﻟﻨﻈﺮﻳﺎت ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ.
وﻣﻨﻬﺎ:
١. ﻳﺎﺗﻴﻤﻦ ﻋﺒﺪ ﷲ ، ﺗﻌﻠﻴﻢ اﻷﺧﻼق ﰲ
ﻧﻈﺮ اﻟﻘﺮان :٢٠٠٧ ، أﻣﺰاح: ﺟﺎﻛﺎرﺗﺎ
٢. م. ﺻﺎﳊﲔ
و م. رﺷﻴﺪ أﻧﻮار ، أﺧﻼق ﺗﺼﻮف :٢٠٠٥ ، ﻧﻮاﻧﺴﺎ: ﺑﺎﻧﺪوﻧﺞ
٣. ﻫﺎﻣﻜﺎ ، ﻓﻠﺴﻔﺔ اﳊﻴﺎة
:١٩٤٠ ، أوﻣﻴﻨﺪا: ﺟﺎﻛﺎرﺗﺎ.
ج.
طريقة جمع البيانات
سيتخدم اﻟكاتب اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﳉﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺑﺎﻟﺪراﺳﺔ اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ [3] وﻗﺎل ﺟﺎﻃﺮﻳﻦ ﻣﺎرﺷﺎل و ﻛﺮﳚﲔ ب ، روﲰﺎن Chaterin
Marshall dan Gretchen
B. Rossman أن ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻷﻓﻀﻞ اﻟﱵ ﺗﺴﺘﻌﻤﻠﻬﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻟﻜﻴﻔﻲ ﳉﻤﻊ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﰲ ﲝﺜﻪ ﻫﻲ ﺑﺄﻧﻮاع اﻟﺮﻳﻘﺔ، وﻣﻨﻬﺎ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺑﺎﻹﺷﱰاك
و اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ و ﲝﺚ
اﳌﻜﺘﺒﻴﺔ[4] . ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ وﻳﺒﲑ
أن ﲢﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن
ﻫﻮ اﳌﻨﻬﺞ
اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺬي ﻳﻨﻔﻊ اﻟﻜﺘﺐ أو اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﻟﻺﺳﺘﻨﺘﺎج اﻟﺼﻼح ﻓﻴﻪ.
د.
طريقة تحليل البيانات
وﺑﻌﺪ
أن ﰎ ﲨﻊ
اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﳚﻲء دور اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻻﺳﺘﺨﻼص
اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻣﻨﻬﺎ ، وﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻟﱰﺗﻴﺐ
اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت. وﻛﺎﻧﺖ ﻃﺮﻳﻘﺔ تحليل البيانات تفيد لهذا البحث كيفية وصفية وأﻣﺎ ﲢﻠﻴﻞ
اﻟﺒﺤﺚ اﳌﺴﺘﺨﺪم ﳍﺬا
اﻟﺒﺤﺚ ﻫﻮ ﲢﻠﻴﻞ ﻣﻀﻤﻮن (Analysis
Content) . وﻟﺘﺒﺤﺚ ﻣﻀﻤﻮن ﳌﺼﻄﻔﻰ
ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﻓﺎﺳﺘﺨﺪم الكاتب ﻟﺘﻌﺮف
اﻟﻘﻴﻢ ﻓﻴﻪ اﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﻋﻦ اﻷﺧﻼق اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ
أي اﻷﺧﻼق اﶈﻤﻮدة.و ﺗﻌﺮﻳﻒ ﻟﻼزوﻳﻞ H.D
Lasswell ﻛﻤﻌﻠﻤﺔ رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻴﺰت ﺗﻄﻮر ﲢﻠﻴﻞ
اﳌﻀﻤﻮن أن ﲢﻠﻴﻞ
اﳌﻀﻤﻮن ﻫﻮ أﺳﻠﻮب ﻳﻬﺪف إﱃ
اﻟﻮﺻﻒ اﻟﺪﻗﻴﻖ واﶈﺎﻳﺪ
ﳌﺎ ﻳﻘﺎل ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮع ﻣﻌﲔ
وﰲ وﻗﺖ ﻣﻌﲔ[5]
وﻫﻮ ﺳﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ
ﻟﻴﻌﱪ ﻋﻦ ﺗﻮﺻﻴﺔ اﻷﻋﻤﺎل اﻷدﺑﻴﺔ ﺑﻘﺼﺪ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻋﻘﺪ أي ﺧﻼﺻﺔ
اﻟﱵ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﺮف واﻟﺘﻔﺴﲑ
[6] . وأﻣﺎ اﻷداة اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ
ﰲ ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ ﻫﻲ اﻟﻨﺺ و اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ
ﰲ اﻟﺒﺤﺚ, ﺑﺄن دور اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﰲ
اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻜﻴﻔﻲ ﻛﺎﳌﺨﻄﻂ و اﻟﻌﺎﻣﻞ ﲨﻊ
اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت و اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ و اﳌﻔﺴﺮ
اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت و ﻛﺎﳌﻘﺮر ﻗﻴﻤﺔ (اﳊﺎﺻﻞ)
ﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ۱۳ . وﻳﻘﻮم ﻫﺬا اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻋﻠﻰ
اﺳﺘﺨﺪام اﻻﺳﺘﺪﻻل اﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻃﻲ ﻟﻠﻤﻌﺎﱐ أو اﻷﻓﻜﺎر أو اﻟﺴﻤﺎت ﺑﺄﺳﻠﻮب ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ وﻣﻨﻬﺠﻲ. وﻛﺄدة
اﻟﱵ ﺗﺴﻌﻰ إﱃ
إﺣﺼﺎء اﳌﻌﺎﱐ أو اﻷﻓﻜﺎر أو اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت
اﻟﻮاردة ﰲ ﻧﺺ واﻟﻘﻴﺎم ﺑﺘﺼﻨﻴﻔﻬﺎ.
وأﻣﺎ اﳋﻄﻮات
اﻟﱵ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ ﰲ
ﲢﻠﻴﻠﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
۱.
قرأ الكاتب رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ"
ﳌﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ
۲.
يحلل الكاتب
اﻟﻨﺺ ﰲ رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ"
اﻟﱵ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ.
۳.
يحلل الكاتب رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ"
اﻟﱵ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﻮﺿﻮع
ﻫﺬا اﻟﺒﺤﺚ وﻫﻮ ﲢﻠﻴﻞ ﻋﻦ "اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ
ﰲ رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﳌﺼﻄﻔﻰ
ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ" ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ اﳌﻀﻤﻮن
ﻟﻴﺘﻨﺎول اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻋﻦ أﻫﺪاف اﳌﺒﺤﺚ
|
البحث وﲢﻠﻴﻞ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت
أ. ﺧﻼﺻﺔ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ
ﳌﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ
ﻛﺎن ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ أﻟﻒ ﻫﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ وﻫﻲ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" وﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﻜﻮن ﻣﻦ ١٩٣ ﺻﻔﺤﺔ وﺗﻄﺒﻊ ﰲ دار اﻟﺸﺮق اﻟﻌﺮﰊ ﺑﺒﲑوت. ﺗﻘﺺ ﻫﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﺸﺎﻋﺮ، اﲰﻪ ﺳﲑاﻧﻮ دي ﺑﺮ ﺟﻮراك ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﺷﺠﺎع و ﺻﺎدق ﰲ أﻗﻮاﻟﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ.
ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺄن ﺷﺎﻋﺮا ﺧﺎﻟﺼﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻓﺮﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺗﻪ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻳﻠﺒﺲ ﻟﺒﺎﺳﺎ ﻟﻴﺲ ﺟﺒﺘﻪ، و روﺣﻪ ﻛﺸﻤﻌﺔ اﻟﱵ ﺗﺮﺿﻰ ﳏﺮوق ﺑﻞ ﻣﻔﻘﻮد ﻟﻴﺴﻠﻢ و ﳚﺘﻨﺐ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻈﻠﻢ. وﻫﻮ ﻛﺄﺣﺪ اﻟﻨﻌﻢ ﻣﻦ ﷲ ﻟﻴﻔﻬﻢ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﳊﺐ ﺣﱴ ﺻﺎر ﻛﺘﻌﻠﻴﻢ اﳊﻴﺎة ﻟﻴﻘﺘﺪي ﺑﺎﻟﻨﺎس. و ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻗﺼﺔ اﻟﱵ ﺗﻘﺺ ﻋﻦ ﺣﺐ اﳋﺎﻟﺺ ﺑﺎﳌﺪﻓﻮن ﺷﺎﻋﺮ ﻓﺮﻧﺴﻲ ، ﺳﲑاﻧﻮ دي ﺑﺮ ﺟﻮراك.
وﻛﺎﻧﺖ ﺑﻠﻴﺘﻪ اﻟﻌﻈﻤﻲ ﰲ ﺣﻴﺎﺗﻪ أﻧﻪ دﻣﻴﻢ اﻟﻮﺟﻪ ﻛﺒﲑ اﻷﻧﻒ وﻳﻌﻠﻢ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﻖ اﻟﻌﻠﻢ وﻳﺘﺄﱂ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺗﺄﳌﺎ ﻛﺜﲑا ﻷﻧﻪ ﻋﺎﺷﻘﺎ ﻻﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ (روﻛﺴﺎن) اﻟﺸﻬﲑة ﲜﻤﺎﳍﺎ اﻟﻨﺎدر وذﻛﺎﺋﻬﺎ اﳊﺎرق. وﻛﻤﺎ أن روﻛﺴﺎن أﺣﺒﻬﺎ ﻛﺜﲑ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻼء واﻷﺷﺮاف وﻋﺮﺿﻮا ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺰواج ﻓﻠﻢ ﲢﻔﻞبهم ﺣﱴ ﺟﺎء اﻟﺒﺎرون ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ ﰲ ﺣﻴﺎ تها ، ﻓﺄﺣﺒﺘﻪ واﺧﺘﺎرﻩ وأﺧﻠﺼﺖ ﻟﻪ إﺧﻼﺻﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ وﱂ ﻳﻜﻦ ﰲ اﳊﻘﻴﻘﺔ ﻣﺘﺼﻔﺎ ﺑﺼﻔﺎت اﻟﻔﻄﻨﺔ واﻟﺬﻛﺎء واﻟﻨﺒﻮغ اﻟﱵ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻨﻬﺎ ﳎﺘﻤﻌﺔ ﻓﻴﻪ ، ﻟﻮﻻ اﳊﻴﻠﺔ اﻟﻐﺮﻳﺒﺔ اﻟﱵ اﺣﺘﺎﳍﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺳﲑاﻧﻮ ﺣﱴ أوﳘﻬﺎ ذﻟﻚ. وﻟﻘﺪ أﺧﻠﺺ ﰲ ﺣﺒﻪ ﻻﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ روﻛﺴﺎن إﺧﻼﺻﺎ ﱂ ﻳﺴﻤﻊ ﲟﺜﻠﻪ ﰲ ﺗﺎرخ اﳊﺐ ، ﻓﺄﺣﺒﻬﺎ وﻫﻲ ﻻﺗﻌﻠﻢ ﲝﺒﻪ ، وﺗﺄﱂ ﰲ ﺳﺒﻴﻞ ذﻟﻚ اﳊﺐ أﳌﺎ ﺷﺪﻳﺪاً وﻫﻲ ﻻ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﳌﻪ وأﺣﺒﺖ ﻏﲑﻩ. وﻻ ﳛﻘﺪ وﻻ ﻳﻨﺘﻘﻢ ﺑﻞ ﻛﺎن أﻛﱪ ﻋﻮن ﳍﺎ ﰲ ﻏﺮاﻣﻬﺎ اﻟﺬي اﺧﺘﺎرﺗﻪ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ واﲣﺬ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ اﻟﺬي اﺛﺮﺗﻪ ﺻﺪﻳﻘﺎ ﻟﻪ وأﺧﻠﺺ ﰲ ﻣﻮدﺗﻪ إﺧﻼﺻﺎ ﻋﻈﻴﻤﺎ و أﻋﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺮار ﺻﻠﺘها وﺑﻘﺎء ﺣﺒﻪ ﰲ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﻷﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﻬﻤﻪ ﺷﻴﺊ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ﺳﻮى أن ﻳﺮاﻫﺎ ﺳﻌﻴﺪة ﰲ ﺣﻴاتها.
وﱂ ﻳﺰل ﺷﺄﻧﻪ ﻃﻮل ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻟﻘﺪ ﻳﺪﻓﻦ ﺣﺒﻪ واﺧﺘﺎر ﻷن ﻳﻔﺮح اﶈﺒﻮﺑﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ و رﺿﻲ ﰲ اﻣﺴﺎﻛﻪ ﺑﻞ ﻳﺪﻓﻦ ﻛﻞ ﻃﻤﻮﺣﺎت إﻻ ﻃﻤﻮﺣﺎت ﻻﻓﺮاﺣﻬﺎ ، وﱂ ﺗﻌﻠﻢ روﻛﺴﺎن ﺑﺴﺮﻳﺮة ﻧﻔﺴﻪ إﻻ ﰲ اﻟﺴﺎﻋﺔ اﻷﺧﲑة. و ﺧﻀﻮر ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺳﲑاﻧﻮ دي ﺑﺮﺟﺮاك ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﻨﺎﻓﻊ ﻛﺜﲑة ﰲ اﻓﻬﺎم ﺣﻘﻴﻘﺔ اﳊﻴﺎة ﺑﺼﻔﺎت اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻷن ﻳﻮرث ﺗﻌﻠﻴﻢ اﳊﻴﺎة ﻻﺑﻦ ادم ﻟﻴﺴﺘﻤﺮ ﺣﻴﺎﺗﻪ.
ب. ﲢﻠﻴﻞ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﰲ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﳌﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ
١. اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﻛﺎن
ﻫﺬا اﻟﻔﺼﻞ ﻫﻮ ﺑﺪاﻳﺔ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ و ﻳﻘﺺ ﻓﻴﻬﺎ أﺷﺨﺎص ﻣﻦ المجتمع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ، وﻫﻢ ﻣﻦ
اﻟﺸﻌﺮاء و اﳉﻨﻮد و اﻟﻌﻤﺎل و اﳋﺪم
واﻷﺷﺮاف و اﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻜﺘﺎب و أﻋﻀﺎء ا ﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ. ﻫﺆﻻء اﻟﺸﺨﺼﻴﲔ
ﻳﺘﻜﻮﻧﻮن ﻣﻦ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ واﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺜﺎﻧﻮي. وﻟﻴﺲ ﻛﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﻟﻪ أﺛﺮ ﻣﻬﻢ ﰲ
رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ. ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﻂ ﲢﻠﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﲔ
اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﺛﺮون ﻛﺜﲑا ﰲ ﺗﻠﻚ
اﻟﺮواﻳﺔ. وﺟﺪت اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﰲ اﻟﺮواﻳﺔ
"اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﳌﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ
ﻫﻨﺎك ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ وﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮي ، وﻟﻴﺲ ﻛﻞ اﻟﺸﺨﺼﻲ اﻟﺜﺎﻧﻮي ﻟﻪ أﺛﺮ ﻣﻬﻢ ﰲ
رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ، ﻟﺬﻟﻚ ﲢﻠﻞ اﻟﺒﺎﺣﺜﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﺛﺮون ﻛﺜﲑا ﰲ ﻫﺬﻩ
اﻟﺮواﻳﺔ. ﻣﺜﻞ: روﻛﺴﺎن وﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ و ﻟﱪﻳﻪ و
راﺟﻨﻮ و اﻟﻜﻮﻧﺖ دي ﺟﻴﺶ. ﻛﺎن اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﰲ
رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻫﻮ ﺳﲑاﻧﻮ ﺳﺎﻓﻴﻨﻴﺎن ﻫﺮﻛﻴﻞ دي
ﺑﺮﺟﻮراك اﳉﺎﺳﻜﻮﱐ ، ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﳎﻴﺪ و
ﺟﻨﺪي ﺷﺠﺎع و ﺟﺮيء و ﺻﺎدق ﰲ ﻗﻮﻟﻪ وﻓﻌﻠﻪ و أﻓﻀﻞ اﻟﻨﺎس
ﺧﻠﻘﺎ وأﺷﺮﻓﻬﻢ ﻧﻔﺴﺎ ، وأﻃﻴﺒﻬﻢ ﻗﻠﺒﺎ و ﻋﺎﱂ ﻓﺎﺿﻞ وﻧﺎﻗﺪ ﺑﺎرع. وﻫﻮ ﻳﺸﻤﻞ
ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻌﺪ ﳌﻮاﺟﻬﺔ
ﻫﺠﻤﺎت اﻟﻌﺪو وﻫﺬﻩ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻌﺎداﺗﻪ اﻟﺬي ﳛﻤﻞ
ﺳﻴﻔﺎ ﺧﻠﻔﻪ و ﻫﻮ ﻻﳛﺎﰊ وﻻﳚﺎﻣﻞ
و وﻟﻪ أﻧﻒ ﻫﺎﺋﻞ ﺟ ّﺪا ، ودورﻩ ﰲ
اﻟﺮواﻳﺔ ﻛﺸﺨﺺ اﻷﻧﺼﺎر.وﺗﻈﻬﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺎت أم ﺻﻔﺎﺗﻪ ﰲ
أﻋﻤﺎﻟﻪ وأﻗﻮاﻟﻪ اﳌﺼﻮرة ﰲ اﳊﻮار
اﻟﺘﺎﱄ ، ﰲ
ﺻﻔﺤﺔ :٢٣
"ﻛﺎن رﺟﻞ ﻣﻦ اﻷﺷﺮاف اﲰﻪ اﳌﺮﻛﻴﺰ دي ﺟﻴﺠﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺴﻤﻊ ﺣﺪﻳﺜﻬﻢ وﻳﻨﺼﺖ ﳊﻮارﻫﻢ ﻓﻮﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻒ راﺟﻨﻮ ﻓﻠﺘﻔﺖ راﺟﻨﻮ إﻟﻴﻪ ﻓﻘﺎل ﻟﻪ: أﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﲣﱪﱐ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺳﲑاﻧﻮ ﻫﺬا اﻟﺬي ﺗﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻨﻪ؟" ﻓﻬﺰ راﺟﻨﻮ رأﺳﻪ ﻛﺎﳌﺴﺘﻐﺮب.. ﻗﺎل: إن ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻏﲑ اﻟﺸﺮاﺋﻂ واﻷوﲰﺔ واﻟﺬﻫﺐ واﻟﻔﻀﺔ واﳊﺮﻳﺮ واﻟﺪﻳﺒﺎج ﻓﻬﻮ أﻧﺒﻞ اﻟﻨﺒﻼء وأﺷﺮﻓﻬﻢ ﻷﻧﻪ ﺟﻨﺪي ﺷﺠﺎع ﺟﺮيء ﰲ ﻣﻮﻗﻔﻪ وﻣﺸﺎﻫﺪﻩ ﺻﺎدق ﰲ ﻗﻮﻟﻪ وﻓﻌﻠﻪ. ﻻﳛﺎﰊ وﻻﳚﺎﻣﻞ وﻻﳜﻀﻊ ﰲ ﺷﺄن ﻣﻦ ﺷﺆون ﺣﻴﺎﺗﻪ إﻻ ﻟﻠﺤﻖ اﻟﺬي ﻳﻌﺒﻪ وﻳﺪﻳﻦ ﻟﻪ ، وﻟﻮ ﻋﺮﻓﺖ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﻟﻌﺮﻓﺖ أﻓﻀﻞاﻟﻨﺎس ﺧﻠﻘﺎ وأﺷﺮﻓﻬﻢ ﻧﻔﺴﺎ ، وأﻃﻴﺒﻬﻢ ﻗﻠﺒﺎ وأﺷﺪﻫﻢ ﻋﻄﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺆﺳﺎء واﳌﻨﻜﻮﺑﲔ. وﻫﻮ ﻓﻮق ذﻟﻚ ﺷﺎﻋﺮ ﳎﻴﺪ وﻋﺎﱂ ﻓﺎﺿﻞ وﻧﺎﻗﺪ ﺑﺎرع. وﻗﺒﺎﺋﻪ اﻟﻮاﺳﻊ اﳌﺴﺪس اﻷﻃﺮاف اﻟﺬي ﻳﺮﻓﻊ ﻣﺆﺧﺮﻩ ﺑﻄﺮف ﺳﻴﻔﻪ ﰒ ﳝﺸﻲ ﺑﻪ ﳐﺘﺎﻻﻛﺄﻧﻪ ﻃﺎووس ﳚﺮ ذﻧﺒﻪ وراءﻩ وﻟﻪ أﻧﻒ ﻫﺎﺋﻞ ﺟ ّﺪا."
وﻣﻦ ذﻟﻚ اﳊﻮار ﺗﺘﺼﻮر أن ﺳﲑاﻧﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﺑﺴﻴﻂ و ﺟﻨﺪي ﺷﺠﺎع ﺟﺮيء ﰲ ﻣﻮﻗﻔﻪ وﻣﺸﺎﻫﺪﻩ ﺻﺎدق ﰲ ﻗﻮﻟﻪ وﻓﻌﻠﻪ و ﻟﻪ أﺣﻼق اﳊﺴﻨﺔ و وأﻃﻴﺒﻬﻢ ﻗﻠﺒﺎ وأﺷﺪﻫﻢ ﻋﻄﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺆﺳﺎء واﳌﻨﻜﻮﺑﲔ وﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﳎﻴﺪ وﻋﺎﱂ ﻓﺎﺿﻞ وﻧﺎﻗﺪ ﺑﺎرع. ﻛﺎن اﻟﻜﻮﻧﺖ دي ﺟﻴﺶ أﺣﺪ ﻗﻮاد اﳉﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻮﺻﻬﺮ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل وزﻳﺮ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ وإﻧﻪ ﳛﺐ روﻛﺴﺎن و ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺘﺰوﺟﻬﺎ وﻟﻜﻦ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻪ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺘﺰوج ، ﰲ ﺻﻔﺤﺔ : ٢٦
" إﻧﻪ اﻟﻜﻮﻧﺖ دي ﺟﻴﺶ أﺣﺪ ﻗﻮاد اﳉﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﺻﻬﺮ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل وزﻳﺮ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻌﻈﻴﻢ. وﻗﺪ أﺣﺐ روﻛﺴﺎن وأﻏﺮم بها ﻏﺮاﻣﺎ ﺷﺪﻳﺪا وﳌﺎ رأى أن ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻪ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ
اﳌﺨﺎﻟﺔ ﻷ ﺎ ﺷﺮﻳﻔﺔ ﻣﱰﻓﻌﺔ وﻻ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺰواج ﻷﻧﻪ ﻣﺘﺰوج ﺑﺎﺑﻨﺔ أﺧﺖ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل أراد أن ﻳﺘﺰوﺟﻬﺎ ﻣﻦ رﺟﻞ ﺳﺎﻗﻂ ﻣﻦ أﺷﻴﺎﻋﻪ ﻻ ﲢﺒﻪ و ﻻ ﺗﺄﺑﻪ ﻟﻪ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ (ﻓﺎﻟﻔﲑ) ﻃﻤﻌﺎ ﰲ أن ﻳﻨﺎل ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻣﺎ ﱂ ﻳﻨﻞ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﺧﺮ ﻓﻬﺎﳍﺎ اﻷﻣﺮ وﺗﻌﺎﻇﻤﻬﺎ و أﺑﺖ أن ﺗﺬﻋﻦ ﻟﺮأﻳﻪ أو ﺗﻨﺰل على حكمة"
وﻣﻦ ﻫﺬا اﳊﻮار ﻳﺼﻮر أن اﻟﻜﻮﻧﺖ ﻃﺎﻣﻊ ﰲ أن ﻳﻨﺎل ﻣﺎل و ﺳﻠﻄﺎن ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺳﻴﺌﺔ أي ﻳﺘﺰوج ﺑﺎﺑﻨﺔ أﺧﺖ وزﻳﺮ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل بهدف أن ﻳﻨﺎﳍﻤﺎ. وﻛﺎن اﻟﻜﻮﻧﺖ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻪ دور ﻛﺸﺨﺼﻲ اﳋﺼﻢ. ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ ﺑﺴﻴﻂ وﳝﺴﻚ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪق ﰲ أﻗﻮاﻟﻪ وﺗﺆﻳﺪ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﻋﺮش و أﻣﻮال. وﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺎت ﺗﺘﺼﻮر ﰲ ﻗﻄﻌﺎت ﺣﻮارﻩ ﻣﻊ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻴﻔﻲ ﺻﻔﺤﺔ :٤٠
" إﻧﲏ ﻻأﺣﻔﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺎﻟﺴﻮر واﻟﺮﺳﻮم واﻷزﻳﺎء واﻷﻟﻮان ، وﻻﻳﻌﻨﻴﲏ ﲨﺎل اﻟﺼﻮرة
وﺣﺴﻨﻬﺎ وﻻ ﺑﺮﻗﺸﺔ اﻟﺜﻴﺎب وﺣﺴﱯ ﻣﻦ اﳉﻤﺎل أﻧﲏ رﺟﻞ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ، وﻻأﻛﺬب وﻻأﺗﻠﻮن
وﻻأداﻫﻦ وﻻأﲤﻠﻖ وأن ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻘﻴﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻏﲑ ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺄدران اﻟﺮذاﺋﻞ واﳌﻔﺎﺳﺪ ، ﻓﻠﺌﻦ ﻓﺎﺗﲎ اﻟﻮﺟﻪ اﳉﻤﻴﻞ واﻟﺜﻮب اﳌﻠﻔﻮف واﻟﻮﺳﺎم اﻟﻼﻣﻊ واﳉﻮﻫﺮ اﻟﺴﺎﻃﻊ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘﲏ ﺷﺮف اﳌﺒﺪأ وﻻﻋﺰة
اﻟﻨﻔﺲ وﻻ إﺑﺎء اﻟﻀﻴﻢ وﻻﻧﻘﺎء اﻟﻀﻤﲑ."
إن اﳉﺒﻬﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﺎﺳﻴﺪي ﻻﲢﺘﺎج إﱃ ﺗﺎج ﻳﺰﻳﻨﻬﺎ و إن اﻟﺼﺪر اﳌﻤﻠﻮء ﺑﺎﻟﺸﺮف واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻﳛﺘﺎج إﱃ وﺳﺎم ﺑﺘﻸﻷ ﻓﻮﻗﻪ ، ﻓﻠﻴﻔﺨﺮ اﻟﻔﺎﺧﺮون ﲟﺎ ﺷﺎءوا ﻣﻦ ﻓﻀﺘﻬﻢ و ذﻫﺒﻬﻢ و أﻟﻘﺎبهم وﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ.
و ﰲ
ﺻﻔﺤﺔ :٤٢
"ﻓﻔﻄﻦ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﳌﺎ
أراد وﻋﻠﻢ أ ﺎ ﻣﺒﺎرزة ﻣﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﺑﺪ ﻓﺘﺸﺠﻊ ، ﻗﺎل: أﺗﻌﻠﻢ أﻧﲏ ﺳﺄﺿﺮﺑﻚ ﺿﺮﺑﺔ
ﻏﺮﻳﺒﺔ ﱂ
ﻳﺮى اﻟﺮاؤون ﻣﺜﻠﻬﺎ؟ ﻗﺎل: ﺧﻴﺎل ﺷﺎﻋﺮ ﻛﺬاب ، ﻗﺎل: إن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻻﻳﻜﺬب وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻮل ﻣﺎ
ﻻﻳﻔﻬﻤﻪ اﻷﻏﺒﻴﺎء ﻓﻴﻈﻨﻮﻧﻪ ﻛﺎذﺑﺎ ، وﰲ اﺳﺘﻄﺎﻋﱵ أن أرﲢﻞ
ﰲ
أﺛﻨﺎء اﻟﻘﺘﺎل اﻟﺬي ﻳﺪور ﺑﻴﲏ وﺑﻴﻨﻚ ﻣﻮﺷﺤﺎ ﻻ أﻗﻮل ﻓﻴﻪ ﺷﻴﺌﺎ إﻻ
ﻓﻌﻠﺘﻪ"
وﻣﻦ ذﻟﻚ اﳊﻮار ﺗﺘﺼﻮر أن ﺳﲑاﻧﻮ ﺻﺎدق ﰲ أﻋﻤﺎل و أﻗﻮاﻟﻪ وﻟﻘﺪ أﺑّﺮ ﻋﻠﻰ وﻋﺪﻩ اﻟﺬي ﻳﻜﻮن ﻓﻴﺼﻔﺤﺔ :٤٣
"أﺳﺄل ﷲ رﲪﺘﻪ وإﺣﺴﺎﻧﻪ ، ﻓﻬﺎ ﻫﻮ ذا اﳌﻮت ﻳﺮﻓﺮف ﻓﻮق رأﺳﻚ ﻗﺪ ﺳﺪدت ﻋﻠﻴﻚ ﲨﻴﻊ اﻷﺑﻮاب وﱂ ﺗﺒﻖ ﻟﻚ ﺣﻴﻠﺔ ﰲ دﻓﻊ اﻟﻘﻀﺎء ، ﻗﺪ وﻋﺪت وﻻﺑﺪ أن أﰲ ﻳﻮﻋﺪي أﻧﲏ ﰲ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﳌﻘﻄﻊ اﻷﺧﲑ أﺻﻴﺐ".
وﻫﻨﺎ ﺿﺮﺑﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ اﺧﱰﻗﺖ ﺻﺪرﻩ ﻓﺴﻘﻂ ﻳﱰﻧﺢ ﻣﻦ وﻗﻊ اﻟﻀﺮﺑﺔ وﺿﺠﺔ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﻖ واﻟﺘﻬﻠﻴﻞ وأﺣﺎط اﻟﻘﻮم ﺑﺴﲑاﻧﻮ ﻳﺒﺎرﻛﻮﻧﻪ وﳝﺴﺤﻮﻧﻪ ، وأﺧﺬت اﻟﻨﺴﺎء ﺗﻨﺜﺮ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻮرود واﻷزﻫﺎر ، وﻛﺎﻧﺖ روﻛﺴﺎن أﻛﺜﺮﻫﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺑﺎﳌﺒﺎرزة وأﺷﻬﺪﻫﻦ ﺳﺮورا ﺑﻨﺘﻴﺠﺘﻪ ، وﻇﻞ اﳉﻤﺎﻫﺮ ﻳﺼﻴﺤﻮن ﺑﺄﺻﻮات ﳐﺘﻠﻔﺔ : ﻣﺎ أﺷﺠﻌﻪ! ﻣﺎ أﺷﻌﺮﻩ! إﻧﻪ ﺑﻄﻞ ﻋﻈﻴﻢ ، ﺣﺎدث ﺑﺪﻳﻊ ، ﻣﻨﻈﺮ ﲨﻴﻞ، ﺷﺎﻋﺮ وﺑﺎﻃﻞ ﻣﻌﺎ. ﻻﻳﻘﻮل إﻻ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ ﻗﺪ أﺻﺎﺑﻪ ﰲ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻷﺧﲑة ﻣﻦ اﳌﻘﻄﻊ اﻷﺧﲑ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل. و ﺗﻘﺪم ﳓﻮﻩ اﻟﺴﻴﺪ دارﺑﻨﻴﺎ رﺋﻴﺲ ﺣﺮاس اﳌﻠﻚ و ﻣﺪ إﻟﻴﻪ ﻳﺪﻩ و ﻗﺎل ﻟﻪ: اﺋﺬن ﱄ ﻳﺎﺳﻴﺪي أن أﺷﻜﺮك و أﺻﺎﻓﺤﻚ وأﻗﻮل ﻟﻚ إﻧﻚ أﻓﻀﻞ ﻣﺒﺎرز رأﻳﺘﻪ ﰲ ﺣﻴﺎتيﰐ.
ﺗﻠﻚ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﻋﻦ ﺻﻔﺔ ﺳﲑاﻧﻮ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ و ﳝﺴﻚ اﻟﻮﻋﺪ ﲟﺎ ﻳﻘﻮل ، إﻧﻪ ﺷﺠﺎع ﻟﻴﺤﺎرب اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﺬي ﻻﻳﺆﻣﻦ ﲟﺎ ﻳﻘﻮل أﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﻔﻴﺰ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﺑﺴﻴﻔﻪ ﻓﻬﻮ ﺻﺎدق ﰲ أﻗﻮاﻟﻪ وﻫﻮ ﺑﻄﻞ ﻋﻈﻴﻢ و ﺣﺎدث ﺑﺪﻳﻊ وﺷﺎﻋﺮ ذﻛﻲ وﻫﺬا ﺗﺼﻮر ﺑﺸﻌﺮﻩ ﰲﺗﻠﻂ اﻟﻨﺺ.وﻛﺎﻧﻮ ﻣﻦ اﳉﻤﺎﻫﺮ ﻳﺼﻴﺤﻮﻧﻪ ﺑﺒﻄﻞ ﻋﻈﻴﻢ و اﻟﺴﻴﺪ دارﺗﻨﻴﺎن ﻛﺮﺋﻴﺲ ﺣﺮاس اﳌﻠﻚ ﳝﺪ و ﻳﻘﻮل أﻧﻪ أﻓﻀﻞ ﻣﺒﺎرز
وأﻣﺎ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮي اﻷول ﰲ
رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻫﻲ روﻛﺴﺎن: أﲨﻞ
ﻓﺘﺎة ﰲ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺸﻬﻮر ﺑﺬﻛﺎﺋﻬﺎ وﳍﺎ
ﻣﺬﻫﺐ اﻟﻨﺴﺎء اﳌﺘﺤﺬﻟﻔﺎت ،
وﻛﺎﻧﺖ ﻋﺬراء ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻻ أﻫﻞ ﳍﺎ
وﻻ أﻗﺮﺑﺎء ﺳﻮى اﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺳﲑاﻧﻮ
دي ﺑﺮﺟﺮاك. وﺗﻈﻬﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺎت
ﰲ أﻋﻤﺎﻟﻪ وأﻗﻮاﻟﻪ اﳌﺼﻮرة
ﰲ
اﳊﻮار اﻟﺘﺎﱄ
ﰲ ﺻﻔﺤﺔ :٢٥-٢٤
"وﻫﻨﺎ ﻇﻬﺮت روﻛﺴﺎن ﰲ
ﻣﻘﺼﻮرتها ﻓﻀﺞ اﳉﻤﻬﻮر
ﺣﲔ
راﻫﺎ ﺿﺠﻴﺞ اﻟﺴﺮور واﻻﺑﺘﻬﺎج وﺻﺎح أﺣﺪ
اﻷﺷﺮاف اﳉﺎﻟﺴﲔ
ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺮح
: اﻩ ﻳﺎ إﳍﻲ
، إن ﲨﺎﳍﺎ
ﻓﻮق ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮر اﻟﻌﻘﻞ اﻟﺒﺸﺮي ، ﻓﻘﺎل اﺧﺮ : إنها زﻫﺮة ﺗﺒﺘﺴﻢ ﰲ أﺷﻌﺔ
اﻟﺸﻤﺲ..ﻓﻘﻬﻘﻪ ﻟﻴﻨﻴﲑ ﺿﺎﺣﻜﺎ وﻗﺎل ﻟﻪ : ﺑﺦ ﺑﺦ ﻟﻚ ﻳﺎ
ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ، ﻟﻘﺪ أﺣﺴﻨﺖ اﻻﺧﺘﻴﺎر ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻛﻞ اﻹﺣﺴﺎن وﻣﺎ أﺣﺒﺒﺖ إﻻ أﲨﻞ
ﻓﺘﺎة ﰲ
ﻓﺮﻧﺴﺎ. إنها اﻟﺴﻴﺪة ﻣﺎدﻟﲔ دي روﻳﺎن اﻟﺸﻬﲑة
ﺑﺮوﻛﺴﺎن ، وﻫﻲ ﻓﺘﺎة ﻋﺬراء ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻻ أﻫﻞ ﳍﺎ وﻻ أﻗﺮﺑﺎء ﺳﻮى اﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺳﲑاﻧﻮ
دي ﺑﺮﺟﺮاك اﻟﺬي ﻛﺎﻧﻮ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮن ﻋﻨﻪ اﻷن. وﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻓﺮط ﲨﺎﳍﺎ وﻛﺜﺮة ﳏﺎﺳﻨﺘﻬﺎ ﻋﻔﻴﻔﺔ
ﻃﺎﻫﺮة اﻟﺬﻟﻴﻞ ﻋﺎﻗﻠﺔ رزﻳﻨﺔ ﲡﻠﺲ إﱃ أذﻛﻴﺎء اﻟﺮﺟﺎل
وﲢﺎدﺛﻬﻢ
وﺗﻔﺘﱳ ﺑﺘﺼﻮرا ﻢ وأﻓﻜﺎرﻫﻢ. ﻓﺈ ﺎ ﻣﻦ ﻓﺮﻳﻖ اﻷدﻳﺒﺎت اﳌﺘﺤﺬﻟﻔﺎت."
ﺗﺒﲔ
ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻄﻌﺔ اﳊﻮار ﻟﻴﻨﻴﲑ
ﻣﻊ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن أن روﻛﺴﺎن ﻛﺎﻧﺖ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﻻ أﻫﻞ ﳍﺎ
وﻻ أﻗﺮﺑﺎء ﺳﻮى اﺑﻦ ﻋﻤﻬﺎ ﺳﲑاﻧﻮ
، وﻫﻲ أﲨﻞ ﻓﺘﺎة ﰲ
ﻓﺮﻧﺴﺎ و ذﻛﻴﺔ و ﻫﻲ ﻣﻦ ﻓﺮﻳﻖ اﻷدﻳﺒﺎت اﳌﺘﺤﺬﻟﻔﺎت.
وأﻣﺎ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺜﺎﻧﻮي اﳌﺆﺛﺮ اﻟﺜﺎﱐ ﰲ
رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻫﻮ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ وﻫﻮ ﻧﺒﻴﻼ ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻼء اﻟﺮﻳﻒ وﻳﺬﻫﺐ إﱃ
ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﺑﻔﺮﻗﺔ اﳊﺮس ﻣﻦ اﳉﻴﺶ
اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ وﻫﻲ اﻟﻔﺮﻗﺔ اﻟﱵ
ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﲑاﻧﻮ ، وﻛﺎن ﻓﱴ
ﲨﻴﻞ اﻟﺼﻮرة. وﻫﺬﻩ
اﻟﺒﻴﺎن ﺗﺘﺼﻮر ﰲ اﳊﻮار واﻷﻗﻮال ﰲ
ﺻﻔﺤﺔ :٢٠
"اﻟﺒﺎرون ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ وﻫﻮ ﻓﱴ ﻣﻦ اﺷﺮاف اﻟﺮﻳﻒ ﲨﻴﻞ اﻟﻄﻠﻌﺔ ﺣﺴﻦ اﻟﺰي واﻟﺜﻴﺎب ، ﺣﻀﺮ ﻣﻦ (ﺗﻮرﻳﻦ) إﱃ ﺑﺎرﻳﺲ ﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ ﺑﻔﺮﻗﺔ اﳊﺮس ﻣﻦ اﳉﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﺪﺧﻠﻬﺎ إﻻ ﺻﺒﺎح اﻟﻴﻮم."
ﻛﺎن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ ﲨﻴﻞ
اﻟﻄﻠﻌﺔ وﻫﻮ ﻓﱴ ﻣﻦ اﺷﺮاف
اﻟﺮﻳﻒ ﻣﻦ (ﺗﻮرﻳﻦ) إﱃ ﺑﺎرﻳﺲ ﻟﻴﻠﺘﺤﻖ
ﺑﻔﺮﻗﺔ اﳊﺮس ﻣﻦ اﳉﻴﺶ
اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ أي اﳉﻴﺶ اﻟﺬي ﻓﻴﻪ
ﺑﻄﻞ ﺷﺠﺎع ، ﺳﲑاﻧﻮ. وﻫﺬا
اﻟﺼﺮح ﻳﺆﻛﺪ ﲝﻮار ﺳﲑاﻧﻮ
اﻟﺬي ﻳﻌﺠﺐ ﲜﻤﺎﻟﻪ. واﻟﺸﺨﺼﻲ
اﻟﺜﺎﱐ اﻟﺘﺎﱄ ﻫﻮ ﻟﱪﻳﻪ
أﺣﺪ ﻣﻦ أﺻﺪﻗﺎء ﺳﲑاﻧﻮ اﳌﺨﻠﺼﲔ
ﻳﻨﺼﺤﻪ داﺋﻤﺎ ﺑﺎﳍﺪوء واﻟﺴﻜﻴﻨﺔ
وﻳﻨﻌﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺪﺗﻪ وﺻﺮاﻣﺘﻪ ﰲ
أﺧﻼﻗﻪ وﻳﻨﺼﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﲣﺎذ ﺧﻄﺔ ﰲ
اﳊﻴﺎة ﺗﻨﺎﺳﺐ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﱵ
ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ رﲪﺔ ﺑﻨﻔﺴﻪ وإﻳﻘﺎء
ﻋﻠﻰ راﺣﺘﻪ وﺳﻜﻮﻧﻪ. وﺗﻈﻬﺮ اﻟﻄﺒﻴﻌﺎت ﰲ
أﻋﻤﺎﻟﻪ
٢. اﳋﻠﻔﻴﺔ
ﻛﺎن
ﺷﺮح اﻟﺴﺎﺑﻖ أن اﳋﻠﻔﻴﺔ ﻳﺴﻤﻰ ﲟﺎ
ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎن و اﳌﻜﺎن و اﻟﺒﻴﺌﺔ
اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﱵ ﺣﻜﻴﺖ ﰲ
اﻟﺮواﻳﺔ. وأﻣﺎ اﳋﻠﻔﻴﺔ اﻟﱵ
ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺰﻣﺎن و اﳌﻜﺎن وﺟﺪت ﰲ
اﻟﺮواﻳﺔ وﺿﻮﺣﺎ وأﻣﺎ اﳋﻠﻔﻴﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ
اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﻨﻈﻤﺎت
واﻟﻌﺎدات واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻓﻴﻬﺎ. وﲢﻠﻴﻞ
اﳋﻠﻔﻴﺔ ﰲ
رواﻳﺔ "اﻟﺸﺎﻋﺮ" ﻛﻤﺎ ﻳﺎﱄ:
اﳋﻠﻔﻴﺔ اﻷوﱃ
ﰲ ﺻﻔﺤﺔ :١٧ ﰲ
ﺣﺎﻧﺔ ﺑﻮروﺟﻮﻧﻴﺎ ﰲ ﺑﺎرﻳﺲ. ﻛﺎن ﰲ
ﻫﺬﻩ
اﳋﻠﻔﻴﺔ أﺷﺨﺎص ﲨﻬﻮر
اﳌﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ
ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄ ﻢ ﰲ
ﲨﻴﻊ اﻟﻠﻴﺎﱄ
ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل واﳉﻨﻮد واﻟﻠﺼﻮص واﳋﺪم
واﻷﺷﺮاف واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻜﺘﺎب وأﻋﻀﺎء ا ﻤﻊ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.
"ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎل ﺳﻨﺔ ١٦٤٠
ﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺪون إﱃ ﺣﺎﻧﺔ ﺑﻮروﺟﻮﻧﻴﺎ ﰲ ﺑﺎرﻳﺲ ﳌﺸﺎﻫﺪة رواﻳﺔ (ﻛﻠﻮرﻳﺰ) ٬ وﻫﻲ إﺣﺪى رواﻳﺎت اﻟﺸﺎﻋﺮ اﳌﺸﻬﻮر ﺑﻠﺘﺎزار ﺑﺎرو ٬ وﱂ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ ﰲذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ دور ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ٬ وإﳕﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﳝﺜﻠﻮن ﰲ اﳊﺎﻧﺎت أو اﳌﻄﺎﻋﻢ اﻟﻜﺒﲑة ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎرح ﺧﺎﺻﺔ ﻳﻌﺪو ﺎ ﻟﺬﻟﻚ. وﻛﺎن ﲨﻬﻮر اﳌﺸﺎﻫﺪﻳﻦ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄ ﻢ ﰲ ﲨﻴﻊ اﻟﻠﻴﺎﱄﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل واﳉﻨﻮد واﻟﻠﺼﻮص واﳋﺪم واﻷﺷﺮاف واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻜﺘﺎب وأﻋﻀﺎء المجتمع
اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ... "
اﳋﻠﻔﻴﺔاﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﰲ اﳊﺼﺔ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﻔﺤﺔ :٥٤ ﰲ ﺑﺎب ﻧﻴﻞ ٬ ﰲ اﻟﻠﻴﻠﺔ و ﻛﺎن ﰲ ﻫﺬﻩ اﳋﻠﻔﻴﺔ ﺳﲑاﻧﻮ و ﻟﻴﻨﻴﲑ و ﻟﱪﻳﻪ و اﳌﻤﺜﻠﻮن و اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﻮن.
"ﻗﺎل ﺳﲑاﻧﻮ: اﻩ ﻟﻘﺪ ﻃﻠﻊ اﻟﺒﺪر وﺗﻸﻷت أﺷﻌﺘﻪ ﻓﺎﺧﺘﻘﺖ ﺑﺎرﻳﺲ اﳌﻈﻠﻤﺔ وﺣﻠﺖ ﺑﺎرﻳﺲ اﳌﻨﲑة.. إن اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ تهيء ﻟﻨﺎ ﻣﻴﺪاﻧﺎ ﲨﻴﻼ ﻟﻠﻘﺘﺎل اﻟﺮﻫﻴﺐ ﻓﻬﻴﺎ ﺑﻨﺎ ﲨﻴﻌﺎ إﱃ (ﺑﺎب ﻧﻴﻞ)."
وأﻣﺎ اﳋﻠﻔﻴﺔ
اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﳌﻨﻈﻤﺎت واﻟﻌﺎدات واﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﰲ اﻟﺮواﻳﺔ ٬ وﲢﻠﻴﻞ
ﻣﻨﻬﺎ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ :٤٢
"ﻗﺎل ﺳﲑاﻧﻮ: إن اﻟﺸﺎﻋﺮ ﻻﻳﻜﺬب
وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻮل ﻣﺎ ﻻﻳﻔﻬﻤﻪ اﻷﻏﺒﻴﺎء ﻓﻴﻈﻨﻪ ﻛﺎذﺑﺎ ٬ ﻓﺼﺎح اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﻴﺖ: ﻛﺬﺑﺖ
وإﻧﻚ ﻷﻋﺠﺰ ﻣﻦ ذﻟﻚ ٬ ﻗﺎل ﱂ أﻛﺬب ﰲ ﺣﻴﺎﰐ ﻗﻂ."
وﻣﻦ
ﻫﺬا اﳊﻮار ﻗﺪ ﻇﻬﺮ أن ﺳﲑاﻧﻮ
ﳝﺴﻚ ﻋﻘﻴﺪة وﺛﻴﻘﺔ اﻟﱵ
ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺷﺎﻋﺮا ﺧﺎﻟﺼﺎ وﻫﻮﻻﻳﻜﺬب ﰲ
ﻣﻌﺠﻤﻪ أي أﻧﻪ ﺻﺪق ﰲ أﻗﻮاﻟﻪ و أﻓﻌﺎﻟﻪ ٬
وﻫﻮ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ : ٤٢
"ﻓﻘﺎﻟﺖ روﻛﺴﺎن ﻟﻪ: ﺷﻜﺮا ﻟﻚ
ﻳﺎ اﺑﻦ ﻋﻤﻲ ﻓﺴﺄﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ وﻋﺪك ﻣﺎ ﺣﺒﺒﻴﺖ ٬ ﻗﺎل: اﻋﺘﻤﺪي ﻣﺎ ﺷﺌﺖ ٬ ﻗﺎﻟﺖ: وﻛﻦ ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻟﻮﰲ اﻟﺬي ﻳﺄﺧﺬ ﺑﻴﺪﻩ ﰲ ﲨﻴﻊ ﺷﺪاﺋﺪﻩ وﳐﺎﻃﺮﻩ ٬
ﻗﺎل: ﺑﻞ أﺻﺪق أﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ٬ وﺣﻞ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻟﺘﻌﺮض ﻻﺧﻄﺎر اﳌﺒﺎرزات واﳌﺸﺎﺟﺮات ٬
ﻗﺎل: إﻧﻪ ﻟﻦ ﻳﺒﺎرز ﻗﻂ ٬ ﻗﺎﻟﺖ: أﺗﻘﺴﻢ ﱄ؟ ﻗﺎل: ﻻ ٬ ﻷﻧﲏ ﻣﺎ ﺗﻌﻮدت اﻟﻜﺬب."
و
إن ﺳﲑاﻧﻮ ﳝﺴﻚ
ﻋﻘﻴﺪة وﺛﻴﻘﺘﻪ اﻟﱵ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ اﳉﺎﺳﻜﻮﻧﻴﺔ
٬ ﺑﺄن ﻻﳝﺪ
ﻳﺪﻩ ﻟﺘﻨﺎول أي ﺷﻲء ﻣﻦ أي إﻧﺴﺎن. وﻫﺬﻩ
ﺗﺘﺼﻮر ﰲ ﺣﻮارﻩ ﻣﻊ
ﻓﺘﺎة ﻣﻘﺼﻒ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ :٤٤
"وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: أﻧﺖ ﺿﻴﻔﻲ اﻟﻴﻠﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي و ﻫﺎ ﻫﻮ ذا اﻟﻄﻌﺎم ﺑﲔ ﻳﺪﻳﻚ ﻓﺎدن ﻣﻦ اﳌﺎﺋﺪةوﺗﻨﺎول ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﺎء ٬ ﻓﺎل : ﺷﻜﺮا ﻟﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﱵ ٬ وﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن ﻋﻈﻤﱵ اﳉﺎﺳﻜﻮﻧﻴﺔ ﻻﺗﺴﻤﺢ ﱄ أن أﻣﺪ ﻳﺪي ﻟﺘﻨﺎول أي ﺷﻲء ﻣﻦ أي إﻧﺴﺎن ﻓﺈﱐ دﻋﻮﺗﻚ إﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺻﺪاﻗﺘﻚوودك..."
٣.
اﳊﺒﻜﺔ
ﻧﺮى أن اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﲢﺪد ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺸﺎر اﳊﺒﻜﺔ
ﻛﻠﻬﺎ ﰲ ﲢﻠﻴﻞ
رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﳌﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ
٬
و اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﳌﺆﺛﺮ ﻫﻲ ﺳﲑاﻧﻮ
و روﻛﺴﺎن. و ﻛﻞ اﳊﺎدﺛﺔ ﻫﺬان اﻟﺸﺨﺼﻴﺘﺎن ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﰲ
ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻘﺼﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺗﻘﺺ ﻣﻐﺎﻣﺮا ﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ أم ﻏﲑ
ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﻜﻮ ﻤﺎ ﻛﻤﻮﺿﻮع اﶈﺎورة
ﻓﻴﻬﺎ. وﻛﺎنت اﳊﺒﻜﺔ ﻓﲑواﻳﺔ
اﻟﺸﺎﻋﺮ ﺗﺘﻜﻮن من أرﺑﻌﺔ ﻣﺮاﺣﻞ ٬
وهي اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﰒ اﳊﺪث
الصراع ثم اﻟﺬروة ثم اﳊﺪث
اﻟﻨﺎزل.
اﻟﺒﺪاﻳﺔ:
إن اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﰲ
رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﳌﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ
ﺗﺴﺘﺨﺪم اﻋﱰاف اﳋﻠﻔﻴﺔ
و اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ٬
وﻛﺎن اﳌﺼﻨﻒ ﻳﺼﻮر ﻋﻦ
ﺗﻌﺮف اﳋﻠﻔﻴﺔ و اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
ﰲ ﺑﺪاﻳﺔ ﺻﻨﻌﺔ رواﻳﺘﻪ ٬
وﳘﺎ ﺗﻮﺟﺪ ﰲ
ﻣﻘﻄﻌﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﺮواﻳﺔ ﺻﻔﺤﺔ :١٧
" ﰲ ﻟﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻟﻴﺎل
ﺳﻨﺔ ١٦٤٠ ﺑﺪأ اﻟﻨﺎس ﻳﻔﺪون إﱃ ﺣﺎﻧﺔ ﺑﻮروﺟﻮﻧﻴﺎ ﰲ
ﺑﺎرﻳﺲ ﳌﺸﺎﻫﺪة
رواﻳﺔ (ﻛﻠﻮرﻳﺰ) ٬ وﻫﻲ إﺣﺪى رواﻳﺎت اﻟﺸﺎﻋﺮ اﳌﺸﻬﻮر
ﺑﻠﺘﺎزار ﺑﺎرو ٬
وﱂ
ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ ﰲذﻟﻚ
اﻟﻌﺼﺮ دور ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ٬ وإﳕﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﳝﺜﻠﻮن
ﰲ
اﳊﺎﻧﺎت
أو اﳌﻄﺎﻋﻢ
اﻟﻜﺒﲑة
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎرح ﺧﺎﺻﺔ ﻳﻌﺪو ﺎ ﻟﺬﻟﻚ. وﻛﺎن ﲨﻬﻮر
اﳌﺸﺎﻫﺪﻳﻦ
ﰲ
ﺗﻠﻚ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄ ﻢ ﰲ ﲨﻴﻊ اﻟﻠﻴﺎﱄ
ﺧﻠﻴﻄﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل واﳉﻨﻮد واﻟﻠﺼﻮص واﳋﺪم
واﻷﺷﺮاف واﻟﻌﻠﻤﺎء واﻟﻜﺘﺎب وأﻋﻀﺎء المجتمع اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ..."
وﻣﻦ
ﻗﻄﻌﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻳﻈﻬﺮ أن اﳌﺆﻟﻒ
اﻟﺮواﻳﺔ ﻳﺒﺪأ رواﻳﺘﻪ ﺑﺄن ﻳﺸﺮح اﳋﻠﻔﻴﺔ
ﻓﻴﻬﺎ ٬ و ﻳﺒﻠﻎ ﻟﻠﻘﺎرئ ﻋﻤﺎ ﻳﺘﺤﺪث ﲝﺎﻟﺔ
اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﰲ ﺳﻨﺔ ١٦٤٠ اﻟﺬي
ﻓﻴﻬﺎ ﳎﺘﻤﻊ ﻳﺸﻐﻞ ﺑﺎﳌﺴﺮﺣﻲ
و أنهم ﳜﺘﺎر اﳊﺎﻧﺔ
ﻻﻧﻄﻼق اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ. وﻛﺎﻧﺖ اﳊﺎﻧﺔ
ﳝﻼء ﲜﻤﺎﻫﺮ
اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ
ﻳﺒﺪأ اﻟﺼﺮاع
في هذه الرواية ﲟﺠﻴﺊ ﺳﲑاﻧﻮ
ﰲ أن ﳝﻨﻊ
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺮﺣﻲ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري ﻣﻨﺬ أﻳﺎم ﰲ
ﺷﺄن ﻣﻦ اﻟﺸﺆون ٬ وﻫﺬﻩﻛﻤﺎذﻛﺮ
في ﺼﻔﺤﺔ :٢١
“ﻗﺎل
راﺟﻨﻮ : ﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ اﻟﺴﺎﻋﺔ أن ﺳﲑاﻧﻮ ﻛﺎن وﺟﺪ ﻋﻠﻰ اﳌﻤﺜﻞ
ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري ﻣﻨﺬ أﻳﺎم ﰲ ﺷﺄن ﻣﻦ اﻟﺸﺆون ﻻ أﻋﻠﻤﻪ ﻓﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ
ﺑﺄن ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻬﺮا ﻛﺎﻣﻼ وﻫﺪدﻩ ﺑﺎﳌﻮت
إنﺧﺎﻟﻒ أﻣﺮﻩ .. "
وﺟﺎء
ﺳﲑاﻧﻮ ﺑﻐﻀﺐ ﺷﺪﻳﺪ ﳌﻮﻧﻔﻠﻮري
٬ ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﻣﻨﻊ
ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري ﻟﻠﺘﻤﺜﻴﻞ وﻟﻜﻨﻪ ﳝﺜﻞ ﰲ
ﺣﺎﻧﺔ ﺑﻮروﺟﻮﻧﻴﺎ وﻻ ﻳﺘﺒﻊ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻴﻐﻀﺒﻪ ﺳﲑاﻧﻮ
و ﻳﻌﺪ أن ﻳﻀﺮﺑﻪ إذ ﻳﺴﺘﻤﺮ ﲤﺜﻴﻠﻪ
٬ و ﻫﺬﻩﻛﻤﺎذﻛﺮﰲ
ﺻﻔﺤﺔ :٣٠
"و ﻫﻨﺎ رن ﺻﻮت ﻋﻈﻴﻢ ﰲ ﺟﻮاﻧﺐ اﻟﻘﺎﻋﺔ ﻳﻘﻮل:
ﻗﺎل: أﱂ أﺣﺮم ﻋﻠﻴﻚ
اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺷﻬﺮا ﻛﺎﻣﻼ ﻳﺎ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري؟ ﻓﺪﻓﺶ اﳉﻤﻬﻮر و ﲨﺪ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮريﰲ ﻣﻜﺎﻧﻪ...اﺗﺮك
اﳌﺴﺮح ﺣﺎﻻ ﻳﺎ أﺣﻖ
اﳌﻤﺜﻠﲔ و إن ﻻ ﻓﺄﻧﺖ أﻋﻠﻢ ﲟﺎ ﻳﻜﻮن ٬ ﻓﺴﺨﻂ ﲨﻬﻮر ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﺳﺨﻄﺎ ﺷﺪﻳﺪا وﺿﺠﻮ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻧﺎﺟﻴﺔ: ﻣﺜﻞ ﻳﺎ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري ﻣﺜﻞ وﻻ ﲣﻒ. ﻓﺘﺸﺠﻊ ﻣﻮﻧﻔﻠﻮري و ﻋﺎد إﱃ اﻟﺘﻐﲏ ﺑﻘﻄﻌﺘﻪ .. ﻓﻤﺎ ﻧﻄﻖ ﺑﺄول ﺣﺮف ﻣﻨﻬﺎ ﺣﱴ وﺛﺐ ﺳﲑاﻧﻮ ﻣﻦ ﻛﺮﺳﻴﻪ اﻟﺬي ﻛﺎن واﻗﻔﺎ ﻋﻠﻴﻪ إﱃ أﻗﺮب ﻛﺮﺳﻲ إﱃ اﳌﺴﺮح و ﻫﺰ ﻋﺼﺎﻩ ﰲ وﺟﻬﻪ و ﺻﺎح: ﻻ
ﲤﺜﻞ أﻳﻬﺎ اﻟﺪب اﳍﺎﺋﻞ وﻻ ﺗﻨﻄﻖ ﲝﺮف واﺣﺪ.."
ﻛﺎن ﻫﺬا اﻟﺼﺮاع ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ
اﻟﺼﺮاع اﻟﺴﺎﺑﻖ ﲟﺠﻲء رﺟﻞ زري اﻟﺬي ﻳﺘﺨﲑ ﻋﻦ ﺷﺠﺎﻋﺘﻪ ﻟﻴﺤﺎﻛﻢ
ﻣﻨﻔﻠﻮري ﺑﺄن ﻳﻘﻮل أن ﺷﺨﺼﻲ ﻛﻤﺜﻞ ﺳﲑاﻧﻮ ﻻ ﳝﻜﻦ أن ﳛﻜﻤﻪ إﻻأﻣﺮ ﻣﻦ اﳌﻠﻚ أم ﺧﺪم اﳌﻠﻚ و ﻳﻈﻨﻪ ﻣﺘﺤﻜﻢ ﻣﻦ اﳌﻠﻚ ٬ ﻓﻴﺠﻴﺒﻪ ﺳﲑاﻧﻮ أﻧﻪ ﳛﻜﻢ ﻋﻠﻰ إرادﺗﻪ ﺑﻞ اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺰري ﳚﺎدﻟﻪ و ﳚﻌﻞ ﺳﲑاﻧﻮ ﺑﺎﻟﻐﻀﺐ و ﻳﺴﺒﺐ اﳊﺮب ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ج. ﲢﻠﻴﻞ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﳌﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ
ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﳌﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺎﱄ: ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺔ ٤٥-٤٤ ﻳﺘﺼﻮر أن ﺷﺨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺳﲑاﻧﻮ دي ﺑﻮرﺟﺮاك ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻪ ﺷﺨﺼﻲ اﻟﺬي ﻳﺆﻳﺪ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ واﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺪاﻓﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺪ ﳛﺘﻘﺮﻩ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ. وﻫﻮ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻠﻘﺎرئ أن اﳉﺒﻬﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻻ ﲢﺘﺎج إﱃ ﺗﺎج ﻳﺰﻳﻨﻬﺎ وإن اﻟﺼﺪر اﳌﻤﻠﻮء ﺑﺎﻟﺸﺮف و اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻ ﳛﺘﺎج إﱃ وﺳﺎم ﻳﺘﻸﻷ ﻓﻮﻗﻪ و ﻃﻬﺎرة أم ﻋﻔﺔ اﻟﻨﻔﺲ أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻪ. ﻓﻬﺬﻩ ﻣﻦ ﺻﻔﺘﻪ اﻟﺼﱪ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﻘﺎر و اﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ، و ﺬا ﻳﺘﺼﻮر ﰲ ﻗﻮﻟﻪ:
"ﻧﻌﻢ أﻋﱰف ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺄﻧﲏ رﺟﻞ ﻓﻘﲑ ﻣﻔﻠﻮك ﻻ أﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎ و أﻧﲏ ﻻ أﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪري أي ﻫﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳍﻨﺎت اﻟﱵ ﺗﻴﻤﻮبها ﺷﺎرات اﻟﺸﺮف ، وﻟﻜﻦ اﺋﺬن ﱄ أن أﻗﻮل ﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﰒ أﻧﺖ وﺷﺄﻧﻚ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. إﻧﲏ ﻻ أﺣﻔﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺎﻟﺼﻮر و اﻟﺮﺳﻮم و اﻷزﻳﺎء و اﻷﻟﻮان ، وﻻ ﻳﻌﻨﻴﲏ ﲨﺎل اﻟﺼﻮرة و ﺣﺴﺒﻬﺎ وﻻ ﺑﺮﻗﺸﺔ اﻟﺜﻴﺎب و ﳕﺘﻤﺘﻬﺎ ، وﺣﺴﱯ ﻣﻦ اﳉﻤﺎل أﻧﲏ رﺟﻞ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ، وﻻ أﻛﺬب وﻻ أﺗﻠﻮن وﻻ أداﻫﻦ وﻻ أﲤﻠﻖ وأن ﻧﻔﺴﻲ ﻧﻘﺒﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻏﲑ ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺄدران اﻟﺮذاﺋﻞ و اﳌﻔﺎﺳﺪ ﻓﻠﻢ ﻓﺎﺗﲎ اﻟﻮﺟﻪ اﳉﻤﻴﻞ واﻟﺜﻮب اﳌﻠﻔﻮف واﻟﻮﺳﺎم اﻟﻼﻣﻊ واﳉﻮﻫﺮ اﻟﺴﺎﻃﻊ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘﲏ ﺷﺮف
اﳌﺒﺪأ
وﻻﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ وﻻ إﺑﺎء اﻟﻀﻴﻢ وﻻﻧﻘﺎء اﻟﻀﻤﲑ"
إن اﳉﺒﻬﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﻻ ﲢﺘﺎج إﱃ
ﺗﺎج ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ ، وإن ﺻﺪر اﳌﻤﻠﻮء
ﺑﺎﻟﺸﺮف واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻ ﳛﺘﺎج إﱃ
وﺳﺎم ﻳﺘﻸﻷ ﻓﻮﻗﻪ ﻓﺎﻟﻴﻔﺨﺮ اﻟﻔﺎﺧﺮون ﲟﺎ
ﺷﺎءوا ﻣﻦ ﻓﻀﺘﻬﻢ وذﻫﺒﻬﻢ وأﻟﻘﺎ ﻢ و ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ. أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺤﺴﱯ
ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺮ أﻧﲏ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن
أﻣﺸﻲ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس ﺑﺮأس
ﻋﺎل ،وﺟﺒﻬﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ، وﻧﻔﺲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ و ﺛﻮب ﻧﻘﻲ أﺑﻴﺾ ﱂ
ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ ذرة ﻣﻦ ﻏﺒﺎر ، وﱂ
ﺗﻠﻮﺛﻪ ﺷﺎﺋﺒﺔ ﻣﻦ ﺷﺆوب اﻟﺴﻔﺎﻟﺔ و اﻟﺪﻧﺎءة ، ﻻ أﻫﺎب ﺷﻴﺌﺎً وﻻ أﻏﻀﻲ ﻟﺸﻲء وﻻ أﺧﺠﻞ ﻣﻦ
ﺷﻲء
وﰲ
ﻫﺬا اﳊﻮار ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ أن
ﻧﺄﺧﺬ اﳊﻜﻤﺔ و رﺳﺎﻟﺔ
اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻒ اﻟﺮواﻳﺔ أن ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ أي ﺟﺒﻬﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ أﻫﻢ ﻣﻦ ﻛﺜﲑ
اﳌﺎل و اﻟﺸﺮف ، وﻫﺬﻩ
ﻣﻦ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس
ﺑﻨﻔﺴﻪ.وﻋﻨﺪﻣﺎ ﳛﻘﺮ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ و
اﻟﻔﻘﲑ ﻋﻦ أﻧﻒ ﺳﲑاﻧﻮ
اﻟﻜﺒﲑ ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ
ﻓﺨﻮر ﲝﺎل أﻧﻔﻪ و ﻫﻮ
ﻳﻈﻦ أن أﻧﻒ ﻛﺒﲑ ﻣﺎ أﻓﺨﺮ ﺑﻪ ﻛﻞ
اﻟﻔﺨﺮ ﻷﻧﻪ ﻋﻨﻮن اﻟﻜﺮم و اﻟﺸﺮف و اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ و اﻟﺸﻤﻢ ﻟﻪ. وﻫﺬﻩ
ﻣﻦ ﺻﻔﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻰ ﷲ ﻟﻪ ، وﻫﺬا ﻳﺘﺼﻮر ﰲ
ﺣﻮارﻩ
ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺔ :٣٨-٣٦
" ﻗﺎل: و ﻫﻞ ﺗﻈﻦ أﻳﻬﺎ اﻟﻐﱯ
اﻷﲪﻖ
أن اﻷﻧﻒ اﻟﺼﻐﲑ
ﻣﻔﺨﺮة ﻣﻦ اﳌﻔﺎﺧﺮ
اﻟﱵ
ﻳﻌﺘﺰ بها ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ؟ ﻧﻌﻢ إن أﻧﻔﻲ ﻛﺒﲑ ﺟﺪا ﻻ ﻳﻜﱪﻩ أﻧﻒ ﰲ
ﻫﺬا اﻟﺒﻠﺪ ، وذﻟﻚ ﻣﺎ أﻓﺨﺮ ﺑﻪ ﻛﻞ اﻟﻔﺨﺮ ، ﻷن اﻷﻧﻒ اﻟﻜﺒﲑ ﻋﻨﻮن اﻟﻜﺮم و
اﻟﺸﺮف و اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ و اﻟﺸﻤﻢ ، وأﻧﺎ ذﻟﻚ اﻟﺬي اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺎت ﲨﻴﻌﻬﺎ."
وﰲ
ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺧﺮى ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ
ﻋﺰة اﻟﻨﻔﻲ ﰲ أن ﻳﻌﱪ
ﺷﻌﻮرﻩ
ﻻﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ ، روﻛﺴﺎن ، وﻫﺬا أﺣﺪ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﻏﲑ
ﳏﻤﻮدة وﺑﻪ ﻳﺴﺒﺐ ﺳﲑاﻧﻮ
ﰲ اﻟﻘﻠﻖ ﲝﺒﻪ
اﳌﻔﺘﻮن وﻫﻮ ﻻ ﻳﻌﱪ
ﺣﺒﻪ ﺣﱴ وﻓﺎﺗﻪ ، وﻫﺬا ﳚﻌﻞ
روﻛﺴﺎن و ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﻳﺸﻌﺮان ﳐﻄﺊ
ﻷﻧﻪ ﻗﺪ ﺿ ّﺤﻰ ﺣﺒﻪ ﻟﻔﺮﺣﻬﻤﺎ وﻟﻮ ﻛﺎم ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺣﺐ روﻛﺴﺎن ﻟﺴﲑاﻧﻮ.
ورﺳﺎﻟﺔ أم ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ
ﻫﺬﻩ
ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻨﺺ ﻫﻲ ﻻ ﺗﻜﻦ ﺑﻼ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ ﻟﻮ ﻻ ﲤﻠﻚ
ﺟﺴﻤﻴﺔ ﲨﻴﻠﺔ ﻛﺎﻧﺖ أم
ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺜﲑة ﻟﻴﻌﱪ
ﺷﻌﻮر اﳊﺐ ، ﺑﺄن اﻋﺘﺒﺎر
اﳊﺐ ﺳﻴﻌﺮف اﶈﺒﻮﺑﺔ
ﻣﺎذا ﺗﺸﻌﺮ وﻻ ﻳﻜﻮن ﺧﻄﺎء ﰲ
اﻟﻔﻬﻢ. ﻫﺬﻩﻛﻤﺎ
ﺗﺘﺼﻮر ﰲ اﻟﻨﺺ اﻟﺘﺎﱄ
ﺻﻔﺠﺔ :٤٨
“ﻓﻘﺎل ﻟﱪﻳﻪ: ﺣﺴﺒﻚ ﻳﺎ ﺳﲑاﻧﻮ
ﻓﺈﻧﻚ ﲢﺐ
اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻚ روﻛﺴﺎن ، وﻟﻜﻦ ﻻ أدري ﱂ ﻻ ﺗﻘﻀﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺬات ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺎ دﻣﺖ ﲤﺖ
إﻟﻴﻬﺎ ﺑﺼﻠﺔ اﻟﻘﺮﰊ اﻟﱵ ﺑﻴﻨﻚ وﺑﻴﻨﻬﺎ؟ ﻗﺎل: ذﻟﻚ ﻣﺎ أﻋﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ، ﻓﺈﻧﲏ
رﺟﻞ ﺑﺎﺋﺲ ﻣﺴﻜﲔ
ﻗﻀﻰ ﷲ ﻋﻠﻲ أن أﻋﻴﺶ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﱂ ﺑﻼ أﻣﻞ و ﻻ رﺟﺎء ، ﺗﺄﻣﻞ ﰲ
وﺟﻬﻲ ﻗﻠﻴﻼ و اﻧﻈﺮ ﻫﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺒﺸﻊ اﻟﺪﻣﻴﻢ أن ﳛﻴﺎ ﰲ
اﻟﻌﺎﱂ
ﺣﻴﺎة اﳊﺐ
و اﻟﻐﺮام؟"
و ﰲ
اﻟﺼﻔﺤﺔ ٧٨-٧٧ ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ ﻳﻬﺘﻢ ﻋﺰة
ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻷﻣﻮال اﻟﺬي ﺳﺘﻮﺟﻬﻪ ،وإﻧﻪ ﻻﻳﺴﻠﻢ دﻋﻮة ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﺪم أﻋﻤﺎل أدﺑﻪ إﱃ
اﻟﻌﻈﻴﻢ و اﻟﻨﻘﺎد ﰲ اﳌﻤﻠﻜﺔ
، ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺆﻟﻔﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺸﺨﺺ اﺧﺮ أم ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻘﺪ اﻟﻨﻘﺎد و ﻟﻴﺲ ﻟﻜﻲ ﻳﻌﻄﺎﻩ
اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻷﺟﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ أﻋﻤﺎل أدﺑﻪ ، وﻟﻜﻨﻪ
ﻳﺆﻟﻔﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻻ ﻏﲑﻩ ، وﻫﺬﻩ
ﻣﻦ ﺻﻔﺘﻪ اﻟﺒﺴﻴﻂاﻟﺬي ﻳﻬﺘﻢ ﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ اﻷﺧﻼق ﺑﲔ
اﻟﻨﺎس ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺗﺘﺼﻮر ﰲ ﺣﻮار اﻟﺘﺎﱄ:
"و ﻗﺎل ﻟﻪ : أﲢﺐ
أن ﺗﻜﻮن ﱄ
ﻳﺎ ﺳﲑاﻧﻮ؟
ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ وﻗﺎل : ﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ، وﻻ ﻷ ّي إﻧﺴﺎن ﻗﺎل: إن ﺧﺎﱄ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل (رﻳﺸﻠﻴﺒﻪ)
ﻛﺜﲑ
اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻚ و ﺑﺄدﺑﻚ و ﳛﺐ أن ﻳﺮاك ، ﻓﺈن ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻚ إﻟﻴﻪ ، وﻟﻘﺪ ﻗﻴﻞ ﱄ
إﻧﻚ ﻧﻈﻤﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﲔ رواﻳﺔ ﲤﻘﻴﻠﻴﺔ ﲨﻴﻠﺔ
ﱂ
ﺗﻮﻓﻖ إﱃ ﲤﺜﻴﻠﻬﺎﺣﱴ اﻟﻴﻮم ، ﻓﻠﻮ
أﻧﻚ ذﻫﺒﺖ ﺎ إﻟﻴﻪ ورﻓﻌﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻟﻌﺮف ﻟﻚ ﻓﻀﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ وأﺣﺴﻦ ﺟﺰاءك ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إﱃ
ﻏﲑك
ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب و اﻟﺸﻌﺮاء..وﻗﺎل ﻟﻠﻜﻮﻧﺖ : ذﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ، وإن دﻣﻲ ﻟﻴﺠﻤﺪ ﰲ
ﻋﺮوﰲ
ﻋﻨﺪﻣﺎ أﲣﻴﻞ
أن إﻧﺴﺎﻧﺎ ﰲ
اﻟﻌﺎﱂ
ﳛﺪث
ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﻐﻴﲑ
ﺣﺮف واﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪي ، وﻣﺎ أﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ اﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ
أدﰊ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎن ، وﻗﺎل : وﻟﻜﻨﻚ ﺗﻌﻠﻢ
أﻧﻪ إذا أﻋﺠﺒﻪ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ دﻓﻊ ﲦﻨﻪ ﻏﺎﻟﻴﺎ ، ﻗﺎل: ﻧﻌﻢ أﻋﻠﻢ ذﻟﻚ ، وﻟﻜﻨﻪ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺒﺬل
ﻓﻴﻪ ﲦﻨﺎ
ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻷﱐ إﳕﺎ أﺳﻜﺐ ﻓﻴﻪ دم ﻗﻠﱯ
ﺣﺎرا ودم اﻟﻘﻠﺐ أﻏﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ واﻟﺬﻫﺐ."
وأﻣﺎ ﻣﻦ قيمة اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺑﲔ
اﻟﻨﺎس و اﻷﺧﺮ أم ﻋﻼﻗﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ
ﻫﺬﻩ
اﻟﺮواﻳﺔ ﺗﻜﻮن ﰲ
اﻟﺼﻔﺤﺔ ،٢٧ ﻓﺈن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﻛﺸﺨﺺ اﳌﺆﺛﺮ
ﰲ ﻫﺬﻩ
اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﳊﻤﺔ ﻟﺸﺨﺺ
أﺧﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺣﻢ روﻛﺴﺎن و ﻳﺮﺿﻰ أن ﻳﻀﺤﻰ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺪ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﺬي
ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﻛﺰوﺟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ و ﻛﺎن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﻳﺘﺤﺮك أﻳﻀﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻟﻴﻨﻴﲑ
ﺳﻴﻘﺘﻞ ﲟﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻣﻦ أﻣﺮ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ. واﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻫﻲ وﺻﻴﻠﺔ اﻟﺮﲪﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس ، وﻫﺬﻩ ﺗﺘﺼﻮر ﰲ ﺣﻮار اﻟﺘﺎﱄ:
"ﻗﺎل أﻗﺘﻠﻪ ، ﻗﺎل: إﱐ أﺧﺎف ﻋﻠﻴﻚ
ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ أﻗﻮى ﻣﻨﻚ ورﲟﺎ ﻗﺘﻠﻚ ، ﻗﺎل: ﻻ أﺑﺎﱄ اﳌﻮت ﰲ
ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ، ﻗﺎل: أﻧﻈﺮ ﻫﺎ ﻫﻲ ذي ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ وﲢﺪق ﻓﻴﻚ ﲢﺪﻳﻘﺎ
ﺷﺪﻳﺪا ﻓﻼ ﻳﺸﻐﻠﻚ ﺷﺎﻏﻞ ﻋﻨﻬﺎ.. ﻗﺎل: ﻣﻦ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ
اﻟﺬي دﺑﺮ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ
اﳌﻜﻴﺪة؟
ﻗﺎل: ذﻟﻚ ﺳﺮ اﳌﻬﻨﺔ
ﻻأﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺑﻮح ﺑﻪ ، ﻓﻀﺤﻚ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن وﻗﺎل: ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﰊ إﻟﻴﻚ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﺘﻪ ، ﰒ
ﺧﻠﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻓﺬﻫﺐ ﻟﺸﺄﻧﻪ ، واﻟﺘﻔﺖ ﻫﻮ إﱃ
ﻣﻘﺼﻮرة روﻛﺴﺎن ﺣﺰﻳﻨﺔ وﻗﺎل ﰲ ﻧﻔﺴﻪ: و أﺳﻔﺎﻩ ﻻﺑﺪ ﱄ أن أﺗﺮﻛﻬﺎ اﻷن
"
ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ وﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻗﻴﻢ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ أي اﻷﺧﻼق ﺑﲔ اﻟﻨﺎس و اﻷﺧﺮ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻨﺼﺮ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻟﻴﻨﻴﲑ ﺑﺄن ﻳﻮاﺟﻪ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﺘﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ ، وﻫﺬﻩ اﳊﺎدﺛﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﰲ ﺣﻮارﻩ ﻣﻊ ﻟﻴﻨﻴﲑ ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺔ :٥٢
"..ﻓﻤﺎ راﻋﻪ إﻻ ﲨﺎﻋﺔ
ﻣﻦ اﳉﻨﻮد
واﻟﻀﺒﺎط ﻗﺪ دﺧﻠﻮا اﳊﺎﻧﺔ ﳛﻴﻄﻮن ﺑﺮﺟﻞ ﻳﱰﻧﺢ
ﺳﻜﺮا ﻓﺘﺄﻣﻠﻪ ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻟﻴﻨﻴﲑ ، ﻓﻬﺮع إﻟﻴﻪ ﻣﺬﻋﻮرا ، وﻗﺎل: ﻣﺎ ﺑﻚ
ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ؟ ﻗﺎل: ﺧﺬ ﻫﺬﻩ
اﻟﻮرﻧﺔ واﻗﺮأﻫﺎ إ ﺎ ﺗﻨﻈﺮﱐ ﺑﺄن ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻳﻜﻤﻨﻮن ﱄ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﰲ
ﻃﺮﻳﻘﻲ إﱃ
ﻣﻨﺰﱄ
ﻋﻦ (ﺑﺎب اﻟﻨﻴﻞ) ﻟﻴﻘﻄﻠﻮﱐ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﱵ ﺗﻌﻤﻠﻬﺎ ، ﻓﺄذن
ﱄ
ﺑﺎﻟﺬﻫﺎب إﱃ
ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻷﻧﺎم ﻓﻴﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ. ﻓﺄﻃﺮق ﺳﲑاﻧﻮ ﻫﻨﻴﻨﺔ وﻫﻮ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ : ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ
ﻋﻠﻰ رﺟﻞ واﺣﺪ؟ ﻣﺎ أﺟﺒﻨﻬﻢ و أﺳﻔﻞ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ، ﻟﻴﻨﻴﲑ "..!
إن ﰲ ﻫﺬا اﳊﻮار ﻛﺎن اﻟﻘﺎﺋﺪ ﳝﺴﻚ ﻣﺴﺆﻟﻴﺘﻪ ﻷن ﳛﻔﻆ ﺟﻨﻮد و ﺑﻠﺪﺗﻪ ، وﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس واﻷﺧﺮ اﻟﱵ ﺗﺼﻮرﻩ اﳌﺆﻟﻒ ﻟﻠﻘﺎرئ أن اﻷﻣﺮ ﻻﺑﺪ أن ﳝﺴﻚ أﻣﺎﻧﺘﻪﻛﺎﻟﺮﺋﻴﺲ ، وﻫﺬﻩ ﻳﺘﺼﻮر ﰲ اﻟﺼﻔﺤﺔ :١٤٦
"و ﻛﺎن ﻳﺘﻜﻠﻢ و اﳉﻨﻮد ﻣﻘﺒﻠﻮن ﻋﻠﻰ
أﻟﻌﺎ بهم ﻳﺘﺸﺎﻏﻠﻮن ﺎ وﻫﻢ ﻻ ﻳﺴﻤﻌﻮن ﻣﺎ ﻳﻘﻮل ، وﻗﺎل ﳍﻢ وﻫﻮ ﻳﺸﲑ
إﱃ
ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ: ﻗﺎل :وﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ أرﻳﺪ أن اﻣﺮ ﻗﺎﺋﺪﻛﻢ ﲟﻌﺎﻗﺒﺘﻜﻢ و ﻟﻜﻨﲏ
ﻓﻘﺎﻃﻌﻪ ﻗﺎﺋﺪ وﻗﺎل ﻟﻪ: ﻟﻮ أﻧﻚ ﻓﻌﻠﺖ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﳌﺎ أذﻋﻨﺖ ﻷﻣﺮك ،
ﻓﺎﺻﻔﺮ وﺟﻪ اﻟﻜﻮﻧﺖ وﻗﺎل:وﳌﺎذ؟ ﻗﺎل: ﻷﻧﲏ دﻓﻌﺖ ﻟﻠﻘﻴﺎدة
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺻﺮﻳﺒﺔ اﻟﺮﻳﺎﺳﺔ وﻫﻲ ﲡﻌﻠﲏ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻠﻄﺎن
اﳌﻄﻠﻖ
ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻗﱵ
ﻻ ﻳﻨﺎزﻋﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺎزع و ﻻ أﺧﻀﻊ ﰲ أﻣﺮﻫﺎ ﻹرادة ﻏﲑ
إرادﰐ وﺑﻌﺪ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺮأي أن ﳛﺎﺳﺐ
اﻟﻘﺎﺋﺪ ﺟﻨﻮدﻩ
ﻋﻠﻰ اﳊﺐ
و اﻟﺒﻐﺾ و اﻟﺮﺿﺎ و اﻟﺴﺨﺖ ، أو أن ﻳﻄﻠﺐ إﻟﻴﻬﻢ
ﺷﻴﺌﺎ إﻻ اﻟﻄﺎﻋﺔ واﻹذﻋﺎن ﻷواﻣﺮﻩ و ﻧﻮاﻫﺒﻪ.
"
وﰲ
ﺻﻔﺤﺔ ١٦٧ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس و المجتمع ، وﻫﺬﻩ
ﺗﺘﺼﺮ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ ﺳﲑاﻧﻮ
اﻟﺬي ﳜﺘﺎر
ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺼﺤﺒﺔ اﳋﺎﻟﺼﺔ
ﻣﻦ أن ﳝﻠﻚ
ﺣﺒﻪ. إﻧﻪ ﳝﻨﻊ
ﻗﻠﺒﻪ ﻷن ﳝﻠﻚ
روﻛﺴﺎن ﺑﺄن ﻳﺸﺮح أن ﻣﺮﺳﻞ رﺳﺎﻻت إﻟﻴﻬﺎ ﺳﲑاﻧﻮ ، ﺑﻞ ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ
ﻳﺴﻜﺖ ﻋﻨﻪ وﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺄﺧﺬ ﺳﻌﺎدﺗﻪ ﺑﺮوﻛﺴﺎن ﻋﻨﺪ ﻳﻜﻮن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﻣﺎت ﰲ
ﻣﻴﺪان اﳊﺮب.
وﻫﺬا اﳊﻮار
ﺑﲔ
ﺳﲑاﻧﻮ
ﻣﻊ روﻛﺴﺎن:
" ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﺤﻈﺔ أﻗﺒﻞ (ﻟﱪﻳﻪ)
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ اﳌﻴﺪان
ﻣﺴﺮﻋﺎ و أﺳﺮ ﰲ
أذن ﺳﲑاﻧﻮ
ﻫﺬﻩ اﻟﻜﻠﻤﺔ (ﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن) ﻓﺎﻧﺘﻘﺾ و ﻗﺎل : وﻛﻴﻒ
ﻗﺘﻞ؟ ﻗﺎل : ﺑﺄول ﻗﺬﻳﻔﺔ ﻣﻦ ﻗﺬاﺋﻒ اﳌﻌﺮﻛﺔ
، ﻓﺎﺻﻔﺮ وﺟﻬﻪ و ارﺗﻌﺪت ﻓﺮاﺋﺼﻪ و ﻏﺸﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻏﻤﺎﻣﺔ ﺳﻮداء ، ﻓﻌﺠﺒﺖ روﻛﺴﺎن ﻷﻣﺮﻩ
وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺳﲑاﻧﻮ؟ ﻗﺎل: ﻻ ﺷﻴﺊ ، ﻗﺎﻟﺖ: أﲤﻢ
ﺣﺪﻳﺌﻚ ، ﻣﺎذا ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻘﻮل ﱄ؟ ﻓﺼﻤﺖ وأﻃﺮق ﻫﻨﻴﻬﺔ و ﻇﻞ ﻳﻘﻮل ﺑﻴﻨﻪ و
ﺑﲔ
ﻧﻔﺴﻪ : ﻗﺪ اﻧﻘﺾ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ، ﻓﻼ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﻗﻮل ﺷﻴﺌﺎ ، وﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﺻﺪﻳﻘﻲ و ﻋﺸﲑي
ﻓﻠﺒﺲ ﰲ
اﺳﺘﻄﺎﻋﱵ
أن أﺑﲏﺳﻌﺎدﰐ
ﻋﻠﻰ أﻧﻘﺎض ﺷﻘﺎﺋﻪ."
وﻣﻦ قيمة اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻨﺎس ﻟﺮﺑﻪ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻫﻲ ﺗﻜﻮن ﰲ ﻧﻔﺲ ﺳﲑاﻧﻮ أﻧﻪ ﻳﺴﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻢ ﷲ اﻟﺬي ﻳﻌﻄﺎﻩ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺼﱪ ﲝﺎﻟﻪ اﻟﺬي ﺑﻼ ﻋﻤﻞ وﻻ ﲨﻞ اﻟﻮﺟﻪ وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻌﺮفأن اﻷﺧﻼق أﻓﻀﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ، ولهذا ﳔﻠﺺ أﻧﻪ ﳝﻠﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﻨﺎﻋﺔﻓﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻨﺎس اﶈﻤﻮدة. وﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ٤٨ و ﰲ ﺻﻔﺤﺔ :٤٥
"ﻗﺎل: ذﻟﻚ ﻣﺎ أﻋﺠﺰ ﻋﻨﻪ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ ، ﻓﺈﻧﲏ رﺟﻞ ﺑﺎﺋﺲ ﻣﺴﻜﲔ ﻗﻀﻰ ﷲ ﻋﻠﻲ أن أﻋﻴﺶ ﰲ ﻫﺬا اﻟﻌﺎﱂ ﺑﻼ أﻣﻞ و ﻻ رﺟﺎء.."
ﻛﺎﻧﺖ
اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﰲ رواﻳﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ ﳌﺼﻄﻔﻰ ﻟﻄﻔﻲ اﳌﻨﻔﻠﻮﻃﻲ ﻛﻤﺎ
ﻳﺎﱄ:
ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ٢٧ ﻳﻌﱰف ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻰ
اﻟﺜﺎﻧﻮي اﳌﺆﺛﺮ ﰲ اﻟﺮواﻳﺔ
وﻫﻮ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن دي ﻧﻮﻓﻴﺖ ، إﻧﻪ
ﳝﻠﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ وﻫﻲ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻓﺸﺠﺎﻋﺘﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﲪﺔ، وﻫﺬﻩ ﺗﺘﺼﻮر ﰲ ﺣﻮارﻩ ﻛﻤﺎ ﻳﺎﱄ:
" ﻗﺎل: ﻣﺎذا ﺗﺮﻳﺪ ﻣﻨﻪ؟ ، ﻗﺎل أﻗﺘﻠﻪ ،
ﻗﺎل: إﱐ أﺧﺎف ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻨﻪ ﻷﻧﻪ أﻗﻮى ﻣﻨﻚ ورﲟﺎ ﻗﺘﻠﻚ ، ﻗﺎل: ﻻ أﺑﺎﱄ اﳌﻮت ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ، ﻗﺎل: أﻧﻈﺮ ﻫﺎ ﻫﻲ ذي ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻴﻚ وﲢﺪق ﻓﻴﻚ ﲢﺪﻳﻘﺎ ﺷﺪﻳﺪا ﻓﻼ
ﻳﺸﻐﻠﻚ ﺷﺎﻏﻞ ﻋﻨﻬﺎ.. ﻗﺎل: ﻣﻦ ﻫﻮ ذﻟﻚ اﻟﻌﻈﻴﻢ اﻟﺬي دﺑﺮ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ اﳌﻜﻴﺪة؟ ﻗﺎل: ذﻟﻚ
ﺳﺮ اﳌﻬﻨﺔ ﻻ
أﺳﺘﻄﻴﻊ أن أﺑﻮح ﺑﻪ ، ﻓﻀﺤﻚ ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن وﻗﺎل: ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﰊ إﻟﻴﻚ ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﺘﻪ ، ﰒ ﺧﻠﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻓﺬﻫﺐ ﻟﺸﺄﻧﻪ ، واﻟﺘﻔﺖ ﻫﻮ إﱃ ﻣﻘﺼﻮرة روﻛﺴﺎن ﺣﺰﻳﻨﺔ وﻗﺎل ﰲ ﻧﻔﺴﻪ: و أﺳﻔﺎﻩ ﻻﺑﺪ ﱄ أن أﺗﺮﻛﻬﺎ اﻷن ".
وﰲ ﻗﻄﻌﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻳﺘﺼﻮر أن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﺷﺠﺎﻋﺔ ﰲ أن ﻳﻨﺼﺮ ﳏﺒﻮﺗﻪ روﻛﺴﺎن ﻻ ﻳﺒﺎﱄ اﳌﻮت ﰲ ﺳﺒﻴﻠﻬﺎ ، ﺑﻞ ﻳﺄﺳﻒ ﻟﻴﱰﻛﻬﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻨﺼﺮ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻟﻴﻨﻴﲑ اﻟﺬي ﺳﻴﻘﺘﻠﻪ اﻟﻌﻈﻴﻢ.و إن ﺷﺨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﺳﲑاﻧﻮ ﳝﻠﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ ، إﻧﻪ ﺷﺨﺺ ﺑﺴﻴﻂ و ﻫﻮ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﲝﺎﻟﻪ اﻟﺬي ﻓﻘﲑ ﻣﻔﻠﻮك ﻻﳝﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ وﻟﻜﻨﻪ ﻻﳛﻔﻞ ﺑﺎﻟﺼﻮر و اﻟﺮﺳﻮم و اﻷزﻳﺎء و اﻷﻟﻮان ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻌﺮف أن ﲨﺎل اﻟﺼﻮرة و ﺣﺴﺒﻬﺎ وﻻ ﺑﺮﻗﺸﺔ اﻟﺜﻴﺎب. وﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ اﻟﱵ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺴﻴﻂ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ و ﳛﺮس اﺣﱰاﻣﻪ ، و ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ ﻻ ﻳﺒﺎﱄ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻘﺮﻩ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ. و ﺗﺘﺼﻮر ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ :٤٠
"ﻓﻘﺎل اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ : إن اﻟﺬي ﻳﻐﻴﻄﲏ
وﻳﺆﳌﲏ
أن ﺗﺼﺪر اﻷﻣﺜﺎل ﻫﺬﻩ
اﻟﻜﻠﻤﺎت اﳌﻤﻠﻮءة
ﻛﱪا
و ﻋﻈﻤﺔ ﻣﻦ ﺣﻘﲑ
ﻣﻔﻠﻮك ﻻ ﳝﻠﻚ
ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺣﱴ ﻗﻔﺎزا ﰲ ﻳﺪﻩ وﻻﳛﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺛﻮﺑﻪ أي
ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺸﺮف ، ﻓﺎرﺗﻌﺶ ﺳﲑاﻧﻮ ﻏﻴﻈﺎ وﻟﻜﻨﻪ ﲡﻠﺪ
واﺳﺘﻤﺴﻚ وأﻧﺸﺄ ﻳﻘﻮل ﺑﺼﻮت ﻫﺎدئ رزﻳﻦ: ﻧﻌﻢ
أﻋﱰف
ﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺄﻧﲏ
رﺟﻞ ﻓﻘﲑ
ﻣﻔﻠﻮك ﻻ أﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻣﺘﺎع اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﻴﺌﺎ و أﻧﲏ ﻻ أﲪﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺪري أي
ﻫﻨﺔ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳍﻨﺎت
اﻟﱵ
ﺗﻴﻤﻮ ﺎ ﺷﺎرات اﻟﺸﺮف ، وﻟﻜﻦ اﺋﺬن ﱄ أن أﻗﻮل ﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﰒ
أﻧﺖ وﺷﺄﻧﻚ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ. إﻧﲏ ﻻ أﺣﻔﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﺑﺎﻟﺼﻮر و اﻟﺮﺳﻮم و
اﻷزﻳﺎء و اﻷﻟﻮان ، وﻻ ﻳﻌﻨﻴﲏ ﲨﺎل اﻟﺼﻮرة و
ﺣﺴﺒﻬﺎ وﻻ ﺑﺮﻗﺸﺔ اﻟﺜﻴﺎب و ﳕﺘﻤﺘﻬﺎ ، وﺣﺴﱯ ﻣﻦ اﳉﻤﺎل
أﻧﲏ
رﺟﻞ ﺷﺮﻳﻒ ﻣﺴﺘﻘﻴﻢ ، وﻻ أﻛﺬب وﻻ أﺗﻠﻮن وﻻ أداﻫﻦ وﻻ أﲤﻠﻖ و أن ﻧﻔﺴﻲ
ﻧﻘﺒﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﻏﲑ
ﻣﻠﻮﺛﺔ ﺑﺄدران اﻟﺮذاﺋﻞ و اﳌﻔﺎﺳﺪ ﻓﻠﻢ ﻓﺎﺗﲎ
اﻟﻮﺟﻪ اﳉﻤﻴﻞ
واﻟﺜﻮب اﳌﻠﻔﻮف
واﻟﻮﺳﺎم اﻟﻼﻣﻊ واﳉﻮﻫﺮ اﻟﺴﺎﻃﻊ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﺘﲏ
ﺷﺮف اﳌﺒﺪأ
وﻻﻋﺰة اﻟﻨﻔﺲ وﻻ إﺑﺎء اﻟﻀﻴﻢ وﻻﻧﻘﺎء اﻟﻀﻤﲑ".
إن اﳉﺒﻬﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﻻ ﲢﺘﺎج إﱃ
ﺗﺎج ﺑﺰﻳﻨﺘﻬﺎ ، وإن ﺻﺪر اﳌﻤﻠﻮء
ﺑﺎﻟﺸﺮف واﻟﻔﻀﻴﻠﺔ ﻻ ﳛﺘﺎج إﱃ
وﺳﺎم ﻳﺘﻸﻷ ﻓﻮﻗﻪ ﻓﺎﻟﻴﻔﺨﺮ اﻟﻔﺎﺧﺮون ﲟﺎ
ﺷﺎءوا ﻣﻦ ﻓﻀﺘﻬﻢ و ذﻫﺒﻬﻢ وأﻟﻘﺎ ئهم و ﻣﻨﺎﺻﺒﻬﻢ. أﻣﺎ أﻧﺎ ﻓﺤﺴﱯ
ﻣﻦ اﻟﻔﺨﺮ أﻧﲏ أﺳﺘﻄﻴﻊ أن
أﻣﺸﻲ ﺑﲔ اﻟﻨﺎس ﺑﺮأس
ﻋﺎل ، وﺟﺒﻬﺔ ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ، وﻧﻔﺲ ﻣﻄﻤﺌﻨﺔ و ﺛﻮب
ﻧﻘﻲ أﺑﻴﺾ ﱂ ﺗﻌﻠﻖ ﺑﻪ ذرة
ﻣﻦ ﻏﺒﺎر ، وﱂ ﺗﻠﻮﺛﻪ ﺷﺎﺋﺒﺔ
ﻣﻦ ﺷﺆوب اﻟﺴﻔﺎﻟﺔ و اﻟﺪﻧﺎءة ، ﻻ أﻫﺎب ﺷﻴﺌﺎً
وﻻ أﻏﻀﻲ ﻟﺸﻲء وﻻ أﺧﺠﻞ ﻣﻦ ﺷﻲء.
و ﰲ ﺟﺎﻧﺐ اﻷﺧﺮى ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ دي ﺑﻮرﺟﺮاك ﻛﺸﺨﺺ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺮواﻳﺔ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ، وﻫﺬﻩ ﺗﺘﺼﻮر ﻣﻦ ﺣﻮارﻩ ﻣﻊ ﻟﻴﻨﻴﲑ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ :٥٢
"..ﻓﻤﺎ راﻋﻪ إﻻ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﳉﻨﻮد واﻟﻀﺒﺎط ﻗﺪ دﺧﻠﻮا اﳊﺎﻧﺔ ﳛﻴﻄﻮن ﺑﺮﺟﻞ ﻳﱰﻧﺢ ﺳﻜﺮا ﻓﺘﺄﻣﻠﻪ ﻓﺈذا ﻫﻮ ﻟﻴﻨﻴﲑ ، ﻓﻬﺮع إﻟﻴﻪ ﻣﺬﻋﻮرا ، وﻗﺎل: ﻣﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ؟ ﻗﺎل: ﺧﺬ ﻫﺬﻩ اﻟﻮرﻧﺔ واﻗﺮأﻫﺎ إ ﺎ ﺗﻨﻈﺮﱐ ﺑﺄن ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻳﻜﻤﻨﻮن ﱄ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﻃﺮﻳﻘﻲ إﱃ ﻣﻨﺰﱄ ﻋﻦ (ﺑﺎب اﻟﻨﻴﻞ) ﻟﻴﻘﻄﻠﻮﱐ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﻴﺪة اﻟﱵ ﺗﻌﻤﻠﻬﺎ ، ﻓﺄذن ﱄ ﺑﺎﻟﺬﻫﺎب إﱃ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻷﻧﺎم ﻓﻴﻪ اﻟﻠﻴﻠﺔ. ﻓﺄﻃﺮق ﺳﲑاﻧﻮ ﻫﻨﻴﻨﺔ وﻫﻮ ﻳﻬﻤﻬﻢ ﻗﺎﺋﻼ : ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ واﺣﺪ؟ ﻣﺎ أﺟﺒﻨﻬﻢ و أﺳﻔﻞ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ، ﻟﻴﻨﻴﲑ ! إﻧﻚ ﺳﺘﻨﺎم اﻟﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﺑﻴﺘﻚ ، ﻓﻠﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻏﺮﺿﻪ وﻗﺎل ﻟﻪ وﻫﻮ ﻳﱰﻧﺢ و ﺑﺘﻤﻠﻖ: وﻟﻜﻨﻚ ﺗﻌﻠﻢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي أﻧﲏ رﺟﻞ ﺿﻌﻴﻒ ﻣﺴﻜﲔ ﻻ أﻗﻮى ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺗﻠﱵ ﻫﺮ ﻓﻤﻦ ﱄ ﺑﻠﻘﺎء ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ وﺣﺪي؟ ﻗﺎل: إﻧﲏ أﻧﺎ اﻟﺬي أﻟﻘﺎﻫﻢ ، وأﻧﺎ اﻟﺬي ﺳﺄﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ، ﻓﺨﺬ اﳌﺼﺒﺎح ﻣﻦ ﻳﺪ اﻟﺒﻮاب
وﺳﺮ أﻣﺎﻣﻲ ، وأﻗﺴﻢ ﻟﻚ أﻧﻚ أﻧﻚ ﺳﺘﻨﺎم ﰲ ﺑﻴﺘﻚ..ﻓﺘﻘﺪم ﻧﻨﺤﻮﻩ ﻟﱪﻳﻪ ووﺿﻊ ﻳﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﻔﻪ
وأﺳﺮ ﰲ أذﻧﻪ: أﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ أن ﻳﻨﺎم اﻟﻠﻴﻠﺔ ﰲ ﻏﲑ ﺑﻴﺘﻪ؟ وﻫﻞ ﺗﺮى ﻣﻦ اﻟﻼزم اﳊﺘﻢ أنﲣﺎﻃﺮ ﺑﻨﻔﺴﻚ دﻓﺎﻋﺎ ﻋﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻷﺑﻠﻪ اﳌﺄﻓﻮن ، وﻗﺎل ﺳﲑاﻧﻮ ﻟﻪ وﻫﻮ ﻳﺒﺘﺴﻢ اﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻫﺎدﺋﺔ ﻟﻄﻴﻔﺔ: إن ﻫﺬا اﻟﺴﻜﲑ اﻟﺬي ﻻﻳﻔﻴﻖ ﺑﻞ اﻟﺰق اﻟﺬي ﻳﻨﻔﺪ ﻫﻮ أرق اﻟﻨﺎس ﻗﻠﺒﺎ و أﲨﻠﻬﻢ حسا وأﺷﺮﻓﻬﻢ ﺷﻌﻮرا ، رأﻳﺘﻪ ﻣﺮة وﻗﺪ ﺧﺮج ﻣﻦ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻳﻮم اﻷﺣﺪ ﻓﺮأى اﳌﺮأة اﻟﱵ ﳛﺒﻬﺎ ﺗﺘﻨﺎول ﺑﻴﺪﻫﺎ اﻟﻄﻴﻔﺔ ﻗﻠﻴﻼ ﻣﻦ اﳌﺎء اﳌﻘﺪس "..
ﻓﺼﺎﺣﺖ إﺣﺪى اﳌﻤﺜﻼت : ﻣﺎ أﲨﻞ ﻫﺬﻩ اﳊﺎدﺛﺔ وﻣﺎ أرق ﻫﺬا
اﻟﺸﻌﻮر! ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻬﺎﺳﲑاﻧﻮ و ﻗﺎل ﳍﺎ: أﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ أﻧﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة؟ وارﲪﺘﺎﻩ ﳍﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﳌﺴﻜﲔ ﻛﻴﻒ ﻳﺴﻤﺢ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ أن ﻳﺘﻔﻘﻮا ﻋﻠﻴﻪ؟ أﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ اﻟﺴﺒﺐ ﰲ ذﻟﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي؟ ﻓﻠﻢ ﳚﺒﻬﺎ ﺳﲑاﻧﻮ واﻟﺘﻔﺖ إﱃ ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﳉﻨﺪ اﻟﺬﻳﻦ دﺧﻠﻮا ﻣﻊ ﻟﻴﻨﻴﲑ وﻗﺎل ﳍﻢ: ﻫﺎ أﻧﺬا ذاﻫﺐ إﱃ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﺈن ﺷﺌﺘﻢ أن
ﺗﻜﻮﻧﻮا ﻣﻌﻲ ﻓﺄﻧﺘﻢ وﺷﺄﻧﻜﻢ ، ﻏﲑ أن ﱄ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺷﺮﻃﺎ واﺣﺪا ﻓﻘﻂ ، ﻫﻮ أﻧﻜﻢ ﻣﻬﻤﺎرأﻳﺘﻢ ﻣﻦ اﳋﻄﺮ اﶈﺪق ﰊ ﻓﻼ ﻳﺘﻘﺪم أﺣﺪ ﻣﻨﻜﻢ ﳌﺴﺎﻋﺪﰐ ، وﻟﻴﻜﻦ ﻣﻜﺎﻧﻜﻢ ﻣﲏ ﻣﻜﺎن ﻣﺮاﺳﻠﻲ اﻟﺼﺤﻒ و
ﻣﺘﺪوﺑﻴﻬﺎ ﰲ اﳌﻌﺎرك ، ﻳﺸﺎﻫﺪو ﺎ وﻻ ﻳﻘﺮﺑﻮ ﺎ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ اﳌﻤﺜﻠﺔ ﻫﻞ ﺗﺆذن ﱄ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي أن ﻷذﻫﺐ ﻣﻌﻜﻢ ﺣﻴﺚ ﺗﺬﻫﺒﻮن؟ ﻗﺎل ﻧﻌﻢ اذن
ﻟﻚ وﻟﻜﻞ ﻣﻦ أراد اﻟﺬﻫﺎب ﻣﻨﻜﻢ ، ﻓﺼﺎح اﳌﻤﺜﻠﻮن و اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﻮن ﲨﻴﻌﺎ: ﻛﻠﻨﺎ ﻧﺬﻫﺐ ﻣﻌﻚ
وأن ﺳﲑاﻧﻮ ﻫﻮ ﺷﺎﻋﺮ اﻟﺬي ﳝﺴﻚ اﺣﺪى ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ اﻻ وﻫﻲ اﻟﻌﺎدل ، وﻛﺎن ﻋﺎدل ﻻﻳﻌﻤﻞ ﻟﺸﺨﺺ أﺧﺮ إذا ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻪ اﻻم ﻟﻨﻔﺴﻪ. وﻫﺬﻩ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ ﺳﲑاﻧﻮ اﻟﺬي ﻋﺎدل اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻰ اﳊﻖ ﻋﻠﻰ ﻓﻄﺮﺗﻪ أي ﻏﲑ ﻣﺘﺤﻴﺰ. وإن ﺳﲑاﻧﻮ ﻳﻌﺮف ﻣﻊ أن اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﻳﺄﻣﺮ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻟﻴﻘﺘﻞ ﻟﻴﻨﻴﲑ و ﻛﺎن ﻟﻴﻨﻴﲑ ﺷﺎﻋﺮ ﻟﻄﻴﻔﺔ اﻟﺸﻌﻮر و ﺻﺎﺣﺒﻪ ، وﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أﻧﻪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻩ و إن اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻜﻮن ﺳﲑاﻧﻮ ﻣﺘﺒﻊ ﰲ أن ﻳﺴﻠﻢ ﻟﻴﻨﻴﲑ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ. وﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﺑﻘﻮل ﺳﲑاﻧﻮ ﰲ ﺻﻔﺤﺔ :٥٤-٥٣
"وﻫﻨﺎ اﻟﺘﻔﺖ ﺳﲑاﻧﻮ إﱃ اﳌﻤﺜﻠﺔ اﻟﱵ أﻋﺠﺒﺘﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﻟﻴﻨﻴﲑ ، ﻗﺎل : ﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻟﺘﲏ أﻳﺘﻬﺎ اﻟﻔﺘﺎة ﻣﻨﺬ ﻫﻨﻴﻬﺔ : ﱂ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ واﺣﺪ ﻣﺴﻜﲔ؟ ﻓﺄﻗﻮل ﻟﻚ ﺟﻮاﺑﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ إنهم ﻣﺎ ﻓﻌﻠﻮ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻠﻪ ﺑﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻲ ﻷ ﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮن أﱐ ﺻﺪﻳﻘﺔ اﻟﺬي ﻻﳜﺬﻟﻪ."
ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ دي ﺑﺮﺟﺮاك ﳝﺴﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻔﻀﻴﻠﺔ وﻫﻲ اﻟﻌﻔﺔ ، وﻋﻔﺘﻪ ﻳﻈﻬﺮ أﻧﻪ ﺑﺴﻴﻂ وﻻ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻨﻌﻢ اﻟﺪﻧﻴﺎ ، إن ﻣﺮاﺳﻞ اﻟﺼﻔﺢ ﻳﻄﻠﺒﻪ ﺑﺄن ﻳﻘﺺ ﻋﻦ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﱵ ﺗﻘﻊ ﺑﻪ ﰲ أن ﻳﻨﺼﺮ ﺷﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﺋﺔ رﺟﻞ ، وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺮدﻩ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻔﻌﻞ ذﻟﻚ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺻﺎﺣﺒﻪ أي ﻳﻨﺼﺮﻩ وﻻ ﻟﻴﺘﻜﱪ ﺑﻜﻮن اﲰﻪ ﰲ اﳉﺮﻳﺪة. و ﻫﺬا اﳊﺎدﺛﺔ ﺗﺘﺼﻮر ﰲ ﺻﻔﺤﺔ :٧٥
"ﻓﻘﺎل ﻟﻪ : وﻛﻴﻒ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي أن ﺗﻘﺪﻣﲏ
إﱃ
ﻏﲑك
ﻗﺒﻞ أن ﺗﻘﺪم ﻧﻔﺴﻚ إﱄ؟. وﻗﺪم إﻟﻴﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻛﺄﺳﺎ ﻣﻦ اﳋﻤﺮ
و ﻗﺎل ﻟﻪ : اﺷﺮب ﻣﻌﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ﳓﺐ
ﺑﺄﺳﻚ وﺷﺠﺎﻋﺘﻚ ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ إﻟﻴﻪ وﻗﺎل ﻟﻪ : ﳜﻴﻞ إ ﱄ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي أﻧﻚ
أﺷﺠﻊ ﻣﲏ
، ﻷﻧﻚ ﻗﺪﻣﺖ إﱄ
ﺷﻴﺄ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻌﻠﻢ ﻣﺎ رأﻳﻲ ﻓﻴﻪ. ﰒ دﻓﻊ اﻟﻜﺄس ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮة ﻓﻬﺮاﻓﻬﺎ ، وﺟﺎءﻩ أﺣﺪ ﻣﺮاﺳﻠﻲ اﻟﺼﻔﺢ وﻗﺪ ﳝﺴﻚ
ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ ﻗﻠﻤﺎ وﺑﻴﺴﺮاﻩ
ﻗﺮﻃﺎﺳﺎ و ﻗﺎل : ﻗﺺ ﻋﻠﻲ ﺣﺪﻳﺚ واﻗﻌﺘﻚ أﻳﻬﺎ اﻟﻔﺎرس
اﻟﺒﻄﻞ ﻷﻧﺸﺮﻩ
ﰲ
ﺟﺮﻳﺪﰐ. ﻓﻨﻈﺮ إﻟﻴﻪ ﺷﺰرا وﻗﺎل: إﻧﲏ ﱂ أﻗﺎﺗﻞ ﻣﻦ أﺟﻠﻚ
ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ، وﻻ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺟﺮﻳﺪﺗﻚ ﺑﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺻﺪﻳﻘﻲ ﻟﻴﻨﻴﲑ. ﻓﺘﻤﻠﻤﻞ ﻟﱪﻳﻪ
ﻣﻦ ﺧﺸﻮﻧﺘﻪ و ﺟﻔﺎﺋﻪ ، وﻛﺎن ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻣﻨﻪ ﺛﻮﺑﻪ ، و ﻓﻘﺎل ﻟﻪ: ﻣﺎ اﻟﺬي أﺻﺎﺑﻚ ﻳﺎ
ﺳﲑاﻧﻮ؟
وﻣﺎ ﻫﺬﻩ
اﳋﺸﻮﻧﺔ
اﻟﱵ
ﻳﺴﻴﻘﺒﻞ بها أﺻﺪﻗﺎءك اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﻴﺜﻮﻧﻚ و ﳝﺠﺪوﻧﻚ؟ ﻗﺎل: ﻻ ﺗﺼﺪق ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺮاﻩ ﻳﺎ ﻟﲑﻳﻪ ! ﻓﻠﻴﺲ ﱄ ﰲ
اﻟﻌﺎﱂ
ﺻﺪﻳﻖ ﺳﻮاك
وﻣﻦ ﺗﻠﻚ اﳊﻮار ﻳﻜﻮن ﺳﲑاﻧﻮ أﻧﻪ ﻗﺪرة ﻷن ﻳﺪﻓﻊ و
ﻳﺒﺘﻌﺪ ﻣﻦ زﻳﺎدة اﻟﻔﺮح ، وإﻧﻪ ﻻ ﳚﺬب إﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ ﻣﺮاﺳﻠﻲ اﻟﺼﻔﺢ ﻟﻴﻨﺸﺮ ﻗﺼﺘﻪ ﰲ ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ، وإن ﺣﺪﻳﺚ ﰲ ﻗﺼﺘﻪ ﻷﺟﻞ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻟﻴﻨﻴﲑ وﻻ ﻟﻌﺮض رﻳﺎءً
ﺑﺎﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ ﰲ ا ﺘﻤﻊ وﻫﺬﻩ ﻫﻲ اﻟﱵ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺼﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ. و ﰲ ﺻﻔﺤﺔ ٧٨-٧٧ ﻳﺘﺼﻮر أن ﺳﲑاﻧﻮ ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ ، إﻧﻪ
ﻳﺮد ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ ﰲ ﺗﻘﺪم رواﻳﺘﻪ أﻣﺎم ﺧﺎل اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل ﺑﺄﻧﻪ ﻻﻳﺮﻳﺪ أﻋﻤﺎل أدﺑﻪ
ﻳﻨﻘﺪ ﺑﺎﻟﻨﻘﺎد اﳌﻤﻠﻜﺔ وﻫﻮ ﻻﻳﺮﺿﻰ إذا ﻳﺒﺬل ﻓﻴﻪ ﲦﻨﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻷﻧﻪ إﳕﺎ ﻳﺴﻜﺐ ﻓﻴﻪ دم ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺎرا
ودم اﻟﻘﻠﺐ أﻏﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ واﻟﺬﻫﺐ. وﻫﺬﻩ ﻛﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﰲ ﺣﻮارﻩ ﻣﻦ اﻟﻔﻴﻜﻮﻧﺖ اﻟﺘﺎﱄ:
"و ﻗﺎل ﻟﻪ : أﲢﺐ أن ﺗﻜﻮن ﱄ ﻳﺎ ﺳﲑاﻧﻮ؟ ﻓﺎﻧﺘﻔﺾ وﻗﺎل : ﻻ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ، وﻻ ﻷى إﻧﺴﺎن ﻗﺎل: إن ﺧﺎﱄ اﻟﻜﺮدﻳﻨﺎل (رﻳﺸﻠﻴﺒﻪ) ﻛﺜﲑ اﻹﻋﺠﺎب ﺑﻚ و ﺑﺄدﺑﻚ و ﳛﺐ أن ﻳﺮاك ﻓﺈن ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻚ إﻟﻴﻪ ، وﻟﻘﺪ ﻗﻴﻞ ﱄ إﻧﻚ ﻧﻈﻤﺖ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﲔ رواﻳﺔ ﲤﻘﻴﻠﻴﺔ ﲨﻴﻠﺔ ﱂ ﺗﻮﻓﻖ إﱃ ﲤﺜﻴﻠﻬﺎﺣﱴ اﻟﻴﻮم ، ﻓﻠﻮ أﻧﻚ ذﻫﺒﺖبها إﻟﻴﻪ ورﻓﻌﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻟﻌﺮف ﻟﻚ ﻓﻀﻠﻚ ﻓﻴﻬﺎ وأﺣﺴﻦ ﺟﺰاءك ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ أﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ إﱃ ﻏﲑك ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب و اﻟﺸﻌﺮاء..وﻗﺎل ﻟﻠﻜﻮﻧﺖ : ذﻟﻚ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻳﺎ ﺳﻴﺪي ، وإن دﻣﻲ ﻟﻴﺠﻤﺪ ﰲ ﻋﺮوﰲ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﲣﻴﻞ أن إﻧﺴﺎﻧﺎ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ﳛﺪث ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺘﻐﻴﲑ ﺣﺮف واﺣﺪ ﻣﻦ ﻗﺼﻴﺪة ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪي ، وﻣﺎ أﻧﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺔ إﱃ اﻹﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ أدﰊ ﺑﺄﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎن ، وﻗﺎل : وﻟﻜﻨﻚ ﺗﻌﻠﻢ أﻧﻪ إذا أﻋﺠﺒﻪ ﺑﻴﺖ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺮ دﻓﻊ ﲦﻨﻪ ﻏﺎﻟﻴﺎ ، ﻗﺎل: ﻧﻌﻢ أﻋﻠﻢ ذﻟﻚ ، وﻟﻜﻨﻪ ﻻﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﻳﺒﺬل ﻓﻴﻪ ﲦﻨﺎ ﻣﺜﻞ اﻟﺬي ﺑﺬﻟﺘﻪ ﻷﱐ إﳕﺎ أﺳﻜﺐ ﻓﻴﻪ دم ﻗﻠﱯ ﺣﺎرا ودم اﻟﻘﻠﺐ أﻏﻠﻰ ﻗﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻔﻀﺔ واﻟﺬﻫﺐ."
وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻨﺺ ﻳﺒﲔ أن ﺳﲑاﻧﻮ ﳜﺘﺎر دم ﻗﻠﺒﻪ وﳜﺘﺎر ﺣﻴﺎة ﺑﺴﻴﻂ ، وأﻧﻪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﳚﺘﻨﺐ ﻣﻦ ﺷﻬﻮات اﻷﻣﻮال اﻟﱵ ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻏﲏ و ﻣﺘﻜﱪ ﺑﺎﺑﺪال دم ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺄن ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ اﳊﻴﺎة ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻩ وﻻ ﻳﻀﻊ زﻣﺎم اﻟﻨﻔﺲ ﰲ ﻳﺪ ﻋﻈﻴﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻈﻤﺎء ﻓﻬﺬﻩ أﺣﺪ ﻣﻦ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ. وﰲ ﻗﻄﻌﺔ اﻟﻨﺺ اﻟﺼﻔﺤﺔ ٩١-٩٠ ﻛﺎن ﺳﲑاﻧﻮ ﳝﻠﻚ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻔﺔ وﻫﻲ ﺻﱪ ﰲ أن ﳝﺘﻨﻊ ﻏﻀﺒﻪ ﳌﻦ ﳛﻘﺮﻩ ، وإن ﻛﺮﺳﺘﻴﺎن ﳛﻘﺮﻩ ﻋﻨﺪ ﻳﻘﺪم ﺳﲑاﻧﻮ ﺷﻌﺮﻩ ، وﻫﻮ ﻻﻳﻐﻀﺐ ﺑﻞ ﻳﻌﺘﻨﻘﻪ ﰒ ﻳﺸﺮح أن اﺑﻨﺔ ﻋﻤﻪ روﻛﺴﺎن ﲢﺒﻪ و ﻳﺮﺳﻠﻪ رﺳﺎﻟﺔ ، ﻓﺼﺎر ﺗﻌﺠﺒﺎ ﺑﻪ و ﻳﻄﻠﺐ ﻋﻔﻮ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻠﻪ.
وكان الدوق له صفة الفضيلة وهي عادل، ومن هذا الحوار أن الدوق لا يصيب شيئ
على شخص اخر إذا كان يشعر الأم بما يصيبه. فإنه ينام ملء جفونهم إلا لأنه أسهر
كثيرا من عيون البائسين والمعدمين فى سبيل راحتهم وهنائهم.
الباب
الخامس
خاتمة
أ. الخلاصة
بعد حلل الباحث
عن القيم الأخلاقية في رواية
"الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي، فاختلص الباحث فى هذا البحث ما يلى :
۱.
العناصر الداخلية فى رواية الشاعر لمصطفى لطفي
المنفلوطي كان الشخصي الرئيسي هو سيرانودي برجراك. والشخصي الثاني المؤثر هم
روكسان وكرستيان دي نوفيت والكونت دي جيش ولبريه وراجنو والمجتمع الفرنسي. والحكبة
فى رواية الشاعر لمصطفى لطفي المنفلوطي هي الحكبة التقدمية : الأول-الأخير،
والحكبة المقفولة أي آخر القصة بأن سيرانو لا يملك أن يكون مع روكسان ولو كانا
يتحبان. وكانت الرواية لها ذروتين، والذروة الأولى عندما يكون البطل فى حانة
بوروجونيا يسمى باصراع الخارجية والذروة الثانية عندما يشرح روكسان إلى سيرانو عن
أنها تحب الجندي الفرنسي بجميل صورة الذي تقصدها كرستيان.
٢. القيم الأخلاقية في رواية
"الشاعر" لمصطفى لطفي المنفلوطي وهي تتضمن على الأخلاق الناس لنفسه وهي
حرس عزة النفس وأخلاق الناس للناس وهي الأخلاق للمجتمع والأخلاق للوطن وأخلاق
الناس وهي يتصور فى القناعة، وأما الأخلاق الفضيلة التى تعلمها الشخصيات فيها وهي
صفة العفة والشجاعة والعادل والحمة.
ب. الإقتراحات
بعد أخذ الباحث الخلاصة السابقة، فقدم
الباحث الإقترحات وهي مايلى:
۱. ينبغى
للقارئ أن يكون هذا البحث مفيدة لمواد تحليل الرسالة العلمية كلية الآداب والعلوم
الإنسانية الأخرين لتطوير وتوسيع الأفكار عن الأدب وخآصة فى الرواية.
۲. ينبغى
لمدرس قسم اللغة وآدابها أن يستعمل هذا البحث لإعطاء الإقتراحات إلى الطلاب
والطالبات عن تحليل البنياوية للرواية.
۳. ولإهتمام عن تحليل الرسالة عن الأدب وسيلة ليعبر قيمة
فى الحياة، ولذلك يرجى الباحث عن وجود تحليل المفيدة ليعبر كاملة الأدب وخاصة عن
رواية مصطفى لطفي المنفلوطي.
ج. كلمة
الإختتام
الحمد لله وشكر لله على نعمة الله، والصلاة والسلام على
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبما يرضاه أن هذه الرسالة العلمية قد تم الباحث
ولوكانت هناك غير كاملة وكثيرة الأخطاء
والنقصان، بذلك لتكميل هذه الرسالة العلمية يرجى الباحث الإقتراحات من
القارئين أن تكون هذه الرسالة العلمية مفيدة ونافعة للباحث خآصة وللقارئين عآمة.
لقد سعى الباحث على الممكنات لتكميل هذه
الرسالة العلمية، إما من الكلمات أو تركيب الكلمات. ولكن الباحث شعر من كثرة
الأخطاء والنقصان، وعلى مساعدة المشرفين لتصحيح هذه الرسالة العلمية. جزاكم الله
خير الجزاء وإلى الله توكلت، لعلى هذه
الرسالة العلمية نافعة للباحث وللقارئين عآمة. آمين.
[2] Suharsimi, Arikunto.
Prosedur Penelitian Suatu Pendekatan Praktek Edisi revisi IV Rineka Cipta,
1998, 114
[4]
Andi Prastowo. Menguasai Teknik-Teknik Koleksi Data Penelitian Kualitatif.
Jogjakarta: Diva Press, 2010:20
[5] أحمد أوزي، تحليل المضمون
ومنهجية البحث. المغرب : مطبعة النجاح الجديدة، 1993، ص 21
[1]
Moh.
Toriquddin. Sekularitas tasawuf (membumikan tasawuf dalam dunia modern) UIN Malang
Press. 2008, 5.
[2] M. Solihin dan M. Rosyid
Anwar. Akhlak Tasawuf (manusia, etika dan makna hidup) .Bandung: Nuansa. 2005,
27-28
[3] Moh. Toriquddin.
Sekularitas tasawuf (membumikan tasawuf dalam dunia modern). Malang: uin malang
press. 2008, 11-12
[4] ﻋﺒﺪ ﷲ ﺑﻦ ﳏﻤﺪ اﻟﻌﻤﺮو . اﻷﺧﻼق ﺑﲔ ﻣﺪرﺳﺘﲔ اﻟﺴﻠﻔﻴﺔ واﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻣﺴﻜﻮﻳﻪ و اﺑﻦ ﻗﻴﻢ ﳕﻮذﺟﺎ (اﻟﺮﻳﺎض: وززارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﻣﺎم ﳏﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻌﻮد اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ .١٠٠ (٢٠٠٦
[5] M. Solihin dan M. Rosyid
Anwar. Akhlak Tasawuf (manusia, etika dan makna hidup) .Bandung: Nuansa. 2005,
25-26
[6] Burhan Nurgiyantoro.
Teori Pengkajian Fiksi. Yogyakarta: Gadjah Mada University Press. 1998.320-321
[7] Burhan Nurgiyantoro.
Teori Pengkajian Fiksi. Yogyakarta: Gadjah Mada University Press. 1998.323-324
[8] Abdul Haris. Etika Hamka
(Konstruksi Etik Berbasis Rasional Religius). Yogyakarta: LKiS, 2010. 122.
[11] أﲪﺪ أﺑﻮ ﺳﻌﺪ. ﻓﻦ اﻟﻘﺼﺔ . ﺑﲑوت: دار اﻟﺸﺮق اﳉﺪﻳﺪ
.٧ .١٩٥٩ ,
[12] أﲪﺪ أﺑﻮ ﺳﻌﺪ. ﻓﻦ اﻟﻘﺼﺔ . ﺑﲑوت: دار اﻟﺸﺮق اﳉﺪﻳﺪ
٧ .١٩٥٩
,
[13]أحمد أوزي، تحليل المضمون
ومنهجية البحث. المغرب : مطبعة النجاح الجديدة، 1993،ص :12
[14] نفس المراجع : ص، 11
[15] أحمد أوزي، تحليل المضمون
ومنهجية البحث. المغرب : مطبعة النجاح الجديدة، 1993، ص 21
[1] إبراهيم عوض
(11-2-2013)، "تعريف الشعر بين القدماء والمحدثين"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2018. بتصرّف
[2]
محمد أبو الفتوح غنيم (14-5-2009)، "تعريف الشعر وفائدته
وفضله وعناصره"، www.diwanalarab.com، اطّلع عليه بتاريخ 25-6-2018. بتصرّف
0 $type={blogger}:
Posting Komentar